يُخطئ محبو المشير عبد الفتاح السيسي، المرشح الرئاسي وهم أغلبية المصريين، حسب ماتشير دلائل كثيرة متعددة حين تستغرقهم أحلام اليقظة، أن السيسي هو الساحر، الذي ينتظرونه، كي يحيل تراب كسلهم و تزويغهم من العمل، إلي ذهب و ياقوت و مرجان! إنهم يفكرون بطريقة، عمي محمد عبد الحليم ابن قريتي البسيطة " قلندول"، حين صوّر له خياله، أن فريق قريتنا الغلبان، لو وجد مدربًا مثل هيديكوتي مدرب الأهلي الأسبق، أو حاصد بطولاته السابق جوزيه ، سيفوز ببطولة الدوري العام لكرة القدم، وحين استعرضت معه ، اللاعبين ، وجدنا أن نصف الفريق يعاني من البلهارسيا و الهزال، و الأصحاء منهم لا يؤمنون بشيء اسمه تدريب، الواحد منهم يأتى من الغيط أو من المدرسة وهاتك يالعب !..وحين سألت، عم محمد : فين الفريق، أصر على موقفه، قائلاً، بس هيديكوتي خواجة و عفريت، و هانفوز بالكاس انشاء الرحمن الرحيم .. تمامًا يظن الكثيرون أن عبد الفتاح السيسي، هو هيديكوتي، أو جوزيه، وينسى معظمهم، أو يتناسى، أن الفريق ، الذي هو نحن الشعب، غالبيتنا، يريد حقوقًا فقط، و ينسى أن عليه واجبات، معظمنا، يتمارض و يتكاسل عن العمل، ومع ذلك تراه كالجن المصوّر و هو يشارك فى الإضرابات و الاحتجاجات الفئوية !، وحين رأيت بعضهم مرة في مثل هذه الوقفات الاحتجاجية، سألت واحدًا منهم، بتشتغل فين؟ و كم ساعة في اليوم؟ يجيبك أنا في الكهربا، أو التعليم، او وزارة الثقافة..إلخ، و باشتغل.. ويصمت، ثم يقول: عايز الصراحة؟، قلت : لا خلّى الصراحة معك وفي كلامك، فيفزعك الرد: أنا أساسًا بأروح أمضي كل 15 يوم ، وأروّح، وبأسيب الحوافز للمدير ليوزعها هو بمعرفته على زملائي اللى بيشتغلوا، علشان أنا يابيه عندى – بيني و بينك- سبّوبة تانية ! و مايجعلك تلطم خدود من يحادثك، حين يقول لك، بعضهم ، إنه لما كان في السعودية، أو في الكويت ، أو قطر، وآخرون قالوا، أنهم لما كانوا في أوروبا، كانت وردية الشغل 8 ساعات يعنى 8 ساعات، وشغل يعنى شغل، و بنشتغل أي شيء ما بنعارضش، و حين تسأله طيب ليه مابتشتغلش هنا نفس القوة والالتزام اللى كنت بتشتغل بهم بره؟ يرد عليك ببلادة أقرب إلى الفجر الذي ما بعده فجر ، يابيه هنا ده شغل حكومة يعنى على ماتُفرج يعنى مشَّي حالك ياباشا! إذن، بالله عليكم ياشعب، ماذا سيضيرنا لو أنا بذلنا في بلادنا، سواء كنا عمال حكومة أو قطاع خاص أو عام، ربع مانبذله فى الخارج ، ألم تكن بلادنا بمافيها من موارد وإمكانات، أرقي وأقوى مما عليه الآن؟! يبدو أننا جميعًا، في حاجة إلى تذكير أنفسنا، أننا حين كنا نعمل بجد وقوة، منذ عهد محمد على و حتى آخر حكومة لفاروق الأول ملك مصر و السودان، كنا نصدّر القمح للعالم، حتى أن بريطانيا العظمى، كانت مدينة لنا بملايين الجنيهات الاسترلينية، هل كان ذلك بسبب قوة أرباب العمل وأصحاب الإقطاعيات؟، أو كان هذا قبل استشراء قيم الفهلوة و البلطجة، وشراء دفتر توقيع الحضور و الانصراف؟، أم قبل ذلك كانت لدى المصريين، عملة ، بل جوهرة نادرة تسمى الضمير، لكننا أعدمناها الآن ! [email protected]