كثيرا ما نري شجرة وارفة متشابكة الاغصان كثيفة الأوراق، يجلس تحتها كل عابر سبيل ليستظل من حر الصيف وبرد الشتاء وعلي مقربة منها يقف بعض الصبية أو بعض السفهاء يقذفونها بالحجارة. وقد صور لهم خيالهم المريض أن هذه الحجارة قد تؤثر في ثبات تلك الشجرة أو في ظلالها الممتدة وبعد محاولات يائسة يأخذ منهم التعب كل مأخذ فلا يجدون مكانا يستظلون تحته إلا تلك الشجرة الوارفة، التي لم تر منهم إلا الحمق والسفاهة والإيذاء هذا التشبيه ينطبق علي قامة رفيعة نجلها ونحترمها هي قامة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب، والذي تطاول عليه مؤخرا سفيه بدرجة رئيس وزراء تركيا هو طيب أردوغان ، بعد أن تصور أن تطاوله علي هذا الإمام الجليل الذي يجلس علي رأس أعرق مؤسسة اسلامية في العالم أجمع سوف يؤثر فيها إلا كما تؤثر ذبابة في جسم فيل، لم تهتز قامة الإمام الأكبر ما اهتز هو مكانة وقدر رئيس وزراء تركيا الذي وصفه القاصي والداني بالحمق والسفاهة، بعد أن جعله انهيار مشروعه مع الإخوان المسلمين ينسي او يتناسي كل قواعد وأصول التعامل مع الدول والقامات الرفيعة، ووقف امامنا الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف كالشجرة الوارفة ملقيا ظلالة علي الطلاب الأتراك الدارسين في الأزهر، يطمئنهم ويحميهم من غضبة الغاضبين وثورة الثائرين. والآن وتركيا تدعي حزنها علي المشروع الإسلامي، لا تجد غضاضة في أن تسمح للامريكان بضرب البلد الإسلامي الشقيق سوريا من أرضها فأي تناقض يعيشه نظام هذا البلد وأي رؤية مزيفة يتعاملون بها مع العالم لا تتحقق المصالحة بين طرفين إلا إذا كان هناك استعداد لديهما لنسيان ما مضي وبدء صفحة جديدة، وقد ابدي غالبية الشعب استعداده لنسيان الماضي ولملمة آلامه وأحزانه وبدء صفحة جديدة يكتبها الجميع علي اختلاف توجهاتهم وانتماءاتهم، بشرط أن يبدي الإخوان ومناصروهم الاستعداد للمشاركة في تلك الصفحة، وهذا للأسف لم يحدث حتي الآن، فلا يزال الاخوان يخرجون الي الشوارع حاملين شعارهم المشبوه، ولا يزال الاخوان يعتدون علي أقسام الشرطة ويقتلون الابرياء، فإلي متي يستمرون في غيهم ؟ متي يفيقون الي رشدهم ويدركون أننا جميعا أبناء وطن واحد، لا يوجد لدينا أي خيار آخر سوي المصالحة والعيش معا تحت ظلاله .