الشمعة التي أضاءها علي أمين ومصطفي أمين »وليد» شاب - مثله مثل غيره من الشباب - لم يولد وفي فمه ملعقة من الذهب، انما ولد ومعه الشقاء واللعب.. قهرته ظروف اسرته المطحونة فقرر التخلي عن حقه في التعليم ليجد غايته في العمل وعمل في أكثر من مجال الخردة في إحدي الشركات التي يمتكلها رجال اعمال ببولاق ابوالعلا وظل يعمل لديه طوال مدة خمس سنوات عاني خلالها من أشد ظروف العمل القاسية والصعبة ولكنه تحملها كي يجد مصدر رزق حتي وإن كان قليلاً لكي يدبر متطلبات الحياة لوالده ووالدته. وفي منتصف شهر يناير من العام الماضي جاءت نقطة التحول في حياته التي حطمت كل آماله وأحلامه الصغيرة وافقدته بصيص الأمل الذي سار خلفه.. توجه وليد مع مجموعة من زملاء العمل للسويس لاستقبال شحنة خردة ونقلها لورش الشركة بالقاهرة واثناء تقطيع وليد للحديد بترت الآلة ذراعه اليسري وليد كان يبلغ وقتها (22 سنة) وهو الابن الوحيد لوالده - الذي يعاني من أمراض القلب التي انهكت قواه وجعلته غير قادر علي العمل - وما كان يكسبه ب «عرق جبينه» كان يقدمه لوالديه ويقتطع جزءاً منه ليبني حياته وفي ذلك اليوم المشئوم ضاع كل شيء وفقد وسيلته لكسب رزقه. قرر البحث عن حقوقه حيث انه كان مؤمنا عليه في عمله وأن لم يكن فقد يحصل علي تعويض عما اصابه أو حتي مكافآة لخدمته طوال السنوات الخمس الا أنه فوجيء برد صاحب العمل «مالكش حاجة عندي» وبعد عدة محاولات كان الرد القاطع بالرفض.. ولم يصبح أمام وليد الآن غير الحلم من جديد في فاعلي الخير لكي يمتدون له يد المساعدة في مشروع صغير يعمل به وينسي معه اعاقته ويقف امام قسوة الحياة راضيا بقضاء الله وقدره علي تحمل فقر أسرته والبحث عن مصدر رزق لهم. وقررت ليلة القدر مساعدته بمبلغ الفين وخمسمائة جنيه لإقامة المشروع الخاص به.