قبل أقل من شهرين أعلنت قنوات دريم وبانوراما والحياة والمحور والنهار و سي بي سي وغيرها من القنوات المصرية مقاطعة هذه المسلسلات التركية علي خلفية موقف الحكومة التركية من ثورة 30 يونيو وساندت هذا القرار عدد من الفضائيات العربية وفجأة بدأت القنوات في التراجع عن المقاطعة وعرضت قناة سي بي سي المسلسل التركي «القبضاي» فهل جاء التراجع رضوخا علي رغبة الجمهور الذي يتابع هذه النوعية والسماع للرأي الذي يفصل بين الفن التركي ومواقف أردوغان رئيس الوزراء التركي المعادي للثورة المصرية.. أم لعدم وجود الدراما المصرية المتميزة البديلة للتركي أم أن الهدف الحقيقي هو السعي وراء الاعلانات والمنافسة بين القنوات؟ يقول المؤلف بشير الديك إن فكرة المقاطعة من الاساس كانت خاطئة لانه كان يجب تنظيمها من قبل جهة او جمعية او مؤسسة تتولي تلك المقاطعة خاصة ان كانت مبنية علي موقف سياسي اما ان تترك لمالك كل قناة وتظهر بهذا الشكل كان لابد ان يكون مصيرها الفشل. واضاف: معظم القنوات الفضائية تهدف للربح لذلك لا يهمها تنفيذ قرار مقاطعة من عدمه وما يمهما هو المعلن وشراء الاعمال الاقل تكلفة. ويري السيناريست عبدالحميد ابوزيد ان القنوات الفضائية فضلت مصلحتها وتعاقداتها علي مصلحة الدولة والموقف السياسي.. وهذا موقف مخجل فتركيا هي مقر التنظيم الدولي للاخوان وهي الراعي الاكبر لهم لذلك كان لابد من مقاطعة منتجاتهم لا الترويج لها بالاضافة الي ان تلك الدراما تضر بالدراما المصرية لان اسعارها زهيدة مقارنة بالمصرية لذلك تسويقها اسهل كما انها لا تناسب العادات المصرية فهي اشبه بالافلام الهندي قائمة علي المط. واضاف للاسف كان موقف تلك القنوات وطنيا وقت اتخاذ قرار المقاطعة لكنهم تراجعوا من اجل حفنة من النقود. يقول المؤلف ايمن سلامة ان تراجع بعض القنوات عن قرارها لا يعيبها في شيء فنحن نعلم ان صناعة الدراما مرتبطة بالاقتصاد ، والمؤكد ان هذه القنوات كانت قد تعاقدت من قبل علي بعض الاعمال وملزمة بعرضها، ولكن القضية الحقيقية في هذا الامر ان المواطن المصري من داخله .يرفض مشاهدة هذه الاعمال بالاضافة الي ان الدراما المصرية الحديثة استطاعت ان تقدم ما كانت تقدمه الدراما التركية . ويقول المنتج احمد الجابري إن العملية برمتها تخضع للاقتصاد وحالة السوق، اما القرار الجريء الذي اتخذته هذه القنوات ما هو الا شعور وطني زال عندما انتهت الحالة الثورية وعادت الحسابات مرة اخري، لذا عادت الاعمال التركية بشراسة وهذا لاسباب عدة منها ان اسعار هذه الاعمال مقارنة باسعار الاعمال المصرية قليلة وهذا ما يشجع المحطات علي شرائها، وهنا يجب علينا كمصريين ان نتحد لمواجهة هذا العدوان ، والبداية يجب ان تكون من التليفزيون المصري الذي كان رمانة الميزان والمتحكم بالسوق وبغيابه غابت القيم. ويقول المخرج محمد فاضل اري ان التراجع في قرار عرض الاعمال التركية يرجع الي عدم وجود دراما مصرية جيدة او جديدة فكان بإمكاننا تقديم اعمال تخاطب المشاهد المصري وتلبي رغباته بدلا من التقليد الاعمي للدراما التركية وكان هناك سبيل آخر وهو اعادة عرض الاعمال القديمة المميزة فالتراث الدرامي المصري مليء بالمسلسلات الجيدة والتي تحمل قيمة واضاف ان الدراما التركية ما هي الا ظاهرة وسوف تنتهي في القريب . ويؤكد ابراهيم حمودة رئيس قناة النهار ان قرار المقاطعة للدراما التركية كان احتراما لانفسنا ولجمهورنا ولثورة شعب مصر فوجهنا من خلاله رسالة لتركيا . واضاف حمودة نحن لا نتاجر بالقضية لاننا اتخذنا هذا الموقف بناء علي قناعة كاملة ولن نتراجع عن موقفنا تجاه تركيا الا اذا تراجعت هي عن موقفها . وأكد معتز صلاح الدين المستشار الاعلامي لقناة الحياة انه لا نية لدي القناة لعرض اي اعمال تركية في الوقت الحالي. وان القناة ملتزمة بقرار المقاطعة طالما استمرت تركيا علي موقفها. وردا علي الاتهامات الموجهة لقناة سي بي سي قال محمد هاني مدير القناة ان مجموعة القنوات الفضائية ومنها سي بي سي قد اتخذت اجراءات مقاطعة الاعمال التركية لاثبات موقف حقيقي وجاد أمام تصريحات أردوغان ، وبالفعل انقطعنا عن عرض هذه الاعمال علي مدار الفترة الماضية ونجحنا علي المستوي الدرامي في تسجيل هذا الموقف أما الآن وقد خفتت وتيرة العداء من الجانب التركي فقد حان موعد استئناف عرض الاعمال التركية من جديد خاصة انها أعمال تم التعاقد عليها قبل الازمة ونحن كقناة لدينا التزامات بعرضها في أوقات بعينها لارتباطنا بشركات إعلانية ومنافسات مع قنوات أخري ستعرض نفس المسلسلات قاصدا قناة أم بي سي التي أعلنت عن عرض مسلسل «القبضاي» وهو ما جعل السي بي سي تعجل بعرضه.