الشيخ القرضاوى يفتى بأن قتال اسرائيل واجب دينى، الطائرات الحربية التركية تنطلق الى العمق الاسرائيلى، مدفعية قطر تبدأ فى قذف اسرائيل، كتائب القسام تبدأ فى الاجتياح البرى لدولة اسرائيل. اردوغان يقود بنفسه غرفة عمليات الحرب، مشعل يتصدر قوات حماس التى تجتاح اسرائيل، تميم يقرر وقف امداد البترول عن اسرائيل، جماعة الاخوان فى مصر، تعلن النفير العام، وتطالب بفتح الحدود لإجتياح اسرائيل، فى نفس الوقت الذى تعلن فيه "داعش" عدم قتالها المسلمين فى العراق والشام، والإتجاة الى فلسطين لتحريرها. لا احد من كل هؤلاء ينظر او ينتظر الجيش المصرى للإشتراك فى الحرب، ليس لإنه جيش ضعيف، انما لانهم وصفوه من قبل بإنه جيش الانقلاب، جيش نوال، جيش المكرونه، الان فقط يشعرون بالخزى والعار بسبب هجومهم الوقح على الجيش المصرى الوطنى. كان كل هذا مجرد مشهد تخيلى لما كان من المفترض ان يحدث، بعد جلجلة اردوغان بأنه نصير الدولة الاسلامية، بعد شعارات تميم ودويلته قطر التى ترى ان ما حدث فى مصر إنقلاب، بعد صياح مشعل وكتائب القسام بأن لديهم اكثر من 25 الف مقاتل سوف يحاربون الجيش المصرى، بعد متاجرة كل هؤلاء بالدولة الاسلامية، والقضية الفلسطينية. اردوغان، تميم، مشعل، الاخوان، اربعة اتفقوا على رابعة، واتفقوا ايضاً على مشاهدة اجساد اطفالنا ونسائنا وشيوخنا تتمزق فى غزة بسلاح الجيش الاسرائيلى. المجرمون يحاولون على ايهام العالم ان غزة قوية، وانها تطلق صواريخ تصل الى العمق الاسرائيلى، وان هناك مئات من القتلى والجرحى الاسرائيلين يتساقطون، وان السطات الاسرائيلية تتكتم الفضيحة. والحقيقة ان هؤلاء عن عمد، يزيفون الحقيقة، يحاولون ايهام العالم ان هناك تكافىء قوة ما بين المقاومة الفلسطينية، وجيش الاحتلال الاسرائيلى. نعم، هؤلاء الخونة يتعمدون قتل اهل غزة بهذا التكتيك الحقير، والنتيجة بدلاً ان تدين القوى الدولية افعال جيش الاحتلال الاسرائيلى، هاجت الدول تطالب اهل غزة بالكف عن إستهداف المدنين الاسرائيلين بالصواريخ، بعدم إختطاف الجنود الاسرائيلين، بعدم التعدى على الامن القومى الاسرئيلى، حتى كان مطالبة بان كى مون بفتح معبر رفح للعلاج، دون ان يدعو اسرائيل عن وقف إطلاق النيران. لا اريد السير على نهج من يؤكدون ان هناك خطة للزج بجيش مصر فى حرب ضد اسرائيل، اريد الاقتراب فقط من مشهد يثير الجنون، ويدعو للدهشة، خاصة عندما خرج مشعل بلهجته العنترية معلقاً على ما يحدث فى غزة قائلاً: ننتظر نخوة الجيش المصرى، والرد: اين نخوتك وانت تارك اهلك وعرضك تحت القذف الاسرائيلى وانت تنعم فى فنادق قطر، لماذا الجيش المصرى بالذات الذى تنادى عليه الان، اليس هو هذا الجيش الذى وصفوته بإنه جيش الانقلاب، من فتحتوا على جنوده النار لحظة الافطار، من قمتم بإختطاف ضباطه وعساكره، لماذا لا تستجدى بتميم او اردوغان؟. رغم حماقات مشعل وجرائم كتائبه المسلحة، الا ان كل هذا لا يتعلق بتعاطف المصريين مع اهل غزة، مع مشاهد الدمار والخراب التى حلت على ايدى الجيش المحتل، فقلوبنا تتمزق وعيوننا تدمع مع كل طفل او سيدة او شيخ يسقط برصاص الاسرائيلين. مصر ليست اردوغان ولا تميم ولا مشعل الذى يقود المقاومه من فنادق الدوحة وهو يتلذذ بأطيب الطعام، فحسب ما اكدة الرئيس الفلسطينى بأن الرئيس السيسى يتواصل معه ويقود الان مفاوضات التهدئة بين الجانبين، كما ان قواتنا المسلحة قررت ارسال 500 طن من المواد الغذائية لاهلنا فى غزة، وليس لحركة حماس او ايه عناصر تابعة لها، خاصة بعد ان اتضح انهم يحصلون على الطعام والمال والزاد لصالحهم لا لصالح الشعب، كما تقوم مصر بفتح معبر رفح لعلاج الجرحى. كنت اتمنى ان يعود مشعل الى غزة، ليقود بنفسه المقاومة، بدلاً من الانشغال بجمع الغنائم من قطر وتركيا، والمتاجرة بقضيه بلاده امام العالم والاعلام، فالقائد هو من يقف فى وجه عدوه، كما كنت اتمنى ان يترجم الاخوان شعاراتهم "على القدس رايحين شهداء بالملايين". اتمنى ايضاً ان يأمر اردوغان الجيش التركى بضرب اسرائيل، بدلاً من هجومه على الشعب والجيش المصرى، كما كنت اتمنى كف تميم عن تصدير البترول الذى يستخدمه جيش الاحتلال الاسرائيلى فى تحريك طائراته والياته العسكرية لقتل اهلنا فى غزة. [email protected]