هو هارب من ثأر قديم بإحدي قري الصعيد, حيث نزح منذ سنوات طويلة إلي القاهرة واختبأ في زحامها هربا من مصير محتوم بالموت بسبب جريمة لم يربكها,ووجد ضالته في حي شعبي حيث عمل في مقهي صغير به, وكلما اشتد الخناق عليه في العمل انتقل إلي محافظة أخري بحثا عن الرزق. حتي تزوج بعد سنوات من الشقاء ورزقه الله بابنه البكر, الذي أصبح كل عالمه مع زوجته, فهو مقطوع من شجرة وانقطعت صلته بعائلته الكبيرة, ومضت حياته علي هذا النحو فأنجب ولدين آخرين وأربع بنات وقرر أن يعلم أولاده صنعة حتي يعتمدوا علي أنفسهم في تسيير أمور المنزل في حال حدوث مكروه له, وقامت ثورة25 يناير وخرج ابنه البكر يشجب ويعترض علي أحواله المعيشية وأحوال أسرته وكانت أولي المصائب التي حلت بهذه الأسرة هي رصاصة غادرة قضت علي حياة ابنه في ميدان التحرير, ولم تكن هذه هي نهاية الأحزان والمصائب التي حلت بالأسرة فجأة, فقد أصيب ولداه الآخران بفشل كلوي مزمن في وقت واحد, ليصبحا أسيري المرض وصار يصحبهما ثلاث مرات كل أسبوع لإجراء غسيل دموي لهما وأخذ علي عاتقه مهمة رعايتهما الصحية ولم يتوقف الابتلاء عند هذا الحد, فلقد أصيبا بفيروس في الدم وتدهورت أحوالهما المرضية تماما, وأصبح الرجل المسكين محاطا بالأوجاع من كل النواحي, وينتظر رحمة الله قبل رحمة البشر. من رحمة الله سبحانه وتعالي بالبشر أنه عز وجل جعل مع العسر يسرا, وأكد ذلك في آيتين متتابعتين في سورة الانشراح فلقد أعطاك الله القدرة علي العمل والكفاح وأنزل السكينة علي قلبك لكي تواصل مشوارك مع أولادك إلي النهاية.. ومادمت قد فعلت ما عليك فلتترك الأمر لله.. وثق بأن فرجه قريب كما قال سبحانه وتعالي في كتابه الكريم.. فانتظر يا سيدي جوائز السماء.. والله فعال لما يريد.