مازلنا نستكمل حديثنا في هذا المقال عن حلول مشاكل المنظومة المرورية للمساهمة في حلها، فقد وصلت خسائر حوادث المرور المباشرة في المحروسة - رغم عدم وجود إحصاء دقيق- إلى 15 ألف قتيل و60 ألف مصاب و16 مليار جنيه كل عام - وهنا أتذكر ما قاله الخليفة عمر رضى الله عنه أنه يخشى من سؤال المولى عز وجل إذا تعثرت دابة فى الشام لعدم تمهيد الطريق لها. أقوم بتقديم العلوم المرورية أملاً فى الاستفادة من خبرتى فى هذا الشأن، وسوف أبدأ الحديث بما عايشته منذ سنوات ، حيث كنت فى رحلة إلى دولة ألمانيا وعندما كنت أنظر من شرفة غرفتى بالفندق إلى الشارع وإذا بالتيار الكهربائى ينقطع وتتعطل إشارة المرور ورأيت الطوف الأمنى الذى كان يسير بالشارع وهو عبارة عن شرطيتين ، لاحظت أن كلا منهما تحمل كيساً بلاستيكياً به "كمٌان وسترة عاكستان للضوء " وارتدتا السترة والكمًين ، وقامتا بتنظيم حركة المرور لمدة حوالى ثلاث دقائق إلى أن عاد التيار الكهربائى مرة أخرى فأعادت الشرطيتان الكمُان والسترة إلى مكانها بالكيس وقامتا بعملهما الأمنى؛ مما دعانى للاستفسار عن ذلك فعلمت أن كل من يتخرج من أكاديمية أو معهد أمنى فى ألمانيا لابد أن يدرس المنظومة المرورية لأن لها تأثيرا كبيرا على العملية الحياتية للمواطن وكذا على العملية الإنتاجية ومستوى الدخل للمواطن أما العملية الأمنية فلا يمكن أن تتم بدون المنظومة المرورية ولذا يتم تدريس هذه المادة لكل خريج أمنى لكى يمكن الإستفادة منه عند الحاجة. وبما أن الحكمة هى ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أحق بها فأرجو أن نستفيد من ذلك فى المحروسة، علماً بأن الحلول السبعة العلمية والعالمية لمشاكل المرورلجميع أطراف المنظومة ألمرورية من البشر هى: 1 - التعليم 2 - الهندسة المرورية 3 - قانون المرور ومناسبة للحل 4 - الإستعانة بالبيئة فى الحل 5 - الإستعانة بالاقتصاد فى الحل 6 - تساوى جميع المواطنين أمام الحلول 7- الإستعانة بالتقنية الحديثة فى الحلول ونحن لسنا أول دولة تعانى من المشاكل المرورية وتأخذ بالحلول العلمية والعالمية لتلافيها ، حيث إن السيارة ليست بالإختراع المصرى فلابد أن نأخذ الحلول ممن قاموا باختراعها وأن نبدأ من حيث إنتهوا ، فالحلول التى ذكرتها سابقا ًوالمعمول بها فى جميع بلاد العالم، لذا لابد أن نبدأ بالحل الأول ثم الذى يليه حسب الترتيب فلا يمكن أن نبدأ باللوحة المعدنية ونهمل العمود الفقرى للمنظومة وهو سائق السيارة. من المهم أن ندرس أولاً :- المنظومة المرورية كاملة ، من أنواع القيادة، أنواع الدوريات الأمنية والمرورية ومهامها، والدوريات والكمائن وأنواعها، الهدف من الدوريات، كيفية تفادى الدوريات لحوادث السيارات، أسباب حوادث السيارات "عوامل - أسباب مباشرة"، إستيقاف رجل الأمن والمرور للمواطن أو لقائد السيارة، واجبات رجل الأمن والمرور وعلاقته بالجمهور، لغة التخاطب بينه وبين الجمهور، أسلوبه فى أداء عمله، العوامل التى تتحكم فى السلوك الإنسانى، الإجراءات المتبعة عند إستيقاف المخالف وعلاقة رجل المرور بالمخالف، أهداف ومهام العمل الأمنى والمرورى، تعريف حادث المرور والفرق بينه وبين حادث الأمن العام والأسباب المباشرة وغير المباشرة له، مايجب على فرد الأمن عند الوصول لمكان الحادث، نبذة عن كيفية تحقيق حادث المرور، بعض أجهزة التقنية الحديثة اللازمة فى هذا العصر، كيفية إستخدام رجل الأمن والمرورلأجهزة الإنذارات الصوتية والضوئية لمركبات الطوارئ، الخدمات الهامة والتشريفات، وأشهد أن الداخلية قد استجابت لهذا النداء بالنسبة لطلبة أكاديمية الشرطة ويبقى الاستجابة بالنسبة للأفراد. ثانياً:- الجزء المهم والمكمل لهذه الحلول هو حتمية تدريس تحقيق حادث المرور لضباط وأفراد الشرطة بالأكاديمية والمعاهد الشرطية حيث أن تحقيق حادث المرور بالمحروسة يتم بمعرفة رجل الأمن العام وبالتالى تتكرر الحوادث يومياُ بنفس الكيفية والنوعية -أنظر إلى مايحدث فوق كوبرى السيدة عائشة وكوبرى 6 أكتوبر كمثال- أما إذا تم تحقيق حادث المرور بمعرفة رجل المرور الدارس بكيفية تحقيق حادث المرور فسوف يقوم بتحديد نسبة الخطأ لأطراف الحادث ثم يقوم بإستخراج نقاط الإحصاء من عامل والسبب الرئيسى فى الحادث ثم يستخرج النقطة السوداء ثم يعمل على تعديلها بمخاطبة جميع الأطراف المسؤلة عن التعديل وذلك لمنع الحوادث المستقبلية. (وكل ذلك كان لايدرس بأكاديمية الشرطة للضباط إلا منذ أربعة أعوام فقط وهو لايدرس بالمعاهد للصف والجنود حتى الآن ، كما يجب مراجعة المعاهد التدريبية بما يتماشى مع ذلك). ثالثاً : سرعة إنشاء مركز بحوث وتطوير علوم وحوادث المرور. اللهم أنى قد بلغت.. اللهم فاشهد.