علي الرغم من الأزمات التى لحقت بالعرض الأول لدراما رمضان، توقع منتجون أن العرض الثانى سيلقى رواجًا كبيرًا، ليعوض خسارتهم المادية، خاصة بعد مقاطعة القنوات للدراما التركية؛ لتفسح المجال أمام المصرية، لكن الواقع أكد عكس ذلك إذ لم يعرض بعد رمضان إلا مسلسل "الداعية " على قناة "النهار" ومسلسل "ذات " على قناة "cbc" و"بدون ذكر أسماء " على قناة " mbc مصر" و"خلف الله" على قناة "بانوراما دراما".. وأرجع المنتجون سبب اختفاء العرض الثانى، للأحداث السياسية والأعمال الإرهابية التى تشهدها البلاد فى الفترة الحالية، وأيضا تخوف القنوات من شراء المسلسلات، فى ظل إنصراف المشاهدين عن متابعة الدراما وإنشغالهم ببرامج "التوك شو". فى البداية يقول المنتج عصام شعبان: "للأسف هناك أزمة حقيقة فى عدم العرض الثانى لمسلسلات رمضان هذا العام، وعلى الرغم من أننا وجدنا بارقة أمل فى استعادة أموالنا بإتاحة الفرصة بعرض أعمالنا الرمضانية بشكل مكثف فى عرض ثان وثالث على مدار العام، وقبل بداية الموسم الرمضانى المقبل مع غياب المسلسلات التركية التى كانت تملأ الشاشات وتفرغ لها القنوات ميزانيات ضخمة إلا أن هذا لم يحدث حتى الآن". وعن الأسباب الحقيقية لهذة الأزمة فى الوقت الحالى أضاف "شعبان": "الأزمة تعود إلى توتر الأحداث فى البلاد، وإنشغال معظم القنوات بالتغطية اليومية الحية وانصراف معظم المشاهدين عن الدراما فى ظل متابعة الأحداث السياسية التى تشغل بال الجميع، وبالفعل كان هناك مفاوضات لعرض مسلسل "فرح ليلى" لليلى علوى لكنها توقفت بعد تصاعد حدة العنف فى الشارع المصرى، وتأثير ذلك سلبيًا على الطاقة البشرية فى المقام الأول، وعلى شكل التعاقدات والمفاوضات لإدارة العملية للإنشغال بالجوانب السياسية". تابع "شعبان": "القنوات بصفة عامة خارجة من السباق الرمضانى ومع تصاعد الأحداث وحظر التجوال أصبحت منهكة من التغطيات الحية فى مختلف المحافظات وإكتفت بعرض الأعمال القديمة التى بالطبع أرخص ثمنا". وتوقع "شعبان" إنتعاش السوق المصرى وإتاحة الفرصة لعرض المسلسلات بشكل جيد، عقب خروج المسلسل التركى من المنافسة، قائلا: "ولكن هذا يتوقف على استقرار البلاد، والتى ستجعلنا نبدأ فى مشاريعنا القادمة أيضا ولكن الخوف الأكبر أن تقدم لنا هذه القنوات أعمال أخرى أجنبية بديلة للتركى وتتجه للأرجنتينى أو الصينى". أما المنتج أحمد الجابرى - الذى فضل الإنسحاب من السوق هذا العام- يقول: "القنوات الفضائية فى أزمة مادية حقيقية بسبب قلة الإعلانات، وعدم صرف الشركات مستحقات القنوات المادية بشكل كامل، وهذا أثر سلبًا على دورة رأس المال، فعلمت من بعض زملائى أنهم عرضوا أعمالهم على مختلف القنوات بعد أخذ دفعات بسيطة من التعاقد، والبعض لم يحصل على أمواله حتى الآن بسبب الأزمات التى تواجهها القنوات؛ وهذه حقيقة لا نستطيع إنكارها، وعلى المستوى الشخصي، لم أسترد أموال أعمالى التى تعاقدت عليها العام قبل الماضى، وهذا ما جعلنى أقف موقف المشاهد هذا العام". يضيف "الجابرى": "ولكن هذا يرجع فى الأساس إلى الخلل الذى حدث بالسوق فى السنوات الأخيرة، وكان سببه إتجاه معظم القنوات للعرض التركى وشرائه بأعلى الأسعار فى مقابل تجاهل الأعمال المصرية أو شرائها بأبخس الأسعار، ويتم التسديد على دفعات وأحيانا كثيرة يتم تأجيل موعدها من حين لآخر، ونتمنى أن الوضع يتغير هذا العام مع مقاطعة الأعمال التركية من القنوات". وعن إختفاء العرض الثانى على الرغم من خروج المنافس التركى، يقول "الجابرى": "هذا يعود إلى الأزمة المادية التى تمر بها القنوات؛ ولكن هناك فرصة حقيقة لإستعادة السوق المصرى لمكانته فى الشرق الأوسط بعد فتح أسواق الخليج من جديد بعد إعلان بعض الدول تضامنها مع الجانب المصرى مثل الإمارات ومقاطعتها للأعمال التركية، وهذا بالطبع سيعيد للدراما المصرية ريادتها وأيضا سيساعدنا كمنتجين على إستعادة أموالنا مرة أخرى وبالتالى إنتاج أعمال جديدة بجودة عالية". يرى المنتج أحمد المهدى، أحد ملاك قناة مصرية متخصصة فى عرض المسلسلات- أن العرض الثانى لمسلسلات رمضان شبه منعدم مثل كل عام، ولم يتم استغلال فرصة عدم عرض المسلسلات التركية والتى بالتأكيد مقاطعتها ستكون فى صالح الدراما المصرية". ويضيف "المهدى": "نعرض حاليا على القناة مسلسل "خلف الله" لنور الشريف فقط من مسلسلات رمضان الماضى ، وذلك لأنه من إنتاجى مع شقيقى حسام المهدى، وإن لم يكن من إنتاجنا فلم نقدم على خطوة شراء أعمال جديدة فى هذه المرحلة، لأن الأزمة الحقيقية فى عدم عرض مسلسلات رمضان الماضى، تعود إلى إنشغال القنوات وكذلك الجمهور عن الدراما بمتابعة برامج التوك شو والأحداث الحالية من العنف فى الشارع المصرى، وبالتالى فضلت معظم القنوات عدم المجازفة بأموال طائلة لشراء مسلسلات جديدة وهى لن تحقق نسبة مشاهدة، وبالتالى نسبة من عائد الإعلانات بسبب الأحداث السياسية". أكد "المهدى" أن مقاطعة بعض الدول العربية لعرض المسلسلات التركية ستكون هى قبلة الحياة للأعمال المصرية وفرصة للمنتجين لاسترداد أموالهم التى أنفقوها بسبب فتح هذه الأسواق من جديد بعد إغلاقها منذ فترة بسبب تدفق الأعمال التركية. وبالنسبة للقطاعات الإنتاجية للدولة والتى تمتلك شاشة للعرض على القنوات المختلفة بالتليفزيون المصرى إلا أنها تواجه أزمة حقيقة فى العرض الثانى لأعمالها، وهذا ما أكده ممدوح يوسف - المسئول عن الإنتاج الدرامى بمدينة الإنتاج الإعلامى- قائلا: "القنوات تمر بأزمة مادية بعد خروجها من مفرمة رمضان، ومازالت فى مرحلة ترتيب أوراقها خاصة بعد إختلاف حسباتها بعد قرار مقاطعة الأعمال التركية، والتى بالطبع سيكون له تأثير إيجابى على الأعمال المصرية التى واجهت صعوبات كثيرة خلال الأعوام القليلة الماضية بسبب تهافت القنوات على عرض التركى، وستظهر نتائج هذه المقاطعة مع الوقت واستقرار الأوضاع فى مصر والسير على خارطة الطريق دون معوقات خاصة أنه كان هناك مفاوضات مع بعض القنوات لعرض مسلسلاتنا، ولكنها توقفت مع زيادة حدة العنف فى الشارع المصرى، وإهتمام القنوات بالتوك شو ومتابعة الأحداث الجارية". يضيف "يوسف" قائلا: "التليفزيون يواجه نفس أزمة القنوات الفضائية وليس أفضل حالا، خاصة مع إشغاله بالتغطية للأحداث وفى أحيان كثيرة تنضم جميع القنوات، ولكن خلال الفترة المقبلة سنشهد إزدهارا فى صناعة الدراما المصرية والتحضير لخطط وأعمال جديدة ولكن هذا مشروط بالإستقرار". وكان للمنتج صادق الصباح رأى آخر، إذ أكد أن مقاطعة القنوات للمسلسلات التركية لن يحل محله مباشرة المسلسل المصرى بهذه السهولة، وبالفعل سيعطى فرصة أكبر للعرض الثانى لمسلسلات رمضان الماضى، قائلا: "ولكن فى نفس الوقت لا نريد التفكير بعاطفية لأن الجمهور المصرى يبحث عن نوعية معينة تنتمى إلى النوعية الكلاسيكية والرومانسية وبالتالى لن يكون لها بديل مصرى بالسهولة التى نتوقعها وهذا لن يحدث إلا على مدار فترة طويلة يتم خلالها إنتاج نوعية مصرية مواكبة لنفس النوعية العاطفية التى يفضلها الجمهور المصرى وسيظل يبحث عنها بسبب كثرة الضغوط التى يواجهها من الأحداث . ويضيف "الصباح": "لا يمكن ملئ فراغ التركى بمسلسلات قديمة وكلاسيكية مصرية والجودة هى البديل وليس الجنسية، خاصة من أجل البحث عن هذه النوعية يمكن أن تلجأ القنوات لجنسيات أخرى للعرض مثلما فعلت قناة إحدى القنوات بعرض مسلسل أوكرانى وآخر برازيلى".