بعد نحو 10 أيام عن إسدال الستار علي المهرجان القومى للسينما فى نسخته السابعة عشر، جاءت ردود الأفعال متباينة حوله، فقد عبر عديد من النقاد والمشاركين فى لجان التحكيم عن استيائهم الشديد، لغياب النجوم الكبار عن ختام فعالياته، مما تسبب في عزوف الجمهور عن حضور عروض الأفلام المشاركة، وعلي الرغم من ذلك إلا أن المهرجان حقق نجاحًا كبيرًا وإنتصر لصناعة السينما، وجاء حفل ختام المهرجان، على خشبة المسرح الكبير بدار الأوبرا مخيباً للأمال، ففى الوقت الذى جاهد فيه القائمون على المهرجان لإقامته فى موعده وبالصورة الجيدة التى تعيد الزخم للسينما المصرية فى مرحلة التوقف الأخيرة غاب عن الحفل وتوزيع الجوائز، النجوم المرشحين فى القوائم النهائية للفائزين، إذ لم يحضر إلا عددا قليلا من المكرمين، الأمر الذى تعجب منه الكاتب الكبير وحيد حامد، رئيس لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الطويلة، قائلا: " إن غياب نجوم مهمين عن حضور الحفل الختامى أو عروض أفلامهم خلال مدة المهرجان، لأمر محزن، وذلك على الرغم من صعوبة أن يظهر المهرجان القومى مجددا فى ظل هذه الظروف الصعبة التى تعيشها البلاد والتى أثرت بدورها على السينما المصرية، وجاء التقدير لأفلام السنوات الماضية حتى يتم تقييمها وإشراكها فى المهرجان القومى الوحيد الذى يكرم السينمائيين. إتفقت معه فى الرأى الناقدة ماجدة خيرالله، مؤكدة أن النجوم المصريين يعانون من عيب خطير، وهو عدم حضور فعاليات أى مهرجان مصرى سواء القاهرة السينمائى أو القومى للسينما، و يكتفون باليوم الأول فقط، والذى تكون التغطية الإعلامية فيه كبيرة، و كاميرات التصوير تضئ بإستمرار. أضافت خيرالله: "الأزمة الأكبر أن الفنانين المصريين يبتعدون عن حضور أفلامهم فى المهرجانات سواء كان فى مصر أو خارجها فى أبو ظبى أو المغرب لنفس الأسباب التى تم ذكرها، و هذا هو أحد الأسباب الرئيسية فى تردى حال السينما المصرية لأن العناصر المنتمية لها ليست حريصة على المتابعة وهى أزمة خاصة بالمهرجان القومى للسينما". وعن تقييمها للمهرجان، قالت خيرالله: "إن الميزات الكبرى التى حدثت مؤخراً هو إقامة المهرجان فى هذا الموعد إذ إنه أشبه بإلقاء حجر فى بركة راكدة، وقد تحدى القائمون عليه عديد من العقبات أولها الظروف الأمنية والناحية المادية، كما تم إختيار الأفلام بدرجة كبيرة من المنطق، وتكريم مبدعين مهمين مثل المخرج الكبير سعيد مرزوق الذى تناسته الدولة، وعاد مجدداً إلى الأذهان بأفلامه وقيمته". وعن الأراء التى تتحدث عن الإكتفاء بتوزيع جوائز المهرجان على المشاركين فى الأفلام دون إقامته على مدار أسبوع قالت: "هذا أمر مثير للتعجب، إذ إن هناك فارق كبير بين الأوسكار و المهرجان القومي، ومن الممكن أن يكون توقف المهرجان لسنتين أدى لضم أفلام قديمة تم عرضها فى التليفزيون وهو ما جعل لجان التحكيم تكتفى بأفلام السنوات السابقة مما أدى لعزوف الجمهور عن الحضور". أما الناقد وليد سيف، عضو لجنة تحكيم المهرجان، قال، إن المهرجان كان يجب إقامته فى هذا التوقيت تحديداً بسبب الصورة التى يتم تصديرها عن مصر وحالة عدم الإستقرار فيها مؤخراً، كما أن المهرجان ضم أفلام السنتين الماضيتين حيث ستضم نسخة العام القادم الأفلام التى تم إنتاجها فى عامى 2012 و 2013 ، ليستقر بعدها المهرجان على افلام كل عام بداية من عام 2014، ومن الواضح أن المهرجان تم إقامته بصورة ناجحة وضم عقليات سينمائية كبيرة مثل رئيس المهرجان الناقد سمير سيف، والكاتب وحيد حامد و الفنانة ليلى علوى وغيرهم. سيف أضاف أن لجنة تحكيم المهرجان عملت بعيداً عن الضغوط للخروج بنتائج عادلة على الرغم من الإختلافات الطبيعية بين أعضاء اللجان إلا أن الرأى فى الآخر يتجه للإختيار الأصوب، و فى ختام المهرجان كانت الفكرة أن يتم دعوة المرشحين الأربعة الذين وصلوا للقائمة القصيرة للجوائز، و كان عددهم 16 سينمائيا إنقسموا لجوائز افضل ممثل و افضل ممثلة و افضل ممثل دور ثان و أفضل ممثلة ور ثان، ولم يحضر منهم إلا إثنين فقط هما الفنانة رانيا يوسف والفنان محمد وفيق، فكان هذا الامر مثيراً للتعجب لأننا كنا نتمنى أن يكون هناك حضورا للفنانين لإعادة المهرجان لمكانته، لكن من الامور التى أسعدتنا هو حضور الفنان سعيد صالح والذى حصل على جائزة التمثيل الخاصة. وحول تغيب النجوم ومدى تأثير ذلك على قيمة المهرجان، قال سيف: "لا شئ يؤثر على قيمة المهرجان القومى للسينما لأن هذا مهرجان عريق، كما أن هناك غياب للنجوم بشكل عام عن المهرجانات، و للأسف أستطيع القول أنه منذ 15 عامًا كان جيل الكبار مثل نور الشريف و محمود عبد العزيز، هم الذين كانت افلامهم يمكن أن نطلق عليها أفلام تصلح للمهرجانات لكن الجيل الجديد اصبحت أفلامهم تهتم بالسوق أكثر، وعندما نهتم بهذه الناحية ستحل كل المشكلات المتعلقة بالمهرجانات المصرية سواء فى حضور النجوم أو الجمهور أو فى قوة الأفلام المشاركة" .