موسم الثانوية العامة هو الموسم السنوي للكلام عن الغش والغشاشين وفساد الذمم والاخلاق.. نفس الكلام يتكرر كل عام، وكأن ما قيل العام الماضي ولأعوام عديدة للوراء تم نسيانه تماما.. اننا نري ونتفرج ونحكي دون حل، بالعكس التكنولوجيا كالعادة تتخطانا وتتطور اساليب الغش مثل فيسبوك ولا نملك حلا فعليا الا بكلام "فشنك" من فصيلة "كلمنا فيسبوك وتويتر" وكأنهم اصحاب المشكلة.. الغش في الثانوية العامة اصبح ثقافة مجتمع فهو اساس التعاملات في كل شيء حتي القائمون علي التعليم لا يسعون لحل المشكلة، اذ تصور الطلاب واهلهم ان الامتحان صعب تكون الاجابة "اوعي تزعل يا حبيبي سيلغي السؤال.. ستوزع الدرجات.. سيحال واضعو الاسئلة للتحقيق".. حتي الجامعات لم تسلم من هذا الفكر البائس وكلياتها تحصل علي شهادة الجودة والاعتماد بتكويم الورق والسلام.. تماما مثل المجاميع الخرافية في الثانوية العامة بلا علم ولا فهم.. كيف يتعلم الطالب الا يغش وكل من حوله يفعل؟! للاسف الشديد لقد اصبح الغش والتحرش والعشوائيات والباعة الجائلون ظواهر طبيعية جدا في مجتمع يضحك علي نفسه مع كل نفس، يتكلم عن الأخلاق والايمان وسيادة القانون دون ان يمارس او يطبق ايا منها، فإلي متي سنظل علي هذا الحال؟ أ. د حسام محمود احمد استاذ هندسة الحاسبات بجامعة عين شمس