كانت تحلم بانجاب طفلها الثاني، وحينما علمت انها حامل لم تسعها الفرحة، وأخذت ترسم ملامحه وتتخيله وهو يكبر امام عينيها.. عاش الحلم داخلها تسعة أشهر، وبعد ان عانت الأم آلام الولادة اصبح الحلم حقيقة.. لم تكن تعلم ان طفلها الذي لم تحضنه سوي مرة واحدة سيصبح مصيره مجهولا بايدي غادرة، تجردت من كل معاني الانسانية.. الأم صباح عبدالعزيز محمود تحكي مأساتها لأخبار الحوادث: وضعت طفلي ليلة 52 يناير بعد ولادة متعسرة وفي مستشفي المطرية حوالي الساعة الثانية فجرا فوجئنا بدخول سيدة ترتدي النقاب تحمل طفلة وبرفقتها سيدة اخري الي عنبر الولادة وما اثار قلقي انها اتجهت نحو السرير المجاور لي مباشرة رغم ان هناك اسرة اخري شاغلة وادعت انها تعاني من نزيف وفي الساعة السادسة صباحا شعرت بتعب شديد فاستيقظت ابحث عن احد افراد الطاقم الطبي فلم أجد احدا سوي عاملة النظافة.. وفي غفلة وعندما عدت فوجئت بما لايخطر لي علي بال.. طفلي النائم علي الفراش بجواري تم استبداله بطفلة عمرها شهران.. شعرت بصدمة كبيرة وصرخت واسرعت الي الاستقبال وانا في حالة جنون.. واسرعت انا وزوجي الي قسم شرطة المطرية وحررنا بلاغا بالواقعة برقم 589 لسنة 1102، اتهمنا فيه مدير المستشفي والعاملين بها من أطباء قسم النساء والولادة والمشرفين علي العنبر والممرضات وامن المستشفي بالتقصير والاهمال الشديد الذي ادي الي اختطاف ابني وهو ما كشفت عنه تحديات المباحث وتحقيقات نيابة المطرية بان التي خطفت طفلي ليست مسجلة في كشف عنبر الولادة ولم تحصل علي تذكرة للدخول. ورغم هذا الاهمال الواضح لم يعاقب احد من العاملين بالمستشفي!.. التحقيقات استمرت بجدية لمدة اربعة ايام وبعد جمعة الغضب توقفت التحقيقات وحتي بعد استقرار الأوضاع في البلد لم يتغير شيء ولم يساعدني رئيس مباحث قسم شرطة المطرية علي استعادة ابني المخطوف.. كل مرة يرد علي »مفيش جديد« وحتي الان مصير ابني مجهول ومعه اموت في اليوم مائة مرة!