ياسبحان الله..! هؤلاء الآن تجدهم يحبون الثورة.. هي أغلي عندهم من أولادهم وامهاتهم وآبائهم.. واذا طلعوا علينا بوجوههم البهية في برامج »التوك شو« التي امتلأت بها محطاتنا الفضائية تجدهم وهم يتكلمون عن الثورة والثوار وكأنهم يسبحون بحمدها بكرة واصيلا وانها- أي الثورة - اعتقت مصر من الذل والعبودية التي ظلت ترذح تحت من احتلونا ثلاثين عاما!.. بل ليتورعون عن ان يقولوا: »الثورة أغلي من حياتنا«! هم انفسهم بالأمس القريب كانوا لايتحدثون عن نظام مبارك إلا بكل خشوع - ربما لايتحقق في صلاتهم وهم بين يدي الخالق.. لدرجة ان بعضهم حتي اللحظة الأخيرة قبل ان يتهاوي هذا النظام تجدهم في مداخلاتهم التليفزيونية مع قنوات النيل التابعة لاتحاد الاذاعة والتليفزيون. يمسكون العصا من منتصفها لايظهر من كلامهم انهم ضد أو مع الثوار.. اتذكر أحدهم في احدي ليالي الثورة والرئيس المخلوع - لايزال - من وقت لآخر يخرج علينا بخطاباته المؤثرة - يقول: ».. ما المانع لو نعطي فرصة للحكومة الجديدة التي شكلها الرئيس مبارك ان تؤتي ثمارها«! واستطرد يقول: «.. لقد اعترف الرئيس مبارك بأن هناك اخطاء ارتكبتها الحكومة الماضية - طبعا يقصد حكومة نظيف وشركاه- وانه لايوجد نظام في العالم بلا أخطاء أو حتي فساد في بعض الوزارات.. فعلينا اذن - والكلام علي لسان أحد هؤلاء- ان ننتظر حتي يتم تطهير البلاد من الفسدة والفاسدين«! وتساءل من أتي به النظام السابق - ولايزال موجودا بيننا: ما الذي يضيرنا لو اعطينا الفرصة للحكومة الجديدة؟!.. فميدان التحرير موجود ولن يذهب بعيدا!.. ثم تجده هو وغيره - ممن يسبحون الآن بحمد الثورة لانها تجاوزتهم واغضت البصر عنهم - ممسكا العصا من المنتصف - وفي نفس المداخلة يقول: «هؤلاء الذين يعتصمون في ميدان التحرير معهم كل الحق.. فنحن جميعا نريد عدالة اجتماعية»!.. ولم يتكلم عن الفساد والظلم والتعذيب الذي كان يحدث وبشكل ممنهج خلف أسوار مباني مباحث أمن الدولة- سابقا- واقسام الشرطة وكأن الثورة قامت فقط تبحث عن تحقيق العدالة الاجتماعية!.. هو نفي هذا الشخص - أحد ابطال الاقلام المصنوعة- ظهر في احدي القنوات الفضائية وبدا كثائر ولا المناضل الاسكتلندي وليم ولاس.. قائلا: »أنه سيتواصل دائما مع شباب الثورة مقدما لهم أي مساعدة يطلبونها«! وبالأمس القريب كانت الجرائد- القومية للأسف - تاحتفل بذكري الزعيم جمال عبدالناصر بخبر علي استحياء في احدي الصفحات الداخلية لاتقول سطوره اكثر من ان أسرة الزعيم الراحل احتفلت بذاكراه عند قبره مع صورة لأولاد الزعيم يتم نشرها علي عمود.. اليوم نجد هذه الجرائد تفرد صفحات لعرض بطولات الزعيم خالد الذكر جمال عبدالناصر!.. والاقلام التي كانت بالأمس تكتب في الأخوان المسلمين - كقول الامام مالك في الخمر - هي نفسها التي تقول عنهم اليوم ما معناه: »ياحرام.. ياما شافوا الذل ألوانا علي يد زبانية النظام البائد«!.. ثم تفتح لهم - أقصد لقيادات جماعة الأخوان المسلمين صفحات جرائدهم ليكتبون فيها.. ولا أعلم أذا كن هذا من باب الرجوع للحق فضيلة.. أم ان لكل مرحلة رجالها؟!
العناد الذي تعامل به حكومة شرف المعتصمين من سائقي ومحصلي وموظف هيئة النقل العام يذكرني بما كان يفعله النظام السابق في الماضي!