رجل من الزمن الصادق الجميل. صنع نجوميته بهدوء.. يحمل عقلا مرتب الأفكار. وقلبا مفعما بالحب لكل البشر.. وصوتا هادئا.. مريحا.. صافي النبرات.. تعلم علي يد العمالقة من الإعلاميين القدامي.. ولم تمض سنوات إلا وأصبح عملاقا.. بل نجما ساطعا من نجوم الإعلام المصري.. ملامحه الدقيقة.. وسمرة وجهه الوقور.. تعطيك انطباعا بالألفة والود والاحترام.. فهو بحق نموذج للاحترام.. عرفه جمهور الشاشة من خلال تقديمه للنشرات الاخبارية.. إلا جانب تميزه وتألقه في التعليق البرنامج الأشهر والأروع »عالم الحيوان». أعرفه منذ أكثر من عشرين عاما.. فهو إلي جانب تميزه كإعلامي ومقدم برامج.. تجده علي المستوي الشخصي إنسانا حاضر الذهن.. رقيق الطباع.. صادقا مع نفسه ومع كل من يعرفه.. كان حلم حياته أن يصبح مذيعا.. فأصبح من أشهر مذيعي التليفزيون المصري.. أروي تجربة الاعلامي القدير محمود سلطان.. ابن بار من أبناء التليفزيون المصري.. لا ينسي فضل من علمه وأهداه إلي طريق النجومية.. فهو يتذكر جيل العمالقة الذي تتلمذ علي يديه بكل الحب والاحترام أمثال همت مصطفي وأميمة عبدالعزيز.. ليصبح هو الآخر بعد سنوات أستاذا لجيل كبير من الإعلاميين. بين أحضان الطبيعة والأرض الخضراء ولد محمود سلطان ففي مدينة القناطر الخيرية كانت طفولته ونشأته وفي كلية الآداب قسم تاريخ تخرج عام 1965.. ورغم دراسته وحبه للتاريخ وخاصة تاريخ بلاده مصر.. وعشقه لها.. إلا أن حلمه في أن يكون مذيعا ظل يراوده.. وكانت البداية عند التحاقه في البرنامج الاذاعي الموجه عام 1966 وفيه انتقل إلي إذاعة صوت العرب مذيعا للنشرات الاخبارية ومقدما للبرامج الخاصة السياسية والثقافية حيث قدم عدة برامج منها «اللقاء المفتوح، الحياة، الحب والأمل». ولأن التليفزيون كان في مطلع الثمانينيات والتسعينيات عامل جذب لكل مذيعي الاذاعة حيث الشهرة والجماهيرية.. انتقل سلطان اليه حاملا خبراته الجيدة في العمل الإذاعي وكان لنجاحه السريع والقبول الجماهيري فضل كبير في تعرف جماهير الشاشة علي ملامحه وهدوء كلماته.. وذكائه في تقديم النشرات إلي جانب البرامج السياسية التي قام بتقديمها (موضوع للمناقشة)، (حوار الأسبوع)، (صباح الخير يامصر). ويتألق محمود سلطان.. في كل خطوة يخطوها.. ليتم اختياره لنقل الأحداث السياسية والقوية المهمة علي الهواء ومنها حفل إعادة افتتاح قناة السويس للملاحة بحضور الرئيس السادات حيث شارك في نقل وقائع هذا الحدث التاريخي المهم مع الإعلامية همت مصطفي.. وتوالت نجاحاته في نقل الأحداث الهامة في داخل مصر وخارجها. وبعد نجاحه وتميزه اللافت كمذيع متمكن.. ذاع صيته وأصبح اسمه علامة مميزة فاختارته إذاعة الB.B.» البريطانية للعمل كمقدم برامج وقارئ نشرة وكان ذلك في عام 9891 ليصبح أحد أعلام هذه الإذاعة والتي كان دائما يستمع اليها باهتمام ويعتبرها مصدرا هاما للمعلومات الاخبارية. ونظرا لارتباطه بأهله وحبه الشديد لوطنه مصر.. كانت نقطة التحول في حياته.. حيث قام بترشيح نفسه للبرلمان عام 5991 وأصبح عضوا في مجلس الشعب بعد نجاحه في دائرته الانتخابية والتي فاقت التوقعات لحب الناس له.. وتفانيه في خدمة أهالي الدائرة. واستمر حتي عام 0002 وخلال تلك الفترة لم تنقطع صلته بالاعلام كخبير ومحاضر وعضو في لجان التحكيم في المنتديات والمؤتمرت داخل وخارج مصر. لم يبخل محمود سلطان بخبراته الإعلامية بل أعطي من الجهد والعطاء والحب لجيل كامل من الاعلاميين بالإضافة إلي تدريسه للإعلام بجامعات مصر مثل كلية الإعلام وعين شمس وإعلام 6 أكتوبر وغيرها. ويبقي برنامج (عالم الحيوان) الذي يعتبر واحدا من أشهر وأقدم البرامج التليفزيونية.. والذي اقترن عنوانه بصوت محمود سلطان.. وكان يتابعه الملايين لحبهم الشديد لهذا الصوت الهادئ الوديع والذي تشعر معه أنه يتحدث اليك أنت وحدك دون غيرك.. فتنتظره في المرات القادمة.. لتجلس مع نبرات هذا الصوت.. الذي يأتيك ليصحبك في رحلة هذا العالم الجميل.. بعيدا عن صخب الإنسان وصراعه وكذبه وتمرده.. لنعرف عالما جديدا.. عبر صوته والذي بحق صوت يحملك إلي هدوء النفس.. وهدوء العقل.. وصدق الكلمة.. ليبقي محمود سلطان.. الإعلامي من طراز فريد.. ورجل من الزمن الصادق الجميل.