فلول الحزب الوطني علي موائد الفضائيات بقلم - د. أميرة أبوالفتوح الخميس , 01 سيبتمبر 2011 02:05 في ظهور إعلامى مفاجئ ومتتابع تسرب إلى الشاشات الفضائية رموز الحزب الوطنى المنحل سواء كانوا من الجوقة السياسية أو الجوقة الصحفية التى كانت تسبح بحمد مبارك فى العشى والإبكار بشكل يجعلك تشعر من إنه غزو إعلامى يتم بشكل ممنهج ومقصود بل ومحسوب توقيته أيضا ،فقد رأينا فى إسبوع واحد وفى قنوات مختلفة وفى برامج متعددة نفس الأشخاص وذات الوجوه الكريهة التى كانت تطل علينا طوال العهد البائد والتى ظننا أنها أحترقت وأنتهت بعد أن رفع الغطاء عنهم وأنفضح أمرها ولن تجرؤ على الظهور فى الإعلام مرة أخرى بدءً من حسام بدراوى ومصطفى الفقى وليس إنتهاءً بعبد الله كمال وأسامة سرايا ليس للدفاع فقط عن الرئيس المخلوع "حسنى مبارك " ولكن لتلميع صورتهم من جديد بعد أن يكونوا قد غسلوا أيديهم من موبيقات النظام السابق وإصطناع بطولات وهمية من نسج خيالهم على أنهم أول من كتبوا عن الفساد وأنهم هاجموا الوزير الفلانى والوزير العلانى متناسيين أنهم كانوا يهاجمون هذا الوزير أوذاك لحساب المعلم الكبير الذى يأمرهم بذلك وهو الذى يحركهم بالريموت كونترول كيفما يشاء فهم أدوات ليس أكثر أوعرائس ماريونت يمسك بخيوطها لتتجه فى الإتجاه الذى يريده ، وأنهم كشفوا عمليات فساد وصفقات مشبوهة وإنهم أول من عارضوا هذا أوذاك وأنهم أول من فتحوا جرائدهم للمعارضين وخاصة الإخوان المسلمين للتعبير عن أرائهم وأنهم كذا وكذا إلخ إلخ من كل هذه الخزعبلات الهزلية التى تدعو للضحك وتشفى أى مريض بالإكتئاب والتى لايصدقها إلا من ينطق بها ويحاول إيهام الناس بها محاولاً الإستخفاف بعقول الناس متناسياً أنه كان بوقاً للنظام ومتحدثاً بإسمه وأن الأرشيف مازال حى يرزق ولن يموت ولن يندثر أبداً بل من حظهم السئ أن التقنيات الحديثة من إنترنت ويوتيب وماإلى ذلك جعلته أكثر إنتشاراً وزيوعاً وفى متناول الجميع فى أى لحظة يستدعونها !! هؤلاء هم كما وصفتهم من قبل فى مقالات عدة جنود فرعون الذين زينوا له الحكم أن هؤلاء ٌمن صنعوا فرعون وحاشيته، الذين زينوا له كل شئ وأوهموه أنه الزعيم الملهم الذى أخرج مصر من الظلمات إلى النور وإنه صاحب الإنجازات الكبرى وبانى حضارتها وإنه المنقذ الذى إنتشل الشعب المصرى من غياهب الجب ولولاه لمات واندثر ! هؤلاء حاملى المباخر وقارعى الطبول والذين ربطوا أسم بلدهم بشخصه وكأن البلد لم يكن لها تاريخ قبله ولن يكون لها تاريخ بعده !! هؤلاء أخطر من مبارك نفسه فهم الذين غضوا الطرف عن إجرامه وفساده بل إستطاعوا بفصاحة ألسنتهم وحلو كلامهم فى التعبير أن يبرروا سوء عمله وأن ُيصفوا خصومه السياسيين والكتاب الشرفاء بعمليات إغتيال سياسى ومعنوى رخيصة وخسيسة من خلال أشرف سلاح وهو القلم الذى أقسم به الله سبحانه وتعالى ،هؤلاء المحتسبين على المثقفين زوراً وبهتاناً عملوا على تسطيح العقول وتغييب وعى المواطن وتضليله وبعثوا فى نفسه الخنوع والإستكانة وزيفوا إرادة الأمة فكيف بالله عليكم نطيق رؤية وجوههم العكرة على الشاشات ؟! لم نكن نطلب منهم أن يصبحوا مناضلين ضد الظلم والإستبداد أوأن يكشفوا عن الفساد لكن كان أحرى بهم ألا يسيروا فى ركب النفاق الرخيص على الرغم ان أهم واجبات الصحفى أن يتصدى للظلم والفساد وهذه أمانة فى عنقه إلى يوم الدين سيحاسبه عليها الله سبحانه وتعالى لأنها خيانة أمانة تستر عليها وصوغها لإهله وناسه ولكن مٌن من هؤلاء (جنود فرعون) يتذكر أوحتى يفكر فى مثل هذا اليوم بل مٌن يفكر فى الله أصلاٌ وهم يسبحون بحمد مبارك بكرة وأصيلا ، لقد أعماهم بظلامه وباعوا له قلوبهم فوضع الله أكنة على قلوبهم وجعلها مقفلة وباعد بينه وبينهم ليظلوا في ضلالهم فهل يريدون أن يعيدوا الكرة مرة أخرى ويصنعوا فرعوناً جديداَ بعد أن تنصلوا من الفرعون السابق وغسلوا أيديهم منه كأنه رجس من عمل الشيطان !! إذا كانوا قد تناسوا ماكتبوه أو أجروا عملية مسح مخ لأنفسهم فالشعب المصرى مازال بكامل ذاكرته ووعيه التام ولم يسقط كلامهم من أذهانهم وإن كان أصحابها قد سقطوا من نظرهم وفقدوا إحترامهم منذ أمد بعيد ! هؤلاء يجب ألا نأمن لهم أبدا بل كان يجب محاكمتهم قبل محاكمة مبارك لكل الأسباب التى ذكرتها سابقا بل أننى لو كنت مكان الرئيس لاقدرالله لطلبت هذا الطلب وأصررت عليه ! طالبنا بالتطهير فى كل مناحى الدولة ومؤسساتها وخاصة الإعلام ولكن ماحدث قليل جدا بالنسبة لطموحاتنا تغير رؤساء التحريروظل الرؤساء السابقون يكتبون أيضا وليتهم يكتبون كما كانوا يكتبون فى السابق عن مبارك فهذا وقت العرفان بجميله عليهم ربما كنا قد إحترمناهم وأصبح هناك رأى مختلف نقابله بالرأى الآخر ولكنهم ركبوا الموجة السائدة كعادتهم دائما وتماشوا مع الثورة والأوضاع الجديدة وأدلوا بدلوهم فيه ولكن أتوجس خيفة مما يكتبونه أويصرحون به عبر الفضائيات وكأنهم يضعون السم فى العسل فيجب أن نكون على حذر دائم منهم ، أما هؤلاء الساسة الذين أرتدوا فجأة ثوب الشجاعة بعد أن رفضوا إرتدائه فى زمن الشجاعة ويريدوننا أن نراهم به بعد فوات الآوان وبعد إنقضاء هذا الزمن أمثال حسام بدراوى ومصطفى الفقى فأقول لهم لاتحاولوا صنع بطولات وهمية فى الزمن الضائع فالبطولات لاتصنع بأثر رجعى وعقارب الساعة لاتعود إلى الوراء أبداّ مهما حاولتم ،أنتم لم تجرأوا أن تعارضوا الرئيس كما تزعمون الآن بل كنتم مباركين لكل قراراته الخاطئة وخطاياه التى أضرت بمصر والمصريين وتسجيلاتكم مازالت محفوظة فى الآذان قبل أن تحفظ فى الأرشيف فلن تستطيعوا أن تتملصوا منها أو تنكروها كما تحلمون فهى ستظل تطاردكم إلى أبد الآبدين !! أعلم أن هذا اليوم لم تعملوا حسابه من قبل فإغراءات السلطان ودهبه تعمى العيون الزائغة والقلوب المريضة ! إن هؤلاء فى نظرى أشد خطراً على الثورة ،فهم رجال كل العصور والأزمنة ويجب أن نأخذ الحذر والحيطة منهم ونمنعهم من التسلل لزمننا هذا حتى لايفسدوا حياتنا السياسية والثقافية كما أفسدوها من قبل ،تلك هى القوى الناعمة التى تغطى ظلم الحاكم وفساده ،تلك القوى كالدحلابة تتلون بكل ألوان الطيف السياسى وترتدى كل الأثواب من المينى جيب إلى العبائة والإسدال ! لذلك طالبنا بضرورة سن قانون العزل السياسى حتى يبتعدوا عنا ونحن نبنى مصر الحديثة كفانا الله شرهم وحمانا وحمى مصر من أمثالهم ،هؤلاء نسوا الله فأنساهم أنفسهم ولابد ألا تتساهم نحن حتى لانراهم رجال المرحلة القادمة لاقدر الله !!