حب مصر.. يجب أن يكون مشروعنا القومي القادم. الحب يصنع المعجزات كما يقولون.. ونحن نحتاج الي معجزة واحدة فقط حتي تنهض بلادنا وتعود إلي مكانتها بين سائر الأمم. مصر لا تستحق منا جميعا أن ننظر الي مصالحنا الضيقة الزائلة وننسي بلادنا التي منحتنا الحياة. مصر لا تستحق منا كل هذا الإهمال لها ولشعبها الطيب. مصر لا تستحق منا ان نتركها في الجهل والمرض والفقر. الخطوة الأولي للنهوض بمصر.. يجب أن تكون من خلال العلم. مصر لا تحتاج الي المال ولا الي السياسية ولا القانون في هذه المرحلة الدقيقة. نحتاج الي محو أمية الشعب المصري.. حتي المتعلمين منهم. محو أمية الناس من الأنانية والعمل علي دعم المشاركة للجميع لنصنع مصر جديدة قوية تأخذ مكانها تحت الشمس والحرية. العلم والثقافة والأخلاق.. ثلاثة محاور يجب أن نبدأ في تطويرها فورا علي أن يكون الحب بيننا جميعا اطار لهذه المحاور. الخطوة الثانية للنهوض ببلادنا.. هي العمل. بالعمل سنصل بمصر لعنان السماء وسنتفوق علي أمم كثيرة نراها تسبقنا بقرون من الزمان. الشعب المصري يعشق البناء ويمقت الهدم. الشعب المصري لديه »جين« الحضارة الذي لا يتوافر إلا في شعوب قليلة جدا.. فالانسان المصري متحضر بالفطرة واذا منح الفرصة ستجد أمامك شعب آخر.. مارد ينهض ليمتلك الدنيا بأسرها. أما الخطوة الثالثة التي نحتاجها للنهوض بمصر.. فهي العدل. والعدل أساس كل مُلك. وبالعدل سيصبح الناس متساوين كأسنان المشط وستختفي المحسوبية وسيدمر الفساد. والمصري عندما يشعر بغياب العدل ينزوي ويبتعد ويتراجع الحب بداخله ويتحول إلي كائن صامت مكتئب حتي اذا ظن من ظلمه انه أصبح جسد بلا روح يهب المواطن المصري ويطيح بكل الظالمين ويلقي بهم الي مزبلة التاريخ. هذه الخطوات الثلاثة لن تتحقق قبل أن يسود الحب بيننا. الحب وحده هو ما سيدفع مصر للبدء في تنفيذ العلم والعمل والعدل. ولذلك فإننا في حاجة ملحة لمشروع قومي للحب. علينا أن نقتنع جميعا ان حب مصر سيدفع بها لتكون دولة عظمي بحق.. لتكون أم الدنيا بالفعل. الشعب المصري في 81 يوما فقط علم الدنيا كلها معني الثورة. الشعب المصري في ميدان التحرير أبهر العالم بهتاف تلقائي خرج من القلوب قبل الحناجر »ارحل«! الشعب المصري أذهل الكون كله وتصدر القمة في بضعة أيام.. فما بالنا لو أن هذا الشعب تعلم وعمل وشعر بالعدل أليس زعامة العالم كله حق لنا؟!.. من يستطيع أن يقف في طريقنا وقتها؟! ان مشكلة الرئيس المخلوع مبارك ونظامه الفاسد بل أغلبية الحكام الذين مروا علي هذه البلاد.. انهم لم يحبوا هذه الأرض ولا هذا الشعب. أحبوا أنفسهم وملكهم.. واستحلوا دماء وأموال الشعب وظنوا أن قوة من الأمن ستحميهم من الناس نهب الشعب وهرب الأمن مذعورا وتركوا أسيادهم أذلاء في قبضة الذين يحبون مصر بحق وحقيقي! لو كان هؤلاء الحكام والسلاطين أحبوا مصر لكتب عنهم التاريخ بسطور من ذهب.. ولكنهم لأنهم أحبوا أنفسهم وفضلوا مصالحهم علي مصالح مصر فلن يذكرهم التاريخ وسيكون مصيرهم النسيان ولعنات المصريين الي يوم الدين. مصر جميلة.. وتستحق. أم الدنيا أمانة في أعناقنا.. فلا يهملها أحد. بالحب سنجد لنا جميعا مكانا تحت الشمس. ولكن بحب الذات والأنانية وتغليب المصالح الشخصية سنعود إلي الوراء أكثر وأكثر وسنخسر كل شيء وأول ما نخسره.. أنفسنا.