السذاجة أن نتوقع توقف الإخوان عن ممارسة الشغب والعنف الذي يقومون به الآن في اليوم التالي لانتهاء الانتخابات الرئاسية أو حتي فور إعلان نتائجها.. ومن يتابع عن كثب محاكمات قادة الإخوان سيلفت انتباهه استمرارهم حتي الآن في ممارسة الشغب الذي تعودوا عليه في المحكمة رغم ان هذا الشغب تسبب في إصدار أحكام بحبسهم. بل ربما أضافت نتائج الانتخابات الرئاسية بدافع جديد للإخوان يحضهم علي ممارسة مزيد من العنف إذا ما فاز المشير السيسي كما تشير كل استطلاعات الرأي حتي الآن، لأن السيسي هو العدو الأول لهم حاليا، خاصة وأنه أعلن بوضوح انه لا مكان لجماعة الإخوان في مصر بذات الممارسات السابقة عندما يصبح رئيسا. ان الاتجاه السائد للإخوان الآن يشير إلي انهم يعملون بدأب لاجتذاب بعض الفئات والمجموعات والائتلافات والحركات غير الدينية الغاضبة والتي لا تقبل بالسيسي رئيسا لتكون تحالفا معارضا للحكم الجديد يقدر علي إثارة المتاعب له ووضع العراقيل أمامه حتي لا يتمكن من تنفيذ وعوده وبرامجه الانتخابية مما يسبب ضيقا جماهيريا مهيئا فرصة لتراجع شعبيته لتسمح بالانقضاض عليه مستقبلا في غضون فترة قصيرة بعد سلب ظهيره الشعبي الذي يعتمد عليه والذي بعد سلاحه الرئيسي. وإذا كنا نتوقع ان يحاول الإخوان تعكير صفو الانتخابات الرئاسية بهدف تقليل نسبة المشاركين فيها من الغاضبين وذلك من خلال عنف ممنهج وإرهاب منظم، لما حاولوا في الاستفتاء علي الدستور فإنه يتعين علينا ان نتوقع كذلك ان الإخوان سوف يستقبلون الرئيس الجديد بطريقتهم الخاصة، وهي مزيد من الشغب والعنف والإرهاب، خاصة وأن مجرد انتخاب رئيس جديد للبلاد سوف يسلب الإخوان الورقة التي استثمروها دعائيا، خاصة في الخارج، وهي ورقة ان مرسي رئيس منتخب، مما سيضعف ذلك موقفهم وسوف يعوض الإخوان هذا الضعف بمزيد من العنف والإرهاب. لذلك كله ليس متوقعا ان يتوقف الإخوان عن ممارسة الشغب والعنف فورا عقب انتهاء الانتخابات الرئاسية بشكل تلقائي.. لكن في المقابل انتخاب رئيس مصري جديد سوف يضعف موقف الإخوان وسوف يمنح الدولة مزيدا من القوة في مواجهتهم والتصدي لعنفهم، خاصة إذا كان هذا الرئيس الجديد هو عبدالفتاح السيسي الذي يعي أن العداء بينه وبين الإخوان لا ينتهي إلا بتصفية تنظيمهم والقضاء علي جماعتهم وإنهاء لدورهم السياسي، وإلا ظلوا يمثلون خطرا عليه وعلي البلاد، وهذا ما أعلنه السيسي بوضوح في الحوار التليفزيوني الأول له وأكد انه لا يقبل بوجود جماعة الإخوان خلال فترة رئاسته إذا ما فاز في الانتخابات الرئاسية، خاصة وأن الدستور لا يسمح بمثل هذه الكيانات السياسية غير القانونية التي تتخفي تحت رداء الدين. وهنا السيسي لا يعبر عن رأي خاص ينفرد به وحده، إنما عن رأي عام مصري اكتشف بعد ثمانية عقود حقيقة الإخوان وما يضمرونه من شر لبلادنا.. وهذا ما أشار إليه السيسي أيضا عندما قال ان مشكلة الإخوان لم تعد مع الدولة أو الجيش والشرطة، أنما هي الآن مع جموع المصريين.. وبالتالي ليس في مقدور أي مسئول أن يفعل شيئا تجاه الإخوان لا تقبل به هذه الجموع، والتي صارت تنظر إلي الإخوان كعدو وليس كجماعة وطنية شاردة أخطأت في حق المجتمع أو ضلت السبيل. وهكذا.. إذا كنا لا نتوقع ألا يتوقف تلقائيا شغب وعنف الإخوان فور انتهاء الانتخابات الرئاسية، فإننا نتوقع إذا ما جاءت الانتخابات بالسيسي رئيسا ان تواجه الدولة بحزم هذه الجماعة لتصفية تنظيمها والوقاية من شروره بشرط ان يحتفظ بظهيره الشعبي.