الفساد داخل مقر الاتحاد الدولي لكرة القدم كان حديث العالم خلال الايام الماضية وبلغ الذروة في الساعات التي سبقت وايضا اعقبت الانتخابات علي منصب الرئاسة ، ورغم كل مايتردد عن التشكيك في الذرائع التي دفعت الولاياتالمتحدة الاميركية الي تفجير هذه القضايا في ذلك التوقيت واحتمالات وجود مؤامرة او مخطط بشكل او بأخر ، نحن نري ان الضربة الامريكية بعيدا عن الشكوك ، نجحت في توجيه ضربة قاضية الي القلعة التي تدير شؤون وبيزنس كرة القدم في العالم. يدفعني ذلك الي العودة الي سباق مونديال 2010 والذي شاركت فيه مصر وتونس والمغرب وجنوب افريقيا وخرجنا منه بصفر في التصويت الشهيرعام 2004 ولم نحصل علي اصوات في مشهد تاريخي مازال يلقي بظلاله علي تاريخ الرياضة المصرية ، وكنت بشخصي واحدآ ممن عملوا في خدمة الملف المصري مسؤولآ عن الترويج الخارجي واعترف بوجود اخطاء كبيرة ابرزها تركيز العمل الدعائي علي الساحة المحلية ومحافظات مصر ، وترك ملف الاتصالات مع اعضاء اللجنة التنفيذية للفيفا في يد كل من هشام عزمي وسحر الهواري دون تداخل من هاني ابوريدة ، وساهمت شخصيا في ترتيب لقاء سري يجمع اللواء الدهشوري حرب رئيس الاتحاد وقتها مع جاك وارنر نائب رئيس الفيفا في ابوظبي خلال اكتوبر 2003 بحضور هاني ابوريده الذي اختاره الدهشوري ليكون حاضرا ، كان الهدف طلب النصيحة والتعرف علي توجه الفيفا ، وفوجئنا بالرجل ، الذي سلم نفسه قبل ايام الي السلطات الامنية في بلاده ، يعرض علينا 6 اصوات تدين له بالطاعة العمياء مقابل 6 ملايين دولار. وللتاريخ لم يلق العرض اي قبول لدي الدهشوري حرب والذي وجد رفضآ مطلقآ بل وهادرآ من الدكتور علي الدين هلال وزير الشباب والرياضة في ذلك الوقت ، وتم رفع الامر الي رئاسة الجمهورية لحساسيته وجاء الرد من الرئيس الاسبق حسني مبارك : ليذهب المونديال الي الجحيم . لن نتورط في دفع رشوة قذرة، ماذا حدث؟ ارسل جاك وارنر تهديدآ بأن الملف المصري سقط من حالق ومصيره سيكون فضيحة ، وتحقق كلام الرجل وخرجنا بالصفر الشهير وفي ظني ان الدولة دفعت ثمنا لعدم التورط في قذارة الفيفا وهذا للتاريخ.