"فى مستنقع الاكاذيب لا تسبح سوى الاسماك الميتة"، مثل روسى، ينطبق تماماً على كلمات وافعال اردوغان، فما بين كلماته وافعاله مساعات شاسعة وبحر عميق من الاكاذيب. فكلما طل علينا الاردوغان نطق وصاح منتقداً السياسة الاسرائيلية، مندداً بجرائمها ضد الشعب الفلسطينى، مؤكداً على حماقة جيش الاحتلال الإسرائيلى، مشيداً بمقاومة حماس، نعم هو يقول ذلك ويؤكد، لكن ماذا يفعل؟!. ما يفعله الاردوغان على ارض الواقع، فضحه جيش الاحتلال الاسرائيلى، عندما فوجىء جنوده ان الاغذية التى يتناولونها اثناء حربهم على غزة صناعة تركية. نعم، مكتوب على معلبات الاطعمة "صنعت فى تركيا، واشار الجنود خلال تقرير نشرته صحيقة "يدعوت احرنوت" الاسرائيلية، ان تلك الاغذية القتالية التى تأتى اليهم من تركيا خلال حربهم على غزة، تصل ايضاً الى زملائهم المجندين الموجودين فى المعسكرات، وهو ما يؤكد ان العلاقة بين الحكومة التركية والجيش الاسرائيلى قد وصلت الى اعلى معدلاتها، وهو ما ما وصفه العديد من الكتاب الاتراك من قبل بأن العلاقات بين اسرائيل وتركيا وصلت ايضاً الى اعلى معدلاتها خلال عام 2014. والحقيقة ان تلك الواقعة لم تكن الاولى او الاخيرة التى تثبت تناقض اردوغان، ففى الوقت الذى يدعى انه نصير الدولة الاسلامية، قام بالتصريح قبل ايام قليلة لإصدار مجلة متخصصة للشواذ جنسياً، هذا بعد ان صرح لهم بتنظيم عدة مسيرات جابت العديد من الميادين التركية، اخرها عندما صرح بمظاهرة قبيل شهر رمضان الماضى بيومين، شارك فيها اكثر من 100 الف شاذ ومثلى بدأت من مساء هذا اليوم، واستمرت وحتى فجر اليوم التالى. ايضاً هو نفس الاردوغان الذى يدعى زوراً انه يناصر الحرية، ليقوم خلال الفترة السابقة بغلق العديد من مواقع التواصل الاجتماعى، كان على قائمتها "تويتر"، ويقوم مساء الخميس الماضى، واثناء احدى جولاته لترشيح نفسه كرئيس لتركيا، بالتعدى على احدى الصحفيات امام مرأى ومسمع الجميع، واصفاً اياها بالوقحة، مهددها بقول: "الزمى مكانك". ولأن "الطيور على اشكالها تقع" قام القرضاوى مفتى الاخوان بإصدار فتوتين الاسبوع الماضى، الاولى هى تحريم التصويت لغير اردوغان فى الانتخابات الرئاسية، مشيراً الى ان اردوغان هو الذى يقف ضد بشار الاسد فى سوريا، وهو الذى يعادى الدولة المصرية ويناصر الرئيس المعزول محمد مرسى، ووصف القرضاوى بأن من سينتخب غير اردوغان كمن الذى يشهد زوراً. اما الفتوى الثانية للقرضاوى، الذى اباح من قبل الجهاد وقتال الجيش المصرى، فخرج علينا هذه المرة بلسانه الذى تلوى بفتوى فى غاية الوقاحة، مؤكداً من وجهة نظره ان فتح الجهاد بفلسطين لا يعتبر ضرورة، وان حرب اسرائيل ليست واجبة، وان الواجب هو الجهاد ضد بشار الاسد. نعم، مفتى السموم والوقيعة والسياسة العفنة، يوجب قتال الجيش المصرى، بينما يرى ويفتى ان قتال اسرائيل ليس واجباً شرعياً. ان كانت مساحة التناقضات كبيرة بين كلمات وافعال اردوغان، الا ان اهدافهما – اروغاد و القرضاوى- فى النهاية محددة وصريحة وتلتقى مع المصالح الاسرائيلية، فالاردوغان يدعم جيش الاحتلال الاسرائيلى بالماء والطعام، بينما يرى القرضاوى ان قتال الجيش الاسرائيلى ليس واجباً شرعياً. *** المنطقة العربية حولنا مشتعلة بنار الحروب، تتمزق بسكين الفتنة، فحدودنا الغربية تشهد الاراضى الليبية عمليات اقتتال ويتساقط الابرياء بسبب الإرهاب المسمى بأنصار الشريعة، والملقبين من قبل الشعب الليبى بأنصار الشر، وعلى حدودنا الشرقية حرب قاسية يضرب خلالها الجيش الاسرائيلى اشقائنا فى غزة، العراق ايضاً يتمزق ويعانى اهله ويلات الحرب، اليمن حالها اصبح لا يسر عدو او حبيب، ودماء الشعب السورى مازالت تنزف حتى تلك اللحظة. ومصر بفضل الخالق اولاً، وقواتها المسلحة ثانياً، تخطت كل تلك المؤامرات التى كانت تحيك بها لتسقطها فى نفس مصير تلك الدول، بل ويظل الاستقرار والامن هو عنوان الوطن، ويحتفل المصريين بالبدء فى انشاء قناة جديدة بايادى مصرية مائة فى المائة، لكن هل ترى الاخوان ينظرون؟!، هل يعى نشطاء الخراب تلك الحقائق؟!، الحقيقة انهم يروا ويعوا، والواقع يؤكد انهم مازالوا يسيروا على نفس نهجهم بمحاولة اسقاط الدولة وإغراقها فى بحور الدم والفوضى، فهؤلاء هم الاعداء الحقيقين. [email protected]