صحيح أن منتخب بتسوانا هو أضعف فرق مجموعة منتخبنا الوطني، والفوز عليه أمر طبيعي وكان متوقعاً، إلا أن الشكل الذي ظهر عليه المنتخب في مباراة يوم الجمعة الماضي، يجعلني أري في هذه المباراة »عودة الروح» للمنتخب، وهو تعبير أقوي من أن نقول إن النتيجة تعني «عودة الأمل» لأن النتيجة ليست هي الأساس في هذه المباراة، وإنما كان شكل المنتخب هو الشيء الجديد الذي افتقدناه في مباراتي السنغال وتونس الماضيتين.. فقد رأينا أننا أمام فريق يلعب كرة قدم ويريد أن يفوز، كما ظهر الدفاع منظماً بشكل يدعو إلي الاطمئنان فيما هو قادم، والروح التي ظهر عليها حارس المنتخب أحمد الشناوي.. والأمل أن تظل هذه الروح سارية لنقترب أكثر من تحقيق حلم الوصول إلي نهائيات كأس الأمم الافريقية بالمغرب، ويؤسفني استخدام كلمة «حلم» إلا أن هذه هي الحقيقة. شاهدت مباراة السنغال وتونس والتي انتهت بالتعادل السلبي، ليصل رصيد المنتخبين إلي سبع نقاط، بينما أصبح رصيد المنتخب الوطني ثلاث نقاط، وما شاهدته يؤكد أن كلا المنتخبين ليسا أفضل من منتخبنا، ولكن أخطاء الجهاز الفني بقيادة شوقي غريب هي التي أدت بنا إلي هذا الوضع، ويلتقي غداً «الأربعاء» المنتخب مع بتسوانا في القاهرة، وهي فرصة جيدة لرفع الرصيد إلي ست نقاط، ورفع مستوي طموحنا إلي الوصول للنهائيات ضمن الفريقين المتأهلين رسمياً، دون الحاجة لانتظار «أفضل الثوالث».. وعلي الجهاز الفني أن يعد لاعبيه للمباراة نفسياً قبل أي شيء، حتي لا يشعروا أن النتيجة مضمونة بعد فوزهم في بتسوانا، لأن الثقة الزائدة بالنفس قد تؤدي إلي نتيجة عكسية، وهو ما لا نريده.. وأدعو الله بالتوفيق للمنتخب. لا أدري لماذا يسعي البعض في أجهزة الإعلام لذبح إكرامي بعد أن أصيب، والادعاء بأنه يهرب من المباراة، وهو اتهام ساذج لأن إكرامي لم يكن مسئولاً عن الخسارتين أمام السنغال وتونس، ولم يكن مسئولاً عن أي هدف دخل مرماه، وأن ما حدث كان نتيجة أخطاء من الجهاز الفني وكل الفريق الذي لم يعد يضم عناصر علي كفاءة عالية مثلما كان المنتخب في الفترات الماضية، ولا يستطيع أحد أن ينكر كفاءة الحارس عصام الحضري وأنه أحد أفضل حراس الكرة المصرية علي مدي تاريخها، وصحيح أنه كان أحد أسباب فوز المنتخب بالبطولة الافريقية أعوام 2006 و2008 و2010، إلا أنه بعد غياب العناصر الأساسية فشل المنتخب في التأهل لبطولة 2012 في وجود الحضري، والمؤسف أن الهجوم علي إكرامي يأتي من إعلاميين وصحفيين معروفي الانتماء ويسيئون إليه لأنه حارس الأهلي.. وهذا يتنافي مع المسئولية الإعلامية وشرف المهنة، وأسأل هؤلاء: إذا كان إكرامي يريد الهروب فلماذا لم يهرب قبل السفر؟ يا عالم اتقوا الله.