لا أدري لماذا الغضب و الضجة ، اللذان يثيرهما البعض ضد مطبوعة الشعب ، التي يترأسها شخص اسمه " مجدي "، و لمن لايعرف الاخ مجدي عليه بمراجعة الفيديو (على موقع يوتيوب ) الخاص بالاجتماع السري حول ازمة " سد النهضة الأثيوبي "، وفيه بدأ مجدي حديثه بضرورة ان يُقسم الجميع على عدم تسريب تفاصيل الإجتماع للصحافة، وقال حينذاك "الاجتماع سري، نقسم على ألاّ نُُسرّب للإعلام كلمة" ، فأبلغه من بجواره بأن الحوار مذاع على الهواء ! ، وتدارك مجدي نفسه ، اذ كاد ان يتورط في الحديث عن خطط عسكرية و مخابراتية، إلاّ انه وصف أزمة السد بقوله "همَّا بيلاعبونا ، و يمكن حلّ الأزمة عن طريق لاعب كرة .. و لم يقل لماذا حضر هذا الاجتماع طالما بسيطة و يحلها لاعب كرة ! أما أسباب غضب معظم المصريين من " مجدي" انه نشر فى مطبوعته ، ما مفاده التشكيك فى شخصية الفريق أول عبد الفتاح السيسي ، و يروج ان الرمز المصري مريض او خائف من الظهور ( سبحان الله من وضع روحه على كفيه ، و بدون" جوانتي " او تعقيم ، انتزع سرطان التنظيم الدولى للاخوان و المؤامرة الصهيونية لتفتيت مصر و جيشها يبقى خائف من الظهور ؟!! " الاخ مجدي يفتي أن المخابرات المصرية استبدلته ب " دوبلير " ، و كأن فضيلته لا يعرف هذه المخابرات التى دوخت اسرائيل طوال مايقرب من نصف قرن و لا تزال ، تلقن الدرس تلو الآخر لأكبر المعلمين فى المخابرات الدولية " اقصد جهاز سي آي إيه " و لعل آخر هذه الدروس ماقام به صقور الجهاز المصري من فضحهم للتنصت الأمريكي على رؤساء أوربيين و دول أخرى كبيرة ، الغريب و مايحسد عليه الاخ مجدى ،انه نسي كل ذلك و قال ان الدوبليراو الفنان " حاتم حمدي " الذى ادى دور السيسي فى اجتماع بقصر الاتحادية و فى احتفال لجنة الخمسين بالانتهاء من الدستور، لم يكن مجيدا فى أداء الدور ، و كان مهتزا لدرجة انه بيغلط فى البروتوكول ! ، طيب مبدئيا حقك علينا ياعم البروتوكول بنعتذر لك عن حاتم اللى ماجاش اصلا !، وبعد مبدئيا دى ، يا راااااااااجل ..هو جهاز بحجم جهاز المخابرات المصرية كما ذكرت لك ، ممكن يجيب دوبلير لزعيم بحجم السيسي و لا يسقيه الدور كما يجب أن يكون ؟!! هذه واحدة و قد تكون الملحوظة فيها شكلية جدا، أما ما هو جوهري و لا يعرفه أو يحسه سوى المواطن المصري ، أكرر المصري فقط ، هو ان الفريق اول حور محب او " السيسي" ليس له مجرد دوبلير واحد ، بل أن أكثر من 80 مليون مصري هم دوبليرات للسيسي ، بل قل أن السيسي هو دوبلير الخمسة وثمانون مليون مصري ، لسبب بسيط ، لن أطالبك سوى بحساب الفترة الزمنية او عدد مرات الظهور التى عرف فيها الشعب المصري بالفريق السيسي ، و اجزم ان هذه الاحصائية لن تهمك و لن تهتم بها ، فأنت ربما تكون" شاطر " فى حساب و "عدّ " الفلوس فقط ، لنوفر عليك يا اخ مجدى ، منذ ان تم تعيين الفريق السيسي وزيرا للدفاع و حتى 30 يونيو الماضي لم يكن الشعب المصري قد استمع اليه او التقى به - سواء من أتيح لهم ذلك مباشرة او من راوه و استمعوا اليه عبر الفضائيات - سوى ثلاث او اربع مرات على اكثر تقدير ، مرة فى لقائه مع الاعلاميين و الفنانين فى المنطقة المركزية بدهشور ، و مرة حين وجه انذارا للحكومة و مؤسسة الرئاسة بالعمل على تحقيق مطالب الشعب ، و الاخيرة فى 3 يوليو حين أعلن إسقاط الدستور الإخواني و طرح خارطة المستقبل بعد انهاء نظام الحكم الإخواني ..و فى كل مرة لم يتحدث السيسي اكثر من عشرة دقائق ، و مع ذلك صار هو الحلم بالنسبة لأغلبية الشعب ! ، ألم يدر بذهنك هذا السؤال ؟! لم يكن السيسي زعيم حزب قديم او مناضل ميكروفوناتى يمتدح صدام حسين فى حياته و يذمه بعدها ، او او يعيش بأموال القذافي او بشار الاسد ، لم يعلن نفسه على مقاهى الاعلام انه " ناشت سياسي " ، السيسى هو سليل بل يكاد يكون الابن البكر للقائد الفرعونى "حور محب"، آخر ملوك الأسرة الثامنة عشرة، و كان "حور " قائداً للجيش تحت حكم الفرعون إخناتون الذى حكم مصر بين عامى 1353 و1336 قبل الميلاد. و تسبب إخناتون عبر دعوته للتوحيد بعبادة للإله ( آتون متمثلا في قرص الشمس) في اضطهاد اتباع الآلهة او العقائد الأخرى، وأهمل مثل المعزول محمد مرسى الشئون الاقتصادية والأمنية للبلاد ، وركّز على تمكين أتباعه من السيطرة على الوظائف القيادية فى الدولة على حساب بقية الشعب و أتباع الأديان الأخرى، مما أدى إلى اضطرابات واسعة فى البلاد، دفعت قائد جيشه حورمحب الذى كان محل ثقته المطلقة للإطاحة به ، و يقال انه قتله ، و حين رفضت زوجته الزواج من العائلة المصرية تعاليا على الشعب ، ارسلت الى ملك الحيثيين انذاك و طلبت منه ان يرسل لها احد ابنائه لتتزوج به و يصير ملكا للبلاد ، و حين علم حور محب بذلك ، ترصد هذا الامير الغريب قبل دخوله مصر و قتله ، لينهى فترة استبداد ديني و سياسي و ضعف و هزال اقتصادي ، و أن حور محب كرجل مصري و وطني عسكرى كان غاضباً بشدة، ضد انشغال إخناتون بفرض عقيدته على المصريين ، مما أدى إلى تراجع دور مصر فى العالم، وانهيار إمبراطوريتها فى الشرق ، بعد أن سقطت هيبة الدولة المصرية لأول مرة منذ قرون، وكان على " حور " إعادة الهيبة المفقودة للدولة ، وهو ما شرع فيه فور توليه السلطة. و ينظف البلاد من توابع أخطاء ارتكبها الملك الإخوانى مع فارق التشبيه طبعا ! و السيسي هنا لم يعد امام غالبية المصريين ، بل و معظم العرب ،مجرد شخص من لحم و دم فقط او ، اسم لشخص عرفه المصريون ، بل هو الاسم الحركى للروح المصرية ، و ليست مغالاة ان قيل انه التجلى الحقيقي للضمير الجمعي لكل وطنى مخلص يضع رأسه على كفيه من أجل بلاده ، و يقدم على فعل كهذا و هو اجتثاث الورم السرطانى الذى زرعته امريكا و عملاؤها من الصهاينة و الاتراك الذين قاموا بدور طباخ السم و بدور السفرجى قامت قطر ، و حتما و لو بعد حين ، ستذوق الحكومتين " التركية و القطرية " مما طبخته ايديهما لغيرهم