من المفترض أن تكون الصداقة، من أنقي العلاقات التي تنشأ بين طرفين، شرط أن تكون بلا هدف او مصلحة، لكن عندما يدخل الشيطان في العلاقة يفسدها، ونهيهافي أسرع وقت وأبشع صورة هذا ما حدث بعندما تعرف أمير المتهم علي دجال عن طريق موقع فيسبوك وصارت بينهما علاقة صداقة امتدت لما يقرب من العام، لكنها سرعان ما انهارت، بعد أن تحولت حياة المتهم الي جحيم بسبب أفعال المجني عليه بالجن والعفاريت، حسب قوله عند الدور الثاني بأحد العقارات بمنطقة بولاق الدكرور، توقف المقدم هاني الحسيني رئيس مباحث بولاق الدكرور امام الشقة التي شهدت الجريمة وعندما دخل الي صالة الشقة رأي مشهدًا غاية في الصعوبة بل يثيرالأسى؛ جثة رجل مسن في منتصف الحلقة السادسة من عمره، ملقاة علي الأرض وبها عدة طعنات بالرقبة وقدماة منفصلتان عن بقية الجثة . وكالمتبع أرسل إخطارًا إلى العميد عبدالوهاب شعراوي مفتش مباحث قطاع غرب الجيزة الذي أخطر بدوره اللواء محمود فاروق مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، الذي أمر بتشكيل فريق بحث لكشف غموض الحادث وسرعة القبض علي المتهم. بدأ رئيس المباحث ومعاونوه، معاينة منافذ الشقة، وفي نوم المتهم لم يجد أي اثار بعثرة ووقتها أيقن، أن الجريمة تمت بدافع آخر غير السرقة . 120 متهمًا! وجاء بأقوال الجيران أمام الرائد محمد الجوهري معاون مباحث القسم أثناء اجرائه التحريات اللازمة حول الواقعة، ان المجني عليه يدعي جمال 65 عاما بالمعاش واشتهر باعمال الدجل والشعوذة بالمنطقة ويقيم بمفرده بالإضافة الي انه ليس له اي خلافات او عداءات مع احد وبفحص علاقات المجني عليه تبين ان شاب كان يتردد عليه بشكل مستمر ويوم الحادث كانت متواجد لدي المجني عليه وقتها حاول معاون المباحث معرفه اسمه لكن الجيران اكتفوا بشرح اوصافه لعدم معرفتهم به . حاول فريق البحث فحص عدد من المسجلين خطر والمشتبه فيهم ممن ارتكبوا حوادث قتل مماثلة، وبالفعل تم فحص ما يقرب من مائة وعشرون متهما لكن جميعهم ثبت عدم تورطهم بالواقعة . وقتها كان علي فريق البحث التحقيق مع اقارب واصدقاء المجني عليه في محاولة للوصول لخيط يفيد القضية وتبين ان المجني عليه يقيد بمفردة منذ فترة وكان يترد عليه عدد من اصدقائه لكن كان له صديق شاب يتردد عليه بشكل يومي واشتهر عنه اعمال الدجل . وبعد إغلاق كل الطرق امام فريق البحث جلس المقدم هاني الحسيني رئيس المباحث يفكر في كيفية الخروج من هذا النفق المظلم وبدأ يسترجع اقوال الجيران وفجأة علي الطرف الآخر، جاءته معلومة من احد المخبرين تفيد ان صديق المجني عليه الذي كان دائم التردد عليه بشكل يومي يقيم بأحد شوارع بولاق الدكرور، فانتقلت قوة من مباحث القسم الي مكان صديق المجني عليه، وفور اقتحام منزله في ساعة متأخرة من الليل ظهرت عليه علامات الارتباك والخوف بالإضافة الي تغير لون وجه وعندما قام رئيس المباحث باتهامه بقتل المجني عليه انكر معرفته به زيارة القتل داخل قسم شرطة بولاق الدكرور؛ وقف المتهم في حالة ذهول علامات الخوف والقلق تميزه يتمتم بكلمات غير مفهومة ثم جلس علي الارض يبكي بشكل هستيري قائلا : انا ارتكبت جريمة القتل ايوة قتلته لانه حول حياتي الي جحيم بسبب اعمال الدجل والشعوذة التي كان يفعلها ضدي . ثم بدأ المتهم يسترجع شريط ذكرياته قائلا : اسمي امير طالب جامعي 19 عاما منذ عاوم ونصف تعرفت علي المجني عليه عن طريق الفيس بوك بعد زيارتي صفحتة الشخصية وكان يدعي من خلالها انه لديه القدرة علي علاج المس والسحر وبالفعل حصلت علي رقم هاتفه المحمول من الصحفة الخاصة به وقمت بالإتصال به وهو علي الطرف الاخر عم جمال المجني عليه طلب مني الحضور وانا وافقت علي الفور، وبالفعل ذهبت اليه في احد الايام وكان وقتها يوجد عنده احدي السيدات التي كانت تعاني من المس وبدأ يعالجها امامي عن طريق قراءة ايات من القرأن الكريم ثم يتمتم عليها بكلمات غير مفهومة . يستكمل المتهم قائلا: خرجت من هذه الزيارة وانا في عقديتي اكرر هذه الزيارة مرة اخري خاصة انني اقتنعت به كثيرا ومع تعدد اللقاءات بيننا قررت أبدو ملتزمًا دينيا وطلب مني إطلاق لحيتي، فعلت هذا، وجعلني لدي القدرة علي تحضير الجن والعفاريت حتي جاء يوم وشعرت بضيق شديد من أفعاله لدرجة انني أصبحت منبوذًا من أصدقائي و قرروا الابتعاد عني، وفي لحظة قررت الانتقام من جمال لما فعله بي، وبالفعل مساء احد الايام توجهت له وكان معي سكينة كبيرة وذهبت إليه في منزله، وسددت له عدة طعنات ولم أتركه الا بعد ان فارق الحياة .