استطاعت شركة غازتك، العاملة فى مجال تموين السيارات بالغاز الطبيعى، توفير نحو 624 مليون جنيه من الدعم الحكومى المدفوع للمنتجات البترولية السائلة خلال عام 2011، وذلك عن طريق تحويل نحو 9.101 ألف سيارة من العمل بالبنزين والسولار إلى العمل بالغاز الطبيعى، «تجربة تحويل السيارات للعمل بالغاز الطبيعى، تساهم فى تخفيض فاتورة الدعم المقدم للمواد البترولية»، وفقا لما قاله فؤاد رشاد، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب للمصرية للتكنولوجيا الغاز «غازتك»، فى تصريحات خاصة ل«الشروق». وأشار رشاد إلى أن تحويل السيارات سيوفر للحكومة قيمة الدعم المقدم لكل من السولار والبنزين، «خاصة أن ما تنفقه على دعم الغاز الطبيعى يعد منخفضا مقارنة بدعمها للمواد الأخرى، بالإضافة إلى أن مصر تعد من الدول المنتجة للغاز»، وفقا لرشاد، مضيفا أن إجمالى الاستهلاك المحلى من الغاز الطبيعى يبلغ نحو 3% من إجمالى الإنتاج، «وإذا قامت الحكومة بتبنى خطة الإحلال، فإنه من المتوقع أن يرتفع الاستهلاك إلى 4 أو 5% من إجمالى الإنتاج وهو ما لا يمثل مشكلة»، على حد تعبيره.
وأشار رشاد إلى أن المتر المكعب الواحد من الغاز الطبيعى يعادل لترا من البنزين أو السولار، «مع التحويل للعمل بالغاز ستوفر الحكومة فرق الدعم دون شعور المواطن بأن استهلاك السيارة من الوقود قد تغيير»، مشيرا إلى أن سعر الغاز الطبيعى يقدر بنحو 45 قرشا، بينما تصل قيمة الدعم المقدم لكل لتر من البنزين نحو 3 جنيهات، كما تدعم الحكومة لتر السولار بنحو 3.8 جنيه، «مع تطبيق تجربة تحويل السيارات للعمل بالغاز ستنخفض تكلفة الدعم المقدم لكل من البنزين والسولار، بالإضافة لتوفير سيولة للحكومة من بيع هذه المنتجات إلى المصانع المستهلكة لها بالأسعار العالمية»، بحسب رشاد.
ويذكر أن الحكومة تقوم بدعم السولار بنحو 45 مليار جنيه من إجمالى الدعم المقدم للمواد البترولية والذى يبلغ 95 مليار جنيه، كما أنه من المتوقع أن تزيد قيمة الدعم المقدم للسولار لتصل إلى 50 مليار جنيه، بنهاية العام.
«تكلفة تحويل السيارات للعمل بالغاز ليست كبيرة، خاصة أن التوفير الناتج عن عملية التحويل يعد مرتفعا»، بحسب رشاد، مشيرا إلى تكلفة تحويل السيارة للعمل بالغاز الطبيعى تتراوح ما بين 5 آلاف جنيه و6.5 ألف جنيه تتحدد حسب نوع المحرك، «وهو ما سيوفره خلال فترة بسيطة نتيجة التحويل»، تبعا لرشاد.
ويبلغ إجمالى عدد السيارات العاملة بالغاز الطبيعى على مستوى الجمهورية نحو 162 ألف سيارة، وتستهدف خطة وزارة البترول تحويل 24 ألف سيارة جديدة للعمل بالغاز الطبيعى خلال العام المالى الحالى 2012/2011.
«لابد من تسهيل الحصول على تراخيص لإنشاء محطات الغاز الطبيعى لتعميم فكرة التحويل»، وفقا لرشاد، مضيفا أنه العديد من مالكى السيارات يبدون تخوفهم من تحويل سياراتهم للعمل بالغاز، مع قلة أعداد محطات الغاز خلال الفترة الحالية،» جميع الشركات العاملة فى مجال الغاز على استعداد لإنشاء العديد من المحطات فى جميع أنحاء الجمهورية»، وفقا لرشاد.
«فكرة التحويل للعمل بالغاز لم تقتصر على السيارات الخاصة، لكنها تشمل تحويل الأتوبيسات المملوكة لهيئة النقل العام، والتى تحصل على النصيب الأكبر من الدعم المقدم للسولار»، وفقا لرشاد، الذى أوضح أن شركة غاز تك قد قامت بتوقيع عقد تنفيذ محطات تمويل الأتوبيسات بالغاز الطبيعى مع جراجات هيئة النقل العام فى كل البساتين، المطرية، شارع بورسعيد، حلوان، حيث تبلغ تكلفة المحطة الواحدة حوالى 25 مليون جنيه بالإضافة لإنشاء محطة لخدمة الجمهور بنفس الجراجات.
ومن المتوقع أن يبدأ كل جراج بإمداد 100 أتوبيس بإجمالى أربعمائة أتوبيس كمرحلة أولى، حيث يبلغ معدل استهلاك الأتوبيس الواحد من السولار 200 م3 يوميا، «ومع تحويلهم سيتم توفير حوالى 111 مليون جنيه سنويا من دعم السولار المدفوع لنفس عدد الأتوبيسات»، بحسب رشاد.