كل يوم أقول أن الأمور سوف تكون أحسن من الأمس وأحوال الناس وأخلاقهم سوف تنعدل ولكنها علي العكس من سيئ إلى أسوأ .... ولا أتحدث عن أحداث كبيرة أو أمور سياسية ولكنها أبسط الأمور السلوكية لرجل الشارع العادى ولعلى هنا أضع بعض المحطات البسيطة فى حجمها..الكبيرة فى معناها ومؤثرة فى حياة كل منا : على الجزيرة الوسطى من شارع فيصل » أطول شارع فى مصر « اعتاد السكان ترك أكياس الزبالة تمهيداً لجمعها بواسطة سيارات هيئة النظافة فى الصباح الباكر وهو جهد كبير تقوم به المحافظة لضمان ازالة تلك الأكوام من الزبالة ... ولكن بين المساء والصباح تظهر مجموعة من أبناء الشياطين والاسم الحركى لهم الفريزة. يقومون بقلب كل كيس من أكياس القمامة على الأرض ويقومون بفرز النافع منه لهم فيجمعون الزجاجات الفارغة والبلاستيكات والكارتون ويتركون الزبالة منشورة على الرصيف وفى نهر الطريق .... وبمنتهى البجاحة يجر سيارته ليعطل بها الطريق ويسير عكس الاتجاه وإذا حاولت الاعتراض ينالك من المنقى شتائم وألفاظ لا تخرج إلا من أسفل قاع فى أسفل أخلاق عرفتها الانسانية . حاولت مراراً أن أسأل عن اللجنة التى شكلها السيد محافظ الجيزة لازالة المباني المخالفة لاشكو لهم عقار خلف مطبعة البنكنوت تماما تحدى كل الأعراف وأكل الرصيف الخاص بالمشاه وخرج إلى نهر الطريق لمسافة لا تقل عن متر ... أهل المنطقة حاولوا نصح المقاول واثنائه عن أكل الرصيف ونهر الطريق و كانت النتيجة أربعة حراس ليل نهار بالسلاح الآلى وعلى المتضرر خبط دماغه فى أكبر حائط ... لم يستجب لهم رئيس الحى ولا مسئول التنظيم والأمل فى أن تلحقهم لجنة الازالة قبل الانتهاء من الأساسات التى احتلت الشارع . فجأة و بدون سابق انذار فوجئت بسيارات تزيل أكوام الزبالة التى تجمعت وقتلت الحديقة التى تقع وسط المجمع السكنى الذى أسكن فيه ... الغريب أن السيارات و الأفراد الذين أزالوا تلك الأكوام ليسوا من المحافظة ولكنهم مجموعة من الشباب ... قلت اللهم أجعله خير هل هى صحوة ضمير ؟ ولكن سرعان ما اكتشفت ان المكان تحول إلى موقف للسيارات وهؤلاء الشباب يطلبون من السكان مقابلاً مادياً لحراسة سياراتهم بالليل ... وعندما لم يستجب السكان تحولوا إلى تجار للممنوعات وكذبت نفسى وتعمدت مراقبتهم حتى اكتشفت السيارات التى تحضر لهم وكيف يجرى إليها صبى صغير يستلم الفلوس وعندما يقوم السائق بالدوران يرمى له المعلوم من زجاج السيارة ... ما جعلنى اكتشف ذلك هو معركة كبيرة نشبت بين هؤلاء الشباب وآخرين فى منطقة مجاورة لأن الشباب الجدد قاموا بتخفيض الأسعار لسحب الزبائن من المناطق الأخرى هل هذا يرضى أحد !؟! المثل قال «اللى معاه قرش محيره يجيب حمام و يطيره » والغريب ان المثل تعدل فى الوقت الحالى ليقول اللى معاه قرش محيره يجيب صاروخ و يفرقعه .... ظاهرة غريبة وتحتاج لدراسة فبلا أى سبب نجد شاباً فى احدى البلكونات يتباهى بطرقعة الصواريخ ذات الصوت العالى والألوان الزاهية ولا حساب عنده لطفل نائم أو عجوز مريض يحتاج إلى الراحة أو حتى شخص يزعجه هذا الصوت الشديد الانفجار ... المهم أن ينبسط هو وأعوانه بصوت ولون الصاروخ و طظ فى أى شىء آخر والغريب أنه عندما يقوم أحد بهذا التصرف تجد واحداً آخر فى الجهة المقابلة يرد عليه و كأنها تحية والرد عليها والأغرب أن ثمن هذه الألعاب النارية ليس رخيصاً والأغرب أن من يقومون بهذه التصرفات لا توحى مناظرهم بأنهم أصحاب تلك القدرة المالية للصرف على هذه الألعاب ... فمن أين يأتون بثمنها ولمن يطلقونها؟ هذه ظواهر سيئة فى شارع واحد وبملاحظة بسيطة منى والآتى أدهى و أثقل فهل يستيقظ المسئولون فى محافظة الجيزة ويحلون ولو قدر ضئيل من تلك المشاكل الانسانية التى يواجهها المواطن البسيط كل يوم فى شارع فيصل والهرم ... الأمل فى الله كبير وفى جهود الدكتور على عبد الرحمن .... آمين !