وكأن هناك حملة ممنهجة ضد ما اطلقوا عليه دولة امناء الشرطة، بدأت شرارتها مع قيام احد افراد الشرطة بسحل مواطن او بلطجى اياً كانت ملابسات الحادث فى احد محطات مترو الانفاق، ودون الخوض فى تفاصيل الحادث، او التطرق الى بعض الملابسات، قامت وزارة الداخلية بالإعلان فوراً عن قيامها بإحالة امين الشرطة الى التحقيقات، وربما ساعات ويصدر الحكم على امين الشرطة بالإيقاف او الاحاله للإحتياط، او تظهر تفاصيل اخرى تتعلق بالحادث ربما تقوده الى البراءه، والحقيقه ان كل هذا ليس هو صلب المشكله او الازمه. الازمه انطلقت فور قيام البعض بإطلاق حملات شبه ممنهجه ضد امناء الشرطة، مشيرين الى انهم دولة داخل الدوله، وواصل البعض الهجوم حتى وصلت المطالبات بإلغاء وظيفة امين الشرطة، واستبداله بضباطك او عساكر او ما شابه ذلك، وللاسف انساق بعض من المذيعين والكتاب فى تلك الحملة ودعموا نفس المطالبات، وكأن كل افراد الشرطة بلطجية او بالفعل دولة اقوى من الدولة. لكن هؤلاء نسوا او تناسوا ما قام به الاغلبيه العظمى من افراد الشرطة خلال الفترة الماضية، نسوا انهم كانوا من ضمن من تصدوا باجسادهم ضد الارهاب الغاشم، ومنهم من استشهد ومنهم من اصيب والان يرقدون داخل المستشفيات او اصيبوا بإصابات تعجيزيه ستلاحقهم طيلة الحياه. هؤلاء نسوا ان افراد الشرطة سطروا ملاحم وبطولات مع الضباط ورجال القوات المسلحه، والان هم يقومون بواجبهم فى سيناء وفى مختلف المحافظات المصرية، لكن المريب ان واقعة واحده مسيئه وسط تلك الاحداث تقوم بتشويه رجال اخرين معدنهم من ذهب، وايامنهم اقوى من الفولاذ، وعقيدتهم الراسخه اقوى من تلك الكلمات المسمومه. .. والمثير، ان الايام القليلة الماضية شهدت بعضاً من الملاحم التى سطرها افراد الشرطة، والتى كان من بينها ما فعله الامين علاء الدين جمال، عندما شاهدت حريق يلتهم احد الشقق السكنية بمطقة النزهة، وهذا اثناء عودته الى منزله، اى انه كان فى وقت راحته، ليقوم على الفور بقطع الغاز عن المنزل بمجهود شخصى، والصعود الى المنزل، والقاء جسده فى النار من اجل انقاذ سيده وطفلها، وهو ما حدث بالفعل، لكن التهمت النيران جسده ومازال يخضع للعلاج. نسوا ان قبل واقعة المترو بساعات، اصيب امين الشرطة محمد على حسن شويخ من قوة مديرية امن الشرقية بطلقات نارية اطلقها عليه ارهابيون اثناء عودته الى المنزل، واستشهد ثلاثة اخرون فى نفس المحافظه، وايضاً الامين مصطفى محمد ايوب، من قوة قسم شرطة السياحة والاثار بالفيوم، الذى استشهد جراء طلقات نارية اطلقتها عليه عناصر ارهابية. ما يشير الى ان الحمله ممنهجة، ان فى الوقت الذى قام فيه امين شرطة مترو الانفاق بالاعتداء على مواطن، كان هناك امين شرطة اخر يدعى علاء كامل سميح، من قوة مجموعات التدخل السريع بمديرية امن بور سعيد، تمكن من انقاذ الطفل محمد يوسف السيد 13 سنه، والذى كاد ان يغرق فور سقوطه من احدى المعديات المتجهة من مدينة بور سعيد لمدينة بور فؤاد، لم يفكر حينها امين الشرطة البطل فى حياته، بل قام بالقفز فى البحر بملابسه ومتعلقاته الشخصي من اجل انقاذ الطفل، ونجح بالفعل فى الحفاظ على حياة الطفل محمد يوسف، لكن المثير الا يتم تسليط الضوء على تلك الواقعة او ما شابهها، ويتم فى الوقت ذاته اعلان الحرب على امناء الشرطة، بتسليط الضوء على حادث فردى تحقق فيها اجهزة وزارة الداخلية. هؤلاء نسوا او تناسوا ان هناك اكثر من 400 امين شرطة استشهد خلال الحرب على الارهاب فى السنوات القليلة الماضيه، فيما تجاوزت اعداد المصابين منهم الى اكثر من تسعة الاف حاله، وهو ما جعل اغلب امناء الشرطة فى حالة غضب من تلك الحملات المسيئة والممنهجة، التى شارك فيها البعض لاغراض يتضح انها شخصيه بحته، وللعلم لم يغضب امناء الشرطة من التحقيق مع زميلهم، وهو ما يؤكد ايضاً انهم يسعون الى ترسيخ القانون بالقبض على المتهم، دون ضربه او سلحه او ما شابه. بالتأكيد لا ادافع عن مجمل افراد او امناء الشرطة، فكل وظيفه فيها الصالح والطالح، لكن من الظلم ان تعم السيئه على كافة افراد الشرطه لمجرد واقعه عارضه، وفى نفس الوقت يتم تجاهل بطولاتهم واعمالهم. والسؤال الان، الم يخطىء شخص واحد مما هاجموا افراد الشرطة وطالبوا بعزلهم والغاء وظيفتهم ولو مرة واحده فى حياته؟ بالتأكيد كلنا نخطىء، لكن لو طبقنا تلك المطالبات السفيهه، لكان من البديهى ان نعاقب انفسنا بالعزل من الوظائف، والا يقوم احد بالاستمرار فى عمله. السؤال بطريقه اخرى، هل معنى ان يخطىء طبيب فى علاج مريض ان نلغى مهنة الطب من حياتنا، نفس الحال ينطبق على الوزير، القاضى، المهندس، الصحفى، المحامى، وعلى كل فئات المجتمع، فالعدل هو ان نسلط الضوء على الجيد، وقمة العدل ان نطالب بمعاقبة المسيىء او المجرم، لكن ان نقوم بجلد كل ابناء المهنه لمجرد خطأ فردى هو قمة الظلم. حفظ الله الوطن، شعباً وجيشاً وشرطة [email protected]