الآن اكتشف الشعب المصري أن أزمة السولار والبنزين التي شلت الحياة في المحافظات المختلفة كانت بسبب التهريب الي غزة عبر الأنفاق باستخدام مضخات الوقود وأنابيب ناقلة وهو ما كشفته قوات الجيش في حملاتها الواسعة النطاق ضد الأنفاق المخصصة للتهريب ، وقامت بتدمير عدة مضخات لنقل الوقود، بالإضافة إلي تدمير عدد أخر من الأنفاق المخصصة لتهريب السلع والبضائع ومواد البناء وهذا ما كشفناه في » أخبار السيارات » علي مدي أكثر من شهرين في سلسلة مقالاتي الأخيرة سواء بالمجلة أو في أخبار اليوم . ولأن التهريب كان بكميات ضخمة فقد كشفت جرافات القوات المسلحة أثناء عمليات الإزالة عن وجود ماكينات تعمل بالكهرباء مخصصة لضخ الوقود المهرب عن طريق الأنفاق وقامت بتدمير 23 مضخة وقود ونحو 20 خزانا حتي الآن ، بإجمالي محتوياتها التي تصل لمليون لتر من انواع الوقود المختلفة . وتقدر الكميات التي كان يتم ضخها يوميا. ولأنها قضية أمن قومي فكان تكاتف لقوات الجيش والشرطة واستطاعا ردم نحو 80% من انفاق تهريب الوقود الي غزة وتدمير كمية كبيرة من الخطوط والشفاطات الحديدية التي تستخدم في شفط الوقود ، وكانت تهرب نحو 150 ألف لتر بنزين وسولار يوميا عبر الأنفاق الواقعة في منطقة صلاح الدين الحدودية بمفردها وبعد توقف التهريب انتهت أزمة الوقود في مصر و خفت بشكل كبير حدة الزحام علي محطات الوقود بالمحافظات، ولم تشهد المحطات الطوابير التي كانت مستمرة لنحو العامين عشنا فيها المعاناة والألم في الوقت الذي كان ينعم أهل غزة بالكهرباء والوقود مكافأة لهم علي اخلاصهم في قتل المصريين . وبانتهاء الأزمة في مصر بعد توقف التهريب ظهرت داخل غزة التي اختفي منها السولار والبنزين المصري ، ووصلت نسبة العجز في القطاع 75% وما زالت تتفاقم يوما بعد يوم ، نتيجة عدم وجود حلول جذرية لها ، وأدت الأزمة إلي اصطفاف السيارات طوابير طويلة جداً أمام محطات الوقود المنتشرة علي طول قطاع غزة، مما يسبب حالة من الاختناقات المرورية اليومية، دون إيجاد حلول جذرية من قبل المسؤولين في حكومة عزة المقالة. وبدأ السكان يصبون جام غضبهم علي حركة حماس التي دخلت في عداوة مع الشعب المصري الذي اكتشف خيانة حماس سواء باقتحام السجون وقتل المتظاهرين السلميين أبان ثورة 25 يناير ، أو بالمشاركة في الهجمات الارهابية المتكررة بعد ثورة 30 يونيه . أما القضية المتهم فيها 6 من القيادات السابقة بشركة مصر للبترول فقد أثبتت تحقيقات النيابة العامة ان المتهمين باعوا الوقود لأعراب بشمال سيناء وتهريبه الي غزة بشكل متكرر ، وحصر المحضر الكميات التي هربت وهي 14 مليونا و100 الف لتر بنزين 92 ، و712 مليونا و500 الف لتر كيروسين ، و64 مليونا و450 الف لتر بنزين 90 ، و ملياران و153 مليونا و200 الف لتر بنزين 80 ، و3 مليارات و84 مليونا و 450 الف لتر سولار ، وهو ما يقترب من 6 مليارات من لترات الوقود بأنواعه المختلفة. حتي لا ننسي حتي لا تأخذنا الفرحة بنجاح ثورة 30 يونيو لابد أن نتذكراعادة تشغيل مصنع النصر للسيارات و تحقيق حلم امتلاك سيارة مصرية . حل المشاكل المترتبة علي اتفاقية الشراكة الأوربية والتي تهدد باغلاق مئات المصانع المغذية للسيارات والتي يعمل فيها الآلاف من المصريين . اعادة النظر في الجمارك بما يخدم التصنيع والصناعة في مصر.