الغاز الطبيعي صديق البيئة .. واستخدامه كوقود لمحركات السيارات الأقل تكلفة .. مما دعا هيئة النقل العام لإحلال الأتوبيسات العاملة بالسولار بأتوبيسات جديدة تعمل بالغاز الطبيعي منذ عام 2004 .. لكن هل نجحت التجربة ، وكيف يمكن أن نتحول لاستخدامه فى النقل بشكل موسع وما العقبات التى تعترض مضاعفة أعداد الأتوبيسات العاملة بالغاز الطبيعى وكذلك مضاعفة طاقة المحطات . « أخبار السيارات» تحاول تقييم تجربة الغاز الطبيعى داخل هيئة النقل العام. فى البداية تقول المهندسة منى مصطفى رئيس هيئة النقل العام بالقاهرة : يعد استخدام الغاز الطبيعى كوقود للسيارات داخل هيئة النقل العام أحد المشروعات القومية التى يجب أن تتضافر أجهزة الدولة للمساهمة فى الإسراع به لتحقيق الاستغلال الاقتصادى الأمثل من الغاز الطبيعى باعتباره مصدرا نظيفا وآمنا واقتصاديا للطاقة إلى جانب ما يحققه التوسع فى استخدام الغاز الطبيعى من توازن فى الطلب على المنتجات البترولية السائلة وتحقيق أقصى استفادة من موارد مصر الطبيعية المتزايدة من الغاز الطبيعي.باعتبار النقل بأنواعه المختلفة مرآة صادقة للوضع الاقتصادى والاجتماعى للدول حيث ترتبط الخدمات ارتباطا وثيقا بالتنمية الشاملة للدولة بمفهومها الواسع وتعد الهيئة فى مقدمة المرافق التى لها تأثيرا مباشرا على مختلف نواحى الحياة الاقتصادية والاجتماعية لاتصالها الوثيق بالمصالح اليومية الحيوية. ومن ذلك يتضح أن هيئة النقل العام خاضت تجارب عديدة فى هذا المجال منها تحويل السيارات التى تعمل بالديزل للعمل بنظام الوقود المشترك سولار وغاز طبيعى واعادة هندسة الاتوبيسات وكذلك شراء أتوبيسات جديدة تعمل بالغاز الطبيعى وكان البديل الأخير هو أفضل البدائل فنيا واقتصاديا أضافت قائلة :هذا المشروع متكامل يتضمن إنشاء محطتين لتموين اتوبيسات هيئة النقل العام بجراجى المطرية والبساتين بالغاز الطبيعى بالإضافة لمحطة تموين سيارات للجمهور.إضافة إلى جراج المستقبل والأمل .ويذكر أن هذا المشروع يعد الثانى من نوعه الذى يتم تنفيذه بين شركة غازتك وهيئة النقل العام بعد النجاح المتميز الذى حققه المشروع الأول والذى تم تنفيذه بجراج هيئة النقل بمدينة نصر ويضم أكبر محطة لتموين الأتوبيسات بالشرق الأوسط وسيتم تطبيق أعلى التقنيات الفنية المستخدمة فى هذا المجال .وبرغم تحول السيارات خاصة النقل للعمل بالغاز الطبيعى ينطوى على آثار ايجابية تتمثل فى حماية البيئة وتقليل تكلفة الوقود وخفض الميزانية الضخمة المخصصة لدعم المنتجات البترولية إلا أن عملية التحول لاستخدام الغاز الطبيعى خاصة فيما يتعلق بأتوبيسات هيئة النقل العام مازالت تسير بخطوات بطيئة نظرا للتكلفة العالية اللازمة لذلك .ولكى يتسنى تشجيع الجهات العاملة فى مجال النقل فى عملية استخدام الغاز الطبيعى كوقود فانه يلزم الغاء الجمارك على قطع غيار السيارات التى تعمل بالغاز الطبيعى حتى يتم خفض أسعارها بالإضافة إلى ضرورة قيام شركات البترول بإنشاء محطات تموين بالغاز الطبيعى داخل مواقع وجراجات التشغيل الخاصة بهذه الجهات والمساعدة فى عملية التدريب وتقديم العون والدعم الفنى الكافى حتى يتم استيعاب هذه التكنولوجيا.وكذلك تخفيض سعر المتر المكعب من الغازالطبيعى وتقديم الدعم اللازم لتوفير معدات الغاز داخل هذه الجراجات مشاكل كثيرة أوضح اللواء هشام عطية محمد نائب رئيس هيئة النقل العام قائلا : بدأت تجربة الغاز الطبيعى فى هيئة النقل العام منذ حوالى عام 2004 وتم التعاقد مع أحد الشركات لتوريد 25 أتوبيس خدمة شاقة يعمل بالغاز الطبيعى .وتم زيادة التعاقد ليصل إلى 50 أتوبيس فى خلال العام ليصبح أجمالى التعاقد على الشركة 50 سيارة تعمل بالغاز الطبيعي. وبعد ثمانية شهور من تشغيل السيارات داخل القاهرة الكبرى حدثت مشاكل كثيرة منها سخونة المحرك مما نتج عنه توقف معظم السيارات وتم أتخاذ الإجراءات القانونية وتم شراء محركات على حساب الشركة بعد الفترة وتم التعاقد مع شركة القاهرة الكبرى مع نفس الشركة المنتجة للسيارات بعدد 130 أتوبيس يعمل بالغاز الطبيعى وتم توريد 50 سيارة فى عام 2007 .وبعد ضم شركة أتوبيس القاهرة الكبرى للهيئة ظهرت مشاكل سيارات الغاز فتم ايقاف الدفعة الثانية عدد 80 سيارة تعمل بالغاز الطبيعى لحين النظر فى المشاكل التى حدثت فى سيارات الغاز وتم تشكيل لجنة من أساتذة هندسة عين شمس لدراسة المشاكل التى حدثت فى سيارات الغاز الطبيعى فى هيئة النقل العام وشركة أتوبيس القاهرة الكبرى وكان تقرير كلية الهندسة قد تم تلافى عيوب المحركات التى حدثت فى التعاقد مع السيارات الأولى بهيئة النقل العام فى الدفعة الأولى التى تم توريدها لشركة أتوبيس القاهرة الكبرى ولا مانع من أستكمال توريد الدفعة الثانية وعددها 80 أتوبيس يعمل بالغاز الطبيعى لشركة القاهرة الكبرى إلا أن حدثت مشاكل أخرى فى نفس السيارات التى تم توريدها للهيئة وشركة أتوبيس القاهرة الكبرى منها على سبيل المثال كسر الأكساد الخلفية لأكثر من 20 سيارة وهذا يعتبر عيب وبائى وكذلك حدث أكثر من 28 كسر بقمر الشاسيه الرئيسى .وتم أبلاغ كلية الهندسة جامعة عين شمس لمعاينة السيارات التى حدث بها كسر الشاشيه لتحديد أسباب هذا الكسر وهل العيب وبائى أم من عدمه . وفى بداية عام 2013 تم أجتماع مع جميع منتجى السيارات فى مصر مع السيد المحافظ وفى وجود رئيس هيئة النقل العام لمناقشة أمكانية توريد سيارات تعمل بالغاز الطبيعى مطابقة للمواصفات التى تحددها هيئة النقل العام وملائمة بالعمل داخل القاهرة .علما بإن جميع الشركات أتفقت أنه لا يوجد حاليا سيارة تعمل بالغاز الطبيعى وجاهزة للجربة لمدة ستة أشهر بهيئة النقل .عدا شركة وحيدة تعتبر جاهزة لتوريد سيارات تعمل بالغاز الطبيعى حيث أفادت بأنه تم توريد عدد 30 سيارة تعمل بالغاز الطبيعى لشركة نقل الركاب بالإسكندرية إلا أنه بالاتصال بشركة نقل الإسكندرية أفادت أنه تعطل 26 محرك من إجمالى 30 سيارة .وبعد ذلك اتفقت مع المحافظ والشركات المنتجة للغاز الطبيعى على أن يتم تجربة السيارات لمدة ستة أشهر قبل أى مناقصة . طاقة نظيفة أشار حسن سليمان رئيس شعبة السيارات بالغرفة التجارية قائلا : تجربة هذا المشروع ضمن خطة شاملة ومتكاملة تهدف إلى تعزيز دور الغاز الطبيعى لصالح القطاعات الاقتصادية الوطنية واستغلاله بأفضل الطرق والاستفادة من مزاياه البيئية والاقتصادية. فانها تعنى احلال القوة المحركة (المحرك) للأتوبيس القديم التى تعمل بالسولار بمحرك يعمل بالغازالطبيعى بالإضافة إلى تركيب اسطوانات الغاز وقد خاضت هيئة النقل العام هذه التجربة الرائعة بمهارة عالية وناجحة . وأن أسوأ أنواع الوقود هو السولار يليه البنزين ثم يأتى أقل انواع الوقود ضررا وهو الغاز الطبيعي.ويأتى هذا المشروع فى وقت تسعى فيه للحد من الانبعاثات وثانى أكسيد الكربون فالسيارات العاملة بهذا الغاز أقل السيارات انبعاثاً فهو طاقة نظيفة.ويتميز الغاز المضغوط بمزايا عديدة حيث تستخدمه أكثر من 83 دولة فى العالم لتسيير نحو 15 مليون سيارة خاصة فى مجال المواصلات العامة وسيارات الأجرة بالإضافة إلى سيارات النقل. ومن أولويات الغاز الطبيعى الحفاظ على أعلى معايير الجودة والأمن والسلامة فى تشغيل المحطة والسيارات والآليات الأخري شكل جيد اللواء نور درويش نائب رئيس شعبة السيارات بالغرفة التجارية يقول : تجربة استخدام الغاز الطبيعى لسيارات النقل العام تجربة جيدة وناجحة كوقود صديق للبيئة له ميزة تتمثل فى تخفيض الاحمال البيئية للملوثات المنبعثة بالمقارنة بالسولار والبنزين.والغاز الطبيعى لا يسبب ضررا للمحرك كما ان الكربون لا يحافظ على المحرك بدليل أن كل السيارات الحديثة تعمل بانظمة حقن متطورة هدفها تقليل الكربون فى الانبعاثات الصادرة من المحرك ومن الناحية الاقتصادية فان تكلفة الغاز الطبيعى تحقق وفر يصل الى 75% عن البنزين.أما بخصوص ضرورة دوران المحرك غلى الغاز فى الصباح لمدة 5 دقائق وهو مايسمى بالتسخين ثم التحرك بالسيارة وكذلك ضرورة تحويل السيارة الى بنزين قبل اطفاء المحرك فان انظمة التحويل الحديثة (الحقن المتزامن ) بالسيارات ذات الحقن الالكترونى تقوم بحقن الغاز من خلال رشاشات خاصة ويوجد بها وحدة تحكم الكترونية تقوم بادارة المحرك على البنزين ثم التحويل للعمل بالغاز عند وصول درجة حاراة مياه التبريد الى الدرجة المناسبة لعملية التحويل وهى تتراوح بين 30 الى 40 درجة مئوية وهى درجة ملائمة جدا لعمل السيارة على الغاز بشكل جيد. مبينا :الغاز الطبيعى المستخدم فى سيارات النقل العام وقود نظيف ويحافظ على البيئة فضلا على أنه آمن ففى حالة وجود تسريب فإن الغاز يتسرب الى الاعلى ولا يشتعل الا تحت درجات حرارة عالية ويسهم إنجاز وتشغيل المحطة ليس فقط فى توفير موارد الدولة من الغاز الطبيعى لتلبية الاحتياجات المتنامية للوقود على المستوى المحلي. بل أيضاً فى التوسع فى مجالات استخدامه ضمن قطاع النقل والمواصلات. نظراً لما يتميز به هذا الوقود من ناحية السلامة ومواصفات الاحتراق وتأثيره الإيجابى على البيئة حيث يجعله كل ذلك بديلاً مستداماً وأكثر جدوى من البنزين ووقود الديزل فى قطاع النقل والمواصلات.ويستطيع متر مكعب واحد من الغاز الطبيعى تحريك السيارة للمسافة التى تتحركها باستخدام لتر واحد من البنزين