وكأن مشاعر الناس في عرفهم أصبحت رخيصة هكذا، يتفننون في ابتزازها بأفاعيل صبيانية، أقل ماتوصف به إنها حقيرة وتافهة، ويكفي المراهق سياسيًا واجتماعيًا من هؤلاء، أن يكتب أي هُراءٍ علي صفحته بأيٍ من مواقع التواصل الاجتماعي على الشبكة العنكبوتية، ليجني آلاف التعليقات واللايكات ليزيد من عدد متابعيه أومتابعيها، إحداهن قبل ذلك جعلتهم يقيمون الدنيا و يشعلون يوميات فيسبوك وتويتر، حين أعلنت أن الأمن اعتقلها من بيتها، بحجة أنها ناشطة لامؤاخذة سياسية!، و بعدها بأيام كشف أقاربها أن والدها قطع عنها النت فحبست نفسها في المنزل! الأسبوع الماضي نصب السّذج والبلهاء مناحة فيسبوكية حول فتاة تدعى ندى سلامة، قالوا أنها عازفة ناي موهوبة، جعلت شقيقتها تزعم أنها انتحرت، ولم تقف المناحة والعويل عند حد أنها حالة انتحار لها أسبابها الخاصة، بل ظهرهواة استغلال كل شيء، والكذب بأي حدث، وقالوا أن انتحارها سياسياً، وأن النظام الحاكم وضع لها السم في الفيسوك- كما يزعم أحد أصدقائنا "أنهم يضربونه بالكيماوي يوميا في الفيسبوك"! – وبعد يوم ونصف يوم ظهرت المنتحرة وقالت" أنا لم أمت"! فجأة انفجر فيسبوك وتويتر، طوال يومين خلال الأسبوع الماضي، بخبر انتحار عازفة ناي تدعى ندى وهيب، وتبعته زلازل وبراكين التعليقات والافتكاسات من عينة ان ندى انتحرت بسبب ما تمربه البلد، و بعضهم افتأت وذهب بخياله بعيدا، طبقا لمفهوم الأكاذيب الثورجية التي لا تضر، حسب زعمهم، وعلى طريقة الإخوان، وبدأهم أن الكذب حلال في الحرب أو الثورة، الى أنها لم تنتحر وربما نحرت، وحين تسأل هؤلاء لماذا تحملون واقعة انتحار فتاة مدلولات سياسية رغم ان عشرات بل مئات غيرها يقتلون ويستشهدون في سبيل الواجب و هناك أخريات وآخرون ينتحرون لظرف اقتصادي او عائلي وعشرات يموتون لأنهملم يجدوا ثمن الدواء أوالعلاج، ولا تتحدثون عنهم؟! لا يجيبك مناضل الكيبورد ولا الثورجى خلف شاشة اللابتوب، وهويجلس في حضن السيدة الوالدة! وماكشف الأمر على حقيقته تلك المكالمة التي يشير إليها الفنان على قنديل بينه و بين شقيقة ندى : علي: سلام عليكوا، سحر: وعليكم السلام علي: أنا علي قنديل يا سحر، سحر: أهلا يا علي إزيك، علي: الحمد لله بخير، أنا بسمع حاجات غريبة ومش مستوعب هي ندى مالها سحر: (تبكي) أيوه يا علي ندى اتوفت، علي: ! ندى اتوفت؟ سحر: الله يرحمها، احنا دفنّاها امبارح في البلد في كفر الشيخ، ولسه راجعين النهاردة الصبح علي: لا حول ولا قوة إلا بالله، لا حول ولا قوة إلا بالله! طب انتوا فين دلوقتي؟ سحر: في البيت علي: طب آجي لكم ازاي؟ سحر: (تبكي) لا مش هينفع إحنا تعبانين ومش قادرين نقابل حد يا علي معلش، أنا آسفة بجد علي: لا أبداً مستوعب يا سحر، لا حول ولا قوة إلا بالله! طب العزا فين؟ سحر: مش عارفة والله يا علي أنا معرفش أي حاجة، علي: طب سحر، ده رقمي الخاص أرجوكي لو احتاجتي أي حاجة كلّميني على طول، انتي عارفة ندى بالنسبة لي إيه، سحر: (منهارة) أكيد يا علي عارفة طبعاً ربنا يخليك، علي: ربنا يرحمها يا رب، أنا مش هطوّل عليكي عشان عارف إنك أكيد تعبانة دلوقتي، تليفوني مش هيتقفل يا سحر، أرجوكي أول م تحتاجتي حاجة قوليلي، سحر: (باكية جداً) حاضر يا علي، متشكرة جداً بجد علي: ربنا يرحمها يا رب، سلام عليكم ويضيف قنديل: المكالمة دي بعد مكالمة مع صديقي "طه دسوقي" قالل لي إن سحر بعتت له رسالة (بتطلب منه) يقول للناس خبر وفاة ندى! لحد م أنا اتصلت بسحر أخت ندى وأكدّت لي الخبر زي م حكيتلكوا كده، وبالمناسبة "سحر" طلبت نفس الطلب من حسام أنتيكا المُصوّر ثم ظهرت ندى أوهند، وهي تقول أنها لا تزال على قيد الحياة ولم يتم دفنها! ويتساءل علي قنديل:إيه الحكمة من الموقف ده؟ وليه "ندى وهيب" م انكرتش ده؟ وليه "سحر" أختها تقول للناس إنها اتوفت؟! وليه في الآخر أنا اللي أدفع تمن حزني عليها والناس تشتمني أنا وكإني أنا اللي اخترعت قصة وفاتها؟!، عدد مهول من الناس بيشتمني أنا دلوقتي! ، رسايل وتعليقات ومنشن! ويقولولي إبقى إتأكد عشان متسوّحش الناس؟ هو لما أختها ترد عليّ وهي بتعيّط ومنهارة وتقولي إنهم خلاص دفنوها!!! عايزني أتأكد من مين؟ الخلاصة كما يقول قنديل، كنت في منتهى الحزن على إنسانة بحبّها جداً ومقصّرتش معاها والنهاردة باتشتم لإني بلّغت الناس بخبر وفاتها أملاً في إن ربنا يكتب لها دعوات صادقة بالرحمة والمغفرة ولآخر سطر كنت ببعت رسالة لكل اللي زعلانين منها يسامحوها! وقفشت مع ناس كتير جداً أشاعوا خبر انتحارها لأنه غير مؤكد! وأنا مجيبتش سيرة انتحار أصلاً!، ويختتم قنديل قائلاً: بالمناسبة اكتشفت النهاردة إن اسمها الحقيقي " هند" وليس "ندى"! إلى هنا انتهت أكذوبة "ندى أو هند" لكن فنان ال " ستاند- كوميدي"علي قنديل، لا يزال يواجه سيلاً من اللوم والتأنيب على صفحته، بل أن هناك كثيرون اتهموه أنه اصطنع فيلمًا ترويجيًا لنفسه، ولإشهار صديقته التى لم يكن يعرف اسمها الحقيقي!