في القضية أو المسألة او الاشكالية الخاصة بالمصالحة بين جماعة الإخوان والدولة المصرية ممثلة في الحكومة والمؤسسات والأجهزة الرسمية المعبرة عن سلطتها وقرارها، هناك العديد من وجهات النظر والرؤي المختلفة او المتعارضة كليا، أو جزئيا. وهذه القضية بالذات، لابد ان ينظر اليها ويتم التعامل معها بكل الاهتمام والحذر في ذات الوقت، نظرا لاتصالها الوثيق وتأثيرها البالغ بالايجاب او السلب علي السلام الاجتماعي بصفة عامة، والأمن والاستقرار علي وجه الخصوص. ورغم تسليمنا بأهمية القضية، الا انها كغيرها من القضايا محل الاهتمام العام تخضع لتباين الآراء وتنوع وجهات النظر، طبقا لاختلاف المواقف السياسية والانتماءات الفكرية والعقائدية لاصحاب هذه الآراء، والمعبرين عن وجهات النظر. ولذلك نري من يرفض الفكرة من أساسها، ويري ان ممارسات الجماعة، بمكتب ارشادها وكل اعضائها، وما قاموا به خلال الفترة الماضية، وبعد ابعادهم عن مراكز السلطة وضع القرار ومقاعد الحكم نتيجة فشلهم السياسي والاداري وانحرافهم عن المسار الصحيح، قد كشف عن الوجه القبيح للجماعة ونخبتها الحاكمة، وأكد جنوحهم الشديد للعنف والترويع والإرهاب، وهو ما يستوجب عزلهم واقصائهم جميعا وبالكامل عن المشاركة في مسيرة العمل الوطني، حماية للشعب والوطن. وفي مقابل هؤلاء، هناك من يرفض هذه الرؤية، ولا يواقف علي هذا المنهج، ويري ان المسئولية الوطنية والحكمة السياسية والمجتمعية تستوجبان عدم اقصاء اي فصيل من المجتمع، عن المشاركة في العمل السياسي والنشاط الاجتماعي، طالما انه لم يرتكب جريمة اجتماعية او سياسية تستوجب المنع والاقصاء. ويري هؤلاء ان الضرورة تقتضي اتاحة الفرصة للجميع للمشاركة، ماعدا من ارتكب الجرائم ضد الشعب، ومن تلوثت يداه بالدم، ومن حض علي العنف ودعا للفتنة، ...، وان يكون الفيصل في ذلك هو حكم القضاء، وسلطة القانون، ولا شيء غير ذلك، حتي لا يؤخذ الناس بالشبهات، وحتي نسير بالعقل علي طريق دولة القانون. ولكن هذه ليست كل وجهات النظر، وكل الرؤي،...، فهناك وجهات نظر ورؤي أخري.