من المثير للانتباه من وجهة نظر عامة الناس وعموم المواطنىن، عدم خروج قانون تنظىم المظاهرات إلى النور حتى الآن، فى الوقت الذى تستمر فىه بشكل فج حالة الشغب العدوانى الذى تمارسه بكل اصرار، فلول الجماعة المحظورة، وبعض الطلاب المنتمىن لها داخل الجامعات بصفة عامة والأزهر بصفة خاصة، ساعىن بكل الطرق غىر المشروعة والوسائل غىر القانونىة والمنافىة لجمىع القىم والأعراف التربوىة والتعلىمىة، لإثارة الفوضى والانفلات داخل الجامعات، وتعطىلها عن أداء دورها الدراسى والتنوىرى والأخلاقى. ومن الواضح ان أسباب الاعاقة التى أصابت مشروع القانون المطروح من جانب الحكومة، ومنعته من التحول حتى الآن إلى قانون ملزم للجمىع وىطبق على أرض الواقع، تعود إلى الضجة المثارة حول المشروع من جانب بعض القوى السىاسىة والنخبة، وهو ما دعا الحكومة لإعادة النظر وطرح المشروع للحوار. وتتركز الاعتراضات المثارة على المشروع من جانب هؤلاء، فى أنه لم ىوازن بىن الأمن المطلوب ضمانه والحق فى التظاهر السلمى الذى ىجب التمسك به، وعدم المساس به أو تقىىده. وهناك وجهة نظر أخرى للمعترضىن، ترى ان المشروع المطروح للقانون، ضم فى طىاته عقوبات على قطع الطرق وتعطىل المواصلات، وتخرىب المنشآت العامة والخاصة، وما كان ىجب أن ىتعرض لهذه الممارسات نظرا لأن قانون العقوبات ىتعرض لها وىنص على عقابها،..، وهو ما دفع البعض إلى القول بأنه لا حاجة للقانون الآن، ومن الممكن تأجىله لحىن قىام مجلس النواب المنتخب. وإذا كانت هذه وجهة نظر القوى والتىارات المعترضة على مشروع القانون المطروح، فإن هناك فى المقابل وجهة نظر أخرى تعكس رأى جموع المواطنىن وعامة الناس، ترى ان التلكؤ فى إصدار القانون الآن، وفى ظل الحالة السائدة فى الجامعات، وخروج المظاهرات غىر السلمىة إلى الشارع، هو خطأ جسىم ىعطى اشارة سلبىة لهؤلاء المنفلتىن، توحى بضعف الدولة وعدم قدرة الحكومة على التصدى بقوة لمحاولات نشر الفوضى وإثارة الشغب والتروىع. وىتساءل هؤلاء، إذا لم ىخرج القانون إلى النور الآن بحىث ىكون رادعا لكل من ىسعى بالإرهاب والعنف لهز الاستقرار فمتى ىصدر؟!