فجأة، وبلا سابق انذار، اندلعت صرخات الزوجة لتمزق سكون الليل، في الحى الهادىء، وبسرعة انطلق الجيران الى مصدر الصوت، ليجدو جارتهم الحسناء تقف على باب شقتها، وجسدها يرتعد وينتفض من هول المفاجأة، اما المفاجأة فكانت هى رؤيتها لزوجها وهو غارق فى بحر المتعة، مع بائعة الاسماك العجوز التى تقف دائماً ببضاعتها امام باب منزلها. .. لكن ما بين بداية هذا المشهد والنهاية، كواليس واسرار خطيرة، تكشفها الاوراق الرسمية، ومحاضر الشرطة، وخفايا تفصح عنها الزوجة للمرة الاولى، بعد ان تأكدت بعينها من خيانه زوجها على على فراش الزوجية. هى، كانت تعتبره كل احلامها التى تجسدت على ارض الوقع، تشعر دائماً وتؤكد له، انه الفارس الذى حلمت به منذ كانت صغيرة، وان زواجهما لم يكن الا لتتويج هذا الحلم الجميل الذى تحول الى حقيقة رائعة فى كل تفاصيلها، اما هو، فكان عادة ما يوصفها بأجمل الجميلات، فهى كانت اجمل فتيات القرية، جمالها كان مثار الحساد، ومدهشاً لدرجة انه كان يخطف القلوب قبل الابصار. حياتهما كانت اشبة بالسباق، كلاهما يحاول ان يكون الاورع والاجمل فى تصرفاته، هى تعرف جيداً متطلباته وتسعى دائماً لتحقيقها، هو ايضاً يجتهد طوال ساعات عمله من اجل تحقيق كل امانيها واحلامها، حتى ان شهر العسل امتدت بهما الى سنوات جميلة سعيدة فى كل تفاصيلها. لكن، بلا سابق انذار عرف الشك قلب الزوجة، وسرعان ما تحول الى يقين، ونار احرقت قلبها قبل ان تحرق جسدها. كلام الناس! حياتهما كانت منظمة الى درجة كبيرة، هو يستيقظ فى الصباح الباكر متجهاً الى عمله فى شركة الكهرباء، يعمل بإجتهاد حتى اللحظة الاخيرة فى عمله، ثم يسابق الزمن ليعود الى زوجته او حبيبته بسرعة، لم يتأخر يوماً لحظة، اما هى فكانت تخرج الى السوق يومياً تشترى كل ما لذ وطاب من اجل زوجها وحبيبها، ثم تعاود مسرعة، تحضر الطعام على انه فور وصول زوجها يجد سفرته مليئة بكل ما لذ وطاب، وفى ايام منتظمة ايضاً تذهب لتزور والديها واشقائها فى نفس القرية، بينما هو يذهب معها او يجلس قليلاً مع اصدقائه فى احد المقاهى القريبة من المنزل. لكن فى احد الايام، وبينما كانت رشا تشترى الاسماك من سيدة تقترب من الستين، سمعت اصوات ضحكات لسيدتين بالقرب منها، وهما يتهامسا بصوت هادىء، اما السيدة العجوز فكانت تنظر اليها مرتبكة وكأن ارتكبت جرماً فى حقها، وتسألها رشا: مالك يا حاجة؟!، هو انا زعلت فى حاجة، وترد السيدة، لا يابنتى.. بالعكس!، وتعاود رشا السؤال، بالعكس ايه يا حاجة، انا اول مرة اشوفك متضايقة بالشكل دة، وهنا تسكت العجوز دون ان ترد. ايام اخرى قليلة تمر، وترى رشا سيدتين اخريتين يتهامسان بالقرب منها، لكن هذه المرة سمعت تلك القنبلة المدوية بأذنيها عندما قالت احداهما: ايوة هيا دية جميلة الجميلات اللى جوزها بيخونها مع بياعة السمك، وهنا تنظر رشا اليهما بإندهاش، تحاول سؤالهما عما قالاه، لكنهما سريعاً ما يقررون مغادرة السوق دون الرد عليها بكلمة واحده. ليلة تعيسة! ربما كانت اشد لحظاتها قسوة، ففيها انكسر القلب الذى عشق بإخلاص، ذاق المرارة رغم انه لم يعرف سوى حلاوة الايام، كانت شفتهاها لا تتوقف عن الرعشة، تحاول السيطرة على جسدها الذى ينتفض الماً وقهراً وحزناً، تعود الى السيدة العجوز تنظر اليها من جديد، لكن هذه المرة يعاود عقلها وقلبها تأنيبها، يؤكد لها كيف لزوجها المحترم ان يغادرها من اجل سيدة عجوز، تجلس فى الشارع ليل نهار تبيع الاسماك. وفور ان فتحت الشقة وجدت زوجها الذى سريعاً ما اخذها بين احضانه، كعادته وكعادتها سلمت نفسها له، لتطرد كل الظنون والشرور التى نطقت بها السنة النساء فى السوق، تأكدت حينها او هكذا ظنت ان هناك من يريد الإيقاع بينها وبين زوجها وحبيب قلبها، لتعود الى طبيعتها الا من بعض الظنون التى كانت تطارد خيالاتها بين الحين والحين الاخر. بعدها بايام تقرر الزوجة الذهاب الى اسرتها لزيارتهم كعادتها، تستأذن زوجها ويأذن لها بالذهاب، على ان تتصل به فور ان تقرر العودة ليذهب لها ويعيدها الى منزله، لكن فى هذه المرة اتصلت به لتستأذنه بإنها سوف تضطر للمبيت مع اهلها فى منزلهم القريب، وبسرعه كان رد الزوج بالموافقة. فراش الزوجية! فجأة انقبض قلب الزوجة الحسناء، شعت انه تريد العودة مجدداً الى منزل زوجها، فكرة انه يخونها بدأت تعاود تفكيرها من جديد، لتقرر ان تعود الى المنزل، وتطلب من شقيقها الاصغر ان يوصلها الى باب الشقة، دقائق قليلة ووصلت الزوجة الى العمارة التى تسكن بها، يتركها شقيقها ويعود، بينما هى تفتح باب شقتها بهدوء، متسللة الى غرف نوم زوجها، لكن فى طريقها سمعت صوت اهات، نعم صوت اهات لسيدة وكأنها تتلذذ فى المتعة الحرام مع رجل، ارتبكت رشا، الا انها ظنت ان زوجها يشاهد احد الافلام وان هناك مشهد يجمع بين زوج وزوجته، لكن كلما تقترب من الغرفة يزاد الصوت وتزداد معه الشكوك، وفى لحظة قررت فتح الباب لتشاهد تلك المفاجأة التى هزت كيانها، وهى ان زوجها الموظف فى احضان بائعة السمك العجوز، غارقان فى بحر المتعه على فراش الزوجية، ودون ان تدرى بنفسها ظلت تصرخ الزوجة الحسناء امام باب منزلها، بينما كان جسدها يرتعد من هول المفاجأة، حتى جاء الجيران الذين اتصلوا برجال الشرطة ليحضروا على الفور. حياتهما الرومانسية الجميلة، انقلب فجأة الى حياة درامية مليئة بالمأسى، خاصة بعد ان قام الرائدين محمد فكرى وهيثم طلبة معاونى مباحث الفيوم، وتحت اشراف اللواء محمد الشافعى، مدير مباحث الفيوم، من ضبط الزوج وعشيقته الى قسم الشرطة، لتحرير محضر بالواقعة، وتحويل المتهمين الى النيابة العامة للتحقيق، لكن كانت المفاجأة الاخرى التى كسرت قلب الزوجة الحسناء، عندما قام زوجها بتسليم ورقة زواج عرفى تثبت زواجه من بائعة السمك رسمياً، لتقرر النيابة إخلاء سبيله مع بائعة السمك، بينما ماتزال الزوجة الجميلة تحاول اخلاء حبه من قلبها الذى يتمزق ويحترق الماً وحسرة على مات فات.