حيل النصابين لا تتوقف عند حد معين ، ولوكانت تتوقف ما نجحوا كل يوم في إضافة عشرات الاسماء إلي خانة الضحايا ولتوقفت المحاضر التي يتم تحريرها يوميا في مختلف أقسام الشرطة بجميع المحافظات. تقول القاعدة ان النصاب يولد من رحم غريزة الطمع التي تجري مجرى الدم في عروق الضحايا ولو لم يوجد طماعون لما وجد نصابون . وأحدث جريمة نصب شهدتها منطقة روض الفرج بشمال القاهرة وكان المتهم فيها ينتحل صفة مدير مكتب وزير العدل!! اختارالنصاب هذه الشخصية تحديدا لخداع ضحاياه الذين لن يساورهم أي شك في ان موظفا مرموقا بهذه الوزارة السيادية التي يقدرها ويحترمها الجميع مجرد نصاب يحتال عليهم للاستيلاء على أموالهم. وكانت المفاجأة بعد القبض على المتهم عندما تبين انه لم ينتحل صفة مدير مكتب وزير العدل فقط ، بل كانت مجرد شخصية من عشرات الشخصيات التي انتحلها وجميعها في جهات سيادية وقضائية لها كل الاحترام والثقة. التفاصيل الكاملة في السطور القادمة. هناك بعض الجهات الحكومية ينظر لها المصريون دائما بكثير من الاحترام والتقدير، وفي مقدمة هذه الجهات منظومة العدالة ممثلة في وزارة العدل والنيابة العامة والقضاء ، وللاسف استغل بعض ضعاف النفوس الثقة البالغة التي يوليها الناس للعاملين بهذه الجهات وبدأوا في انتحال صفة شخصيات قضائية لخداع البسطاء والاستيلاء على أموالهم بضمير معدوم . ومن بين هؤلاء "عبد الحافظ " الذي كان يشعر دائما ان قدراته الذهنية وذكاءه الشديد يسمحان له بمستوى مادي واجتماعي أفضل كثيرا من المستوى المتواضع الذي يعيش فيه وخاصة أنه عجز عن العور على وظيفة في أي جهة حكومية أو غير حكومية حتى اصبح على ابواب الاربعين من عمره ومازالت خانة الوظيفة في بطاقته تحمل مصطلح عاطل . رحلة الاحتيال وجد ضالته في سكرتير نيابة مفصول يدعى "باسم" بث كل منهما للآخر همومه واحزانه وقررا التمرد على هذه الحياة البائسة وتغيير الواقع بأي صورة حتى لوكانت غير قانونية. استغل سكرتير النيابة المفصول خبرته بشكل كارنيهات الهيئات القضائية المختلفة بحكم وظيفته السابقة في النيابة واستعان بأحد المزورين المحترفين في تزوير عدة كارنيهات تحمل صورة "عبد الحافظ" .. مرة بصفته مدير مكتب وزير العدل ومرة بصفته قاضيا بالتفتيش القضائي واخرى بصفته رئيس نيابة وأخرى بصفته ضابط شرطة بالامن العام. وبدأ الاثنان في استغلال هذه الكارنيهات في اصطياد الضحايا وإقناعهم بقدرتهم على تخليص مصالحهم المعطلة بالجهات الحكومية المختلفة مقابل مبالغ مالية محددة ، وبعد ان تدفع الضحية المبلغ المطلوب يختفي المستشار المزيف وشريكه تاركين الحسرة والخيبة للضحية. وتكررت العمليات الناجحة حتى وصلت إلى 14 عملية خلال أسابيع وجيزة بعدة مناطق مختلفة بالقاهرة، ولكن هذه العمليات لم تمر مرور الكرام على رجال مباحث القاهرة الذين قرروا وضع حد لهذه الجرائم وخاصة ان الاوصاف التي أدلى بها المجني عليهم أكدت ان النصاب في كل هذه الجرائم شخص واحد وان تعددت الاسماء والمناصب في كل مرة. السقوط وبعد تحريات مكثفة قام بها رجال مباحث القاهرة تتبعوا خلالها تحركات المتهم وشريكه بمنتهى الدقة تمكنت قوة أمنية من مباحث قسم شرطة روض الفرج من ضبط المتهم عبد الحافظ عبد الرحيم عبد الحافظ والمتهم فى 14 قضية آخرهم القضية رقم 10835 لسنة 2014م مصر الجديدة " نصب " وبحوزته كارنيه منسوب صدوره لوزارة العدل " مكتب الوزير " وآخر لوزارة الداخلية " برتبة رائد " ( مزورين ) ، وحقيبة بداخلها عدد 3 بكرات شريط لاصق ، وأظرف فارغة وأخرى تحوى قصاصات من ورق الجرائد على هيئة مبالغ مالية 0 وتم القبض على شريكه في كل جرائمه باسم إبراهيم السيد حسن 41 سنة سكرتير نيابة سابق مفصول ومقيم دائرة قسم شرطة الزاوية الحمراء وبحوزته عدد 4 كارنيهات منسوب صدورها لوزارة العدل "محكمة الاستئناف ، النيابة العامة ، مكتب التفتيش القضائي " ، وكارنيه المنظمة المصرية لحقوق الإنسان ( مزور ) " وكان بحوزته عند القبض عليه أيضا السيارة رقم س أ ه 517 ماركة جيلي موديل 2015م ملك زوجته " 0 بمناقشتهما اعترفا بتكوينهما تشكيلا عصابيا تخصص نشاطه الإجرامي فى النصب والاحتيال على المواطنين والاستيلاء على متعلقاتهم بأسلوب انتحال صفة رجال الهيئة القضائية والشرطة وذلك باستخدام الكارنيهات المضبوطة وأقرا بإرتكابهما واقعة سرقة مبلغ 75 ألف جنيه من المواطن ميشيل مجلي مرقص 30 سنة صيدلي ومقيم دائرة قسم شرطة شبرا بتاريخ 10 مارس الماضي والمحرر بشأنها المحضر رقم 1807 لسنة 2005م جنح القسم . وأقرا بإنفاقهما المبلغ المستولى عليه بعد الحادث على متطلباتهما الشخصية وباستدعاء المجني عليه تعرف عليهما واتهمهما بالنصب عليه والاستيلاء على المبلغ المسروق منه ، فتحرر عن ذلك المحضر اللازم . وتولت النيابة العامة التحقيق، وجارى تطوير مناقشتهما عما ارتكباه من حوادث أخرى 0