قامت الدنيا ولم تقعد علي الفنان هشام عبدالله الذي دخل دولة العثمانيين الجدد فهو بذلك إخوان من ضهر إخوان .. لم يسأل أحد نفسه ما الذي جعل واحد من أكثر الفنانين كراهية للإخوان ورفضاً لحكمهم يقررالذهاب إلى تركيا بالتحديد .. هل ضاقت عليه مصر بما رحبت؟ هل قال لأحد دعاني أردوغان لبيته لحد باب بيته ؟!! هل كان يتظاهر ضد مرسي ويراه لا يصلح لإدارة سوبر ماركت طمعاً بمنصب في النظام الجديد ؟ .. فلما لم يحصل عليه قرر أن يذهب للإخوان بنفسه " يبوس الجدم ويبدي الندم" بعدما سمع هتافهم " ياريت حبايبنا ينولوا ما نلنا يارب .. يارب توعدهم يارب " !! لابد أن تعرف أن هشام عبد الله وقبله محمد شومان لم يتركا البلد وحدهما .. فنانون وإعلاميون آخرون تركوها .. وهناك ملايين من أهل مصر غادروها دون جوازات سفر غادروها وهم فيها .. إنه الضياع لو استمرت هذه الموجة اللعينة من التكفير الذي يكاد يتطابق مع داعش .. موجة فيها قتل على الهوية.. ليس بالضرورة أن تكون التصفية جسدية فتصفية الروح أشد قسوة وأخطر أثراً . للأسف الموجة مضبوطة على تردد واحد ..إخوان إف إم .. أمن قومي شورت وييف .. كل من له رأي مخالف للرأي الرسمي إخوان أو متآمر.. بالمناسبة نحن لا نعرف كيف يتشكل هذا الرأي الرسمي وهل سيتغير في يوم ما ؟.. والسوابق كثيرة.. أذكرك بقرار بالقبول بمبادرة روجرز أيام عبد الناصر و زيارة السادات للقدس وكامب ديفيد ومعاهدة السلام .. أمثلة بسيطة للتحولات التي تحدث في الغرفة المظلمة دون سابق إنذار لتتركنا كالعميان بعد سنوات طويلة من ضبط الموجة .. والمطلوب منا أن نغير التردد من جديد !! لو حدث تغير دراماتيكي مشابه لسوابق في تاريخنا الحديث .. فلا تندهش إن جاء اليوم الذي يقال فيه لتوفيق عكاشة - المهنة ليس الشخص - أن يقول لنا : " صدقتوني.. مش أنا قلتلكم إن السيسي إخوان .. أنا كنت عارف بس قلت أديله فرصة يثبت إن حب مصر في قلبه أكبر من حب جماعته بس للأسف الطبع غلب التطبع !! .. لا أحد كبير على الاتهام فمحمد البرادعي آخر نائب رئيس جمهورية لمصرالعربية ناله من الحظ جانب .