إذا كانت ثورة25 يناير قد فجرت طاقات النور والحرية بسواعد الشباب فإن مصر مازالت في حاجة الي سواعد ابنائها ليكملوا المشوار ويشعلوا مشاعل الثورة في جميع مجالات الحياة. فمصر بعد25 يناير تخطو اولي خطواتها نحو الحرية وركب التطور بعد سنوات طويلة عجاف توقفت فيها طاقات الابداع والانتاج وتحولنا الي شعب استهلاكي آن الأوان لثورة اخري اجتماعية تتمرد فيها علي كل ما كان يسيء لهذه البلد وعلينا ان يبدأ كل واحد منا بنفسه في سلوكياته ومعايشته لابد ان نشد علي كل السواعد الشابة التي تحمل المقشة والجاروف لينظفوا بلدهم ونتعاون معهم في الشارع الذي نقيم فيه وان نعمل علي تنظيفه وعلي كل واحد منا يمتلك طاقات ابداعية ان يفعلها في تجميل هذا البلد الذي يستحق منا الكثير خاصة ان لدينا مئات الطلبة في كليات الفنون الجميلة لديهم ابداعات عظيمة تندثر في مخازن صماء لايعرف عنها احد شيئا كما لا نجعله من شوارعنا ومياديننا معارض كبيرة مفتوحة لابداعات شبابها وفنهم من لوحات فنية تشكيلية وتماثيل تعبر عن نبض هؤلاء الشباب ورؤيتهم لماضيهم العريق ومستقبلهم الزاهر. كذلك هناك مئات الابحاث وبراءات الاختراع تعج بها ادراج الإهمال في وزارة البحث العلمي يجب ان تأخذ طريقها الي النور ويسهم اصحابها في بناء مصر الجديدة لابد ان نرد علي كل دعاوي اليأس والاحباط الذي يقولون ان مصر قد تعثرت ودخلت في نفق مظلم وامامها سنوات طويلة حتي تخرج منه نرد عليم بأن طاقات الشباب في مصر هم اكبر ثورة بشرية يمكن استثمارها للنهوض بمصر وتجاوز ازمتها الراهنة. ان شعبا يسعي ابناؤه لأن ينتجوا ويذرعوا ويضعا كل ما يحتاجونه لابد وان يعلو الي مصاف الدول المتقدمة ولدينا من المساحات الزراعية ما هو في حاجة الي سواعدنا حتي تعود الثروة الزراعية المصرية الي سابق عهدها. علينا ان نترك السياسة الاستهلاكية التي اعتدنا عليها سنوات طويلة وكنا ننفق فيها كل مواردنا المالية الي سياسة انتاجية تسمو بها بلدنا ولنا في شعوب جنوب اسيا المثل العظيم فقد تحولوا جميعا الي شعب منتج لكل شيء وغذوا بإنتاجهم كل الدول حتي بتنا نحن نستورد منهم كل احتياجاتنا من الإبرة إلي. الصاروخ. هل يمكن ان ندعو الي حملة مكبرة لإعادة الثقة للمنتج المصري وتكون الاولوية لدينا لهذا المنتج؟ هل يمكن ان نحافظ علي هويتنا المصرية الاصيلة في كل ما نتجه ونبتعد عن اساليب الفهلوة والشطارة حتي يتحول انتاجنا الي شئ عظيم يكون محل ثقة كل من يشتريه. ان حضارة شعب وعظمة دولتنا تبدأ من سلوكيات ابنائه واذا كان الشعب الالماني يحرص علي استخدام لغته في التعامل مع أي شخص يدخل بلاده رغم انهم يجيدون استخدام لغات عديدة احتراما وتقديرا لهويتهم ووطنيتهم فمن باب اولي ان نحتفي بلغتنا وهويتنا في كل شيء وها هي الخطوة الاولي قد بدأت وعرف العالم كله من هو المواطن المصري وكيف قدم للعالم كله ثورة بيضاء طاهرة وصفتها جريدة التليجراف بأنها الثورة الاعظم في تاريخ الشعوب وقالت انها تتفوق علي الثورة الفرنسية نفسها في عظمتها وقيمتها. هل نأخذ من كل هذا نبراسا ومشعلا نضئ به الطريق نحو المستقبل؟ هل ننفض عن كاهلنا كل اتربة اليأس والكسل والفوضوية ونرتقي بأنفسنا وببلدنا؟! اذا كانت الثورة قد ازاحت عن مصر افساد والمحسوبية والتخلف فإن الطريق مازال طويلا لكي نعمر ونبني فيها فهي تستحق منا اكثر من هذا بكثير لا رشوة بعد اليوم لا محسوبية بعد اليوم لا إهمال أو تسيب أو سكوت علي فساد بعد اليوم علينا ان نراقب انفسنا فيما نفعل وفيما يفعل الآخرون حتي نحافظ علي ثورتنا ولا تتبدد طاقتها مع الايام.