بينما كانت الأوضاع يوم الجمعة الماضي مشتعلة والاشتباكات تتصاعد في منطقة عين شمس لاصرار الإخوان علي اللجوء للعنف، كان هناك آلاف من الناخبين يحتشدون في عدد من الأندية بالقاهرة والإسكندرية والسويس لاختيار رؤساء ومجالس إدارات جديدة لها، وسهر الناخبون حتي منتصف الليل حتي تم إعلان نتائج الانتخابات. لقد كانت صورة بالغة الدلالة وتؤكد ان الإخوان رغم انهم تمادوا أكثر في عنفهم الذي اسقط المزيد من الضحايا، إلا أن الحياة كانت تمضي ولم تتوقف الانتخابات في تلك الأندية التي كان من بينها أكبر ناديين هما الأهلي والزمالك.. وهذا يشي بما سوف يسفر عنه عنف الإخوان القادم الذي سيقومون به كما أعلنوا ذلك.. لن يمنع هذا العنف إجراء الانتخابات الرئاسية كما يستهدف الإخوان حتي لا ينتخب رئيس جديد للبلاد ليظلوا يتحدثون عن أن مرسي هو الرئيس الشرعي لانه كان منتخبا، وليمنعوا -تحديدا- عبدالفتاح السيسي عدوهم اللدود، من الوصول إلي مقعد الرئاسة. ربما ينجح الإخوان في اثارة بعض اللغط السياسي المحدود والضئيل بما يمارسونه من عنف حول مسئولية أجهزة الأمن في سقوط ضحايا، وهو ما قد يمس شعبية المشير السيسي، إلا أن ذلك مؤكدا لن يعطل إجراء الانتخابات الرئاسية، والأرجح لن يمنع السيسي من الوصول إلي المنصب الرئاسي.. وكل ما سوف يجنيه الإخوان هو أنهم سوف يخسرون أكثر باصرارهم علي الاستمرار في ممارسة العنف، وتوجيه هذا العنف بشكل مباشر إلي المواطنين بعد أن كانوا يدعون أنهم يستهدفون الشرطة والجيش فقط. فالاشتباكات التي حدثت في منطقة عين شمس من الشرطة والإخوان سبقها اشتباكات بينهم وبين المواطنين من سكان المنطقة قبل وصول الشرطة.. وقبلها في الأسبوع الماضي حاول الإخوان تنفيذ تهديدات سابقة لجماعتهم بحرق منشآت خاصة بالكهرباء في محافظة الجيزة مما كان سيلحق الأذي بآلاف المواطنين.. ثم سعوا إلي تفجير مستودع لأنابيب البوتاجاز في منطقة البراجيل غير عابئين بالخطر الذي كان يمكن ان يتهدد سكان المنطقة لولا عناية الله وجهد رجال الإطفاء. وهكذا قرر الإخوان خلع تلك الأقنعة الزائفة التي كانوا يخفون بها وجههم القبيح.. وإذا كان الإخوان يجاهرون الآن بحربهم ضد الشعب المصري كله علي هذا النحو فان ذلك يعني انهم ينتحرون بالفعل وان نهايتهم باتت قريبة.. فالإرهاب رغم بشاعته ونذالته لا يمكن ان ينتصر علي شعب بأكمله، ولو كان بين هذا الشعب بعض الغافلين وبعض الجاهلين وأيضا بعض المتواطئين.