قبل قرن من الزمان قالها ونستون تشرسل، القائد الفليسوف ابان الحرب العالمية الثانية: " الوطن شجرة طيبة لا تنمو إلا في تربة التضحيات وتسقى بالعرق والدم"، وعبر الزمان اكدت كتب التاريخ، واساطير الابطال، ان الهجوم والسباب ومحاولة الوقيعة بين من يضحى من اجل الوطن، وبين الشعوب لا يفلح ابداً ولم يتحقق مراده، خاصة اذا كان الشعب يعى بين من يضحى بدمه وبين يرد الشعارات الحمقاء الجوفاء، ولذلك دائما يكون النصر منحازاً للابطال والشعوب. وفى وطننا هناك من يعتقد ان السباب والوقيعة ستحقق له الامجاد، وتحقق مراده فى هدم الوطن، خاصة بعد ان تحول حلمه السابق قبل سنوات الى كابوس، يريد ان يعيد المشهد مره ثانية لكن بزاويا مختلفه، عسى ان يقع الشعب فى فخ اسقاط البلاد. العدو والخائن اذا اراد هدم الدولة وتشتيت قواها، لا يستهدف سوى اربعة اركان، جيش، شرطة، قضاء، ومخابرات، هم حط الصد الاول اذا انهاروا انهارت ورائه كل القوى، وما جرى وتجسد خلال الاعوام القليلة الماضية تؤكد ان المرتزقة يحاولون النهش فى هذه المؤسسات، الا ان حدثت ثورة الثلاثين من يونيو التى اذهلت اعداء الداخل قبل الخارج، اطاحت باحلامهم، خاصة عندما تصدر مشهد رجال الشرطة والشعب يرفعهم على الاعناق. بدت الموجه حينها عاتيه، اما ان يحاول المرتزقه الصمود امامها فيدسهون تحت الاقدام، او ان يستخدمون خبرتهم كالحرباء، يصطنعون الموافقه، وايهام من حولهم انهم مع الشعب والجيش والشرطة ومؤسسات الدولة، وتلك لم تكن الا خدعة جديده منهم اضطروا اليها اجبارياً، لمحاولة تغير المسار بعد ذلك. والان جاء وقت تغير المسار، هجوم متواصل على "خير اجناد الارض" رغم ان القاعدة تؤكد ان من يخشى الجيش والشرطة هم فقط الاعداء وناهشى الاوطان، لكن تحت دعوى الحرية، والديمقراطية اصبح لهم حق ظنوا انه مستباح فى محاولة اسقاط الدولة من جديد، وللإقتراب من المشهد اكثر كان علينا ان نعرف من هم من يريدون الواقيعة بين مؤسسات الدولة والشعب، خاصة جهاز الشرطة. سنراهم هم نفس الوجوه التى تصدرت المشهد فى احداث الخامس والعشرين من يناير، مع الاخوان سرقوا الثورة، وصنعوا من انفسهم نخبة وصفوة اقتادت البلاد الى حافة الهاوية، لانهم فى الاصل لا نخبة ولا صفوة ولا يتعدوا حدود المرتزقه، فالشعب اثبت مراراً وتكراراً انه المعلم والاستاذ، هم ايضاً من دعوا الى انتخاب "مرسى"، وهم من عاصرى الليمون، وهم من ادعوا كذباً انهم مع ارادة الدولة فى 30 يونيو، ثم راحوا الان يهاجمون احدى المؤسسات التى تصطف بجانب القوات المسلحة فى الحرب على الارهاب. قاعدة، تؤكدها دائما كتب التاريخ، اذا حان وقت الخطر، يتحول الشعب مع اجهزته الامنيه الى جنود، هذا هو ما فعله الشعب حالياً بالتأكيد بالاصطاف بجانب قواته المسلحة وجهاز الشرطة، لكن بإى منطق يدعى هؤلاء ان كانوا حقاً جنود ومن الشعب ان يعاودوا الاكاذيب للوقيعة بين الجنود فى وقت الحرب، كيف لجندى يحارب وتجد جندى اخر يطعنه فى ظهره بدعوى الحرية والديمقراطية، فبإى لسان هؤلاء يتحدثون؟. فى الحقيقه هم ليسوا منا وليسوا جنودنا يصطفوا بجوار مؤسساتهم ولا الشعب الذى اراد الحريه، هم بأفعالهم فقط يثبتون ويؤكدون انهم مرتزقه وخونه حتى النخاع، يتلونون كالحرباء، ويدسون السموم كالافاعى، وينشرون اكاذيب عفنه، تتلائم فقط مع وجوههم القبيحة، وبعيداً عن اجهزة الدولة، الشعب يلفظهم، يبادر بالهجوم عليهم كلما فكروا فى انتهاج افكارهم السامة، والخبثاء يحاولون تشوية خير الاجناد والشعب بإنهم لجان اليكترونية او حملات تلفت الثمن من الدولة لتشويههم، ولهم الحق فى ذلك، فالعاهرة غالباً ما تظن ان نساء العالم مثلها، وقابضى الدولارات يظنون ان من حولهم يقبضون ايضاً للدفاع عن وطنهم، لهم الحق فى ظنونهم لانهم لا ينتمون للوطن ولا يعرفون قيمته. فرق كبير بين هؤلاء ورجال الجيش والشرطة الذين يدفعون بدمائهم من اجل الوطن، فرق كبير بين قابضى الدولارات المرتزقه، وبين من يحمل روحه على كفه ويقدم حياته ثمناً لوحدة الوطن واراضيه. سألت ضابط شرطة، هل تخشى الوقيعة مرة اخرى بين الشعب والشرطة، فرد بثقه، عن اى شعب تتحدث ونحن منه وهم منا، الجيش والشرطة والمواطنين شعب واحد، والشعب فطن وتأكد من غدر هؤلاء، والمصريين بالذات اثبتوا ويثبتون وحدتهم خاصة فى الحروب والازمات، حتى ولو كان هناك من اخطىء فوجب حسابه، لكن ليس على حساب اسقاط مؤسسات تتصدى للاعداء والارهاب فى حرب وجود. حفظ الله الوطن، شعباً وجيشاً وشرطة ابيه [email protected]