موضوع انتقالات اللاعبين سواء في الفترة الصيفية أو الشتوية يذكرني "بالكوتشينة".. عندما ينتهي دور اللعب.. يقوم اللاعبون بجمع الورق و"تفنيطه" ثم اعادة توزيعه مرة أخري عليهم في دور لعب جديد. هذا بالضبط ما يحدث في الانتقالات.. هذا يخرج من ناد ويذهب الي آخر.. ولاعب يترك ناديا وينضم لآخر.. وهكذا.. وبعد فترة في الانتقالات الجديدة يعود هذا لناد.. ويذهب الآخر لناد آخر.. وتستمر اللعبة ولا أحد يعرف حقيقة.. لماذا يذهب اللاعبون.. ولماذا يرحلون عن الأندية.. سواء بالاعادة أو بالانتقال النهائي..!! لم يتحول اللاعب الي سلعة فقط.. بل تحول الي "كارت" لعب أشبه بكروت "الكوتشينة"..!! طبعا هذا النظام ليس في مصر فقط.. بل هو نظام عالمي أطلق تحت مسمي الاحتراف.. وأصبح من قواعد هذا الاحتراف أن يظل اللاعبون يتنقلون من ناد لآخر.. ومع كل "نقلة" يرتفع السعر وتزيد الأصفار في رقم التعاقد.. حتي أصبح لاعبو الكرة هم أغلي سلعة تباع وتشتري علي ظهر الأرض.. ووصل سعر بعضهم الي ما يعادل مائة مليون جنيه في الدوريات الأوروبية.. وهنا وصلت الأسعار أيضا الي أرقام فلكية.. فهناك لاعبون تخطو ال20 مليون جنيه. وعذرا.. أنا أري أن هذا نوع من السفه.. أن تنفق كل هذه الأموال علي لعبة.. مهما كانت درجات الاثارة والمتعة بها.. ومهما كان العائد الذي يتحصل عليه القائمون عليها من وراء هذا الانفاق المبذر. ولأن لغة المال هي التي سادت.. ضعفت أمامها معاني ومباديء وأصبحت كالموضة القديمة.. في مقدمتها كلمة "الانتماء".. أصبح اللاعب يلعب لمن يدفع أكثر ويرتدي كل يوم فانلة.. يقبلها ويبذل كل الجهد لها.. ثم يخلعها بسهولة ليرتدي غيرها.. ويقبلها.. ويبذل كل الجهد لها.. تحولت الكرة الي تجارة.. لها أسواق.. ولها سماسرة ولها "فاترينات" عرض.. ولها ممولون.. ولها أصحاب أغراض خاصة.. وتجار شاطرين..!! قد يسأل أحد.. وما الضرر في ذلك ما دامت في النهاية تحقق المتعة للمشاهدين بعد أن تحولت الي صناعة مهمة ومجال من أهم مجالات الاستثمار..؟!! وأعتقد أن الاجابة ببساطة.. في سؤال آخر.. وما الضرر من أن "نفنط" الكوتشينة.. ونعيد توزيع الورق.. ونلعب دور جديد؟!! ملحوظة سريعة: "الكوتشينة" الآن.. صناعة وتجارة واستثمار خاصة في الفنادق الكبري.. ولا عزاء للانتماء.