جميع الضباط في وزارة الداخلية يراقبون عن كثب قرب صدور الحركة العامة للشرطة لعام 1102 وهي أول حركة تنقلات تشهدها وزارة الداخلية بعد قيام ثورة 52 يناير ... وبصراحة وحتي نكون منصفين مع أنفسنا قبل أن نكون منصفين مع الآخرين فإن الحركة العامة للشرطة طيلة العهد السابق البائد كانت تستند دائما إلي معيار »كله ماشي!!« ..فلم يكن هناك معيارا منضبطا أوقواعد عادلة تحكم حركة التنقلات وجميعنا في الوسط الشرطي نحفظها عن ظهر قلب وكانت كلها معايير فضفاضة وقواعد مرنة تنطبق علي البعض ولايمكن أن تنطبق علي البعض الآخر ولم يكن هذا البعض الآخر سوي الضباط أصحاب النفوذ وأقارب الصفوة ورجال الوزير السابق المحكوم عليه حبيب العادلي !! وجميعهم كانوا يتمتعون بالعمل في الإدارات والمصالح المميزة في الوزارة رغم أن معظمهم لا يملكون الإمكانات والعوامل المؤهلة للعمل في هذه المواقع الشرطية لاشكلا ولا موضوعا!! فكل إمكاناتهم إن هذا الضابط مثلا ابن فلان الذي يعمل كذا برئاسة الجمهورية! وهذا الضابط الآخر ابن خالة فلانة صاحبة العصمة في المجلس القومي للمرأة! وهذا هو حفيد علان الذي يرأس لجنة كذا بالحزب الوطني المنحل الذي كان يحكم عنوة متحديا إرادة الشعب!! ولم يكن فلان أوعلان أوصاحبة العصمة سوي أرجوزات متحركة علي خشبة مسرح الفساد الذين سئمنا من أدوارهم المتكررة وبقائهم الدائم علي كراسي خشبية لاتتحرك طيلة ثلاثون عاما!! وكنا نتسائل نحن ضباط الشرطة المطحونين في الأمن العام كيف يتم نقل هذه النوعية الأخري إلي ديوان عام الوزارة في أماكن مميزة والنوعية الثالثة إلي شرطة الكهرباء والتهرب الضريبي وغيرها من المصالح والإدارات المميزة جدا رغم أن معظم هؤلاء الضباط ليس لديهم الامكانات والمؤهلات اللازمة لشغل هذه المواقع ورغم أن بعضهم كانت حالته الوظيفية لاتسمح له بالعمل في هذه المناصب وكنا نهمس لأنفسنا متساءلين في دهشة(ألم يكن ذلك مخالفا للقواعد وشروط التنقلات التي وضعتها الوزارة ورسم اطارها الوزير السابق حبيب العادلي ؟؟!) وكنا نرد في سخرية ( ياعم سيبك كله ماشي!!) حتي علي مستوي القيادات فحدث ولاحرج !! فهذا اللواء مثلا كان معروف عنه أنه سمسار الوزير السابق حبيب العادلي فهو الذي يتعاقد له علي الفيلات والقصور ويشرف بنفسه علي تشطيب الشقق الفاخرة ويستورد له أجهزة السونا والبخار والتدليك وفي نفس الوقت فهذا اللواء كان يمتلك لنفسه الفيلات والشقق الفاخرة مستغلا علاقته بالوزير السابق ورغم ذلك وفي كل حركة عامة للشرطة كنا نندهش بنقل هذا اللواء إلي مدير أمن السويس ثم نجده مديرا لأمن أكتوبر ثم مديرا لأمن الجيزة وكله تحت شعار (كله ماشي ؟؟!!) ثم قامت الثورة وانتقل هذا اللواء إلي بورتوطرة!! ولاتسعني المساحة هنا أن أضرب امثلة أخري ولكنني أنوه إلي أن شعار كله ماشي الذي كان سائدا طيلة الفترة الماضية والذي كان مهيمنا بشكل فج وغير مباشر علي حركة تنقلات الشرطة كان أحد المثالب والعيوب التي أصابت وزارة الداخلية في مقتل ؟!! واليوم وبعد قيام الثورة ماهو مصير شعار (كله ماشي؟ !!) إنني علي يقين أن الوزير الشريف منصور عيسوي لن يتواني في أن يستعين بمبدأ(كله ماشي) لكنه سيطبقه علي فلول الفاسدين والمنحلين والمنافقين وماسحي الجوخ وما أكثرهم !! لم ولن يسمح الوزيرعيسوي باستمرار الوساطة وتشعب المحسوبية في وزارة سيادية بحجم وزارة الداخلية ... سوف يكون الضابط المناسب في المكان المناسب الذي يتوافق مع امكاناته وقدراته ومؤهلاته كما أن القيادة المناسبة سوف تكون في مكانها المناسب الذي يتناسب مع خبرة هذه القيادة وتاريخها وحجم عطائها للوطن... أرجو من اللواء العيسوي تطبيق مبدأ (كله ماشي) في شكله الثوري الوطني الجديد [email protected]