نعم.. كل عام ومصر هي التي بخير.. فليس هناك مذاق لطعم الخيرأو معني لكلمة الطيبة أو مجال للفرحة.. أورغبة داخلنا في أن نُهنئ بعضنا البعض بالعيد كمصريين.. ونحن غير مطمئنين علي أن مصر بخير أو أنها فعلا طيبة! تبادل التهنئة بكلمات " كل سنة وأنتَ أو أنتِ طيبة" لاتعني أن أي منا بخير مادامت مصر كوطن حبيب غير متواجدة بعد علي خريطة الاطمئنان أو الآمان أو الخير! هذا الدعاء لبعضنا البعض بأن يكون عامنا بخير لن يكون له أي أساس من الحقيقة الآن علي أرض الواقع حتي هذه اللحظة إلا إذا انقشعت غمامة مؤامرات تقسيم جسد مصر لإجزاء.. واجتزاء خصوصيتها.. وضرب وحدتها الوطنية في مقتل.. هذا العام لم يكن هناك إحساس بوجود وقفة للعيد.. كما أنه ليس هناك رغبة في تقاسم التهنئة بفرحة العيد - رغم احتياجنا وافتقادنا بشدة لاستعادة إحساسنا بمعني الفرحة والسعادة - والتي ربما نسيناها في السنوات الماضية.. اللهم إلا من لحظات فرحة حقيقية رسمها الشعب المصري العظيم بنفسه ولنفسه في لحظات التحامه بميادين الحرية.. آملا أن يستجيب الله والقدر لمطالبه بعد أن ضحي بكل مايملك.. وبكل مايمكن أن يملك.. وهل هناك قدرة لشعب في التعبير عن رغبتة وإصراره علي الحفاظ علي خير الوطن أكثر مما فعل شعب مصر.. أم أن هناك المزيد مما عليه أن يفعله؟ هوإذن سؤال صار يتردد صداه بقوة .. في كُل مكان يمكن أن يصل إليه السمع في أي مكان من مصر.. وفي كُل شارع من شوارع مصر.. وعلي كُل لسان في مصر. والحقيقة أنني وغيري مازلنا نقف في منطقة التساؤل - عن مساحة الخير المتاحة في مصر ولمصر؟ ومازلنا ننتظر بحذر إجابة له.. وهي ربما إجابة مازالت غامضة ومنقوصة كإجابة داخليا.. أوربما وياللعار- مازالت مُنتظَرة من جانب البعض ممن باعوا ضمائرهم أن تأتي خارجيا! وكأن مصر تتنظر الإيذان لها بالاحتفال بموعد عيدها الديني الإسلامي أو عدم الاحتفال به وفقا لما ستسفر عنه تصريحات لسان أعجمي دخيل لاينتوي لنا عيدا طيب الملامح.. بل يريد أن يسرق منا فرحة هذا العيد وآمانه وخيره وطيبته! إن مايحاك ضد مصر داخليا وخارجيا لم يعد خافيا.. بل صارا مفضوحا مكشوفا سافرا.. ومع هذا فإن تأجيل احتفالنا بفرحة عيدنا لايعني أننا أسقطنا حقنا في الاحتفال به.. بل يعني أننا نُصّر علي أن ننتزع الحق في احتفال مصر به أولاً.. بعد احتفالنا بانتشالها من الحصار .. وتحريرها من الاختطاف.. وبعد أن نفعل هذا بكُل مانملكُ من إصرار وإيجابية وتفاؤل لأن الله أنعم علي مصرنا بقوة فعل إرادتنا كشعب.. وبقدرتنا علي التصدي لنوايا عدونا.. كما أفاض عليها بشهامة ورجولة جيشها.. وقادة جيشها.. وبعزم رجالها ونسائها وشبابها.. اللهُمّ ندعوك لاسترداد فرحة عيدنا..وأن نحرر مصرنا من مؤامرة التقسيم الأمريكية الصهيونية.. وعندها ستبدأ لحظة الاحتفال بعيد مصر وعيدنا.. مسك الكلام.. فرحتنا بعيد الفطرمؤجلة بعد طول الصيام .. حتي تُصبح فعلا وطنيا خالصا لا مُجرد كلام!