استعادت أنفاق التهريب الممتدة بين الحدود المصرية مع قطاع غزة عافيتها بشكل جزئي؛ حيث تمكنت من تهريب كميات كبيرة من الوقود ومواد البناء والغذاء منذ عودتها للعمل بشكل جزئي الأحد الماضي، بحسب ما قال ملاك أنفاق ومصادر في حكومة غزة. وقال مصدر في هيئة الحدود والأنفاق التابعة لحكومة غزة إن «20 نفقاً عادت إلى العمل بشكل جزئي منذ الأحد الماضي من أصل 250 نفقا لا زال معظمها مغلقاً بسبب التشديدات الأمنية المصرية على الحدود». وأوضح المصدر، الذي رفض الكشف عن هويته، أن من بين العشرين نفقاً التي عادت إلى العمل 8 لتهريب مواد البناء، و6 أنفاق تعمل على تهريب الوقود السولار والبنزين، إضافة إلى 6 أنفاق لتهريب المواد الغذائية وأسطوانات الغاز. وقال المصدر إن «كميات المواد التي تم تهريبها أقل كثيرا من كمية المواد التي كان يتم تهريبها قبل التشديدات الأمنية المصرية» الأخيرة. وأوضح أن الأنفاق التي عادت إلى العمل تهرّب ما بين 40 إلى 50 شاحنة يومياً من أسمنت البناء في حين كان يتم تهريب 300 إلى 400 شاحنة يومياً من الأسمنت قبل الأزمة الأخيرة. وأشار إلى أن عمال الأنفاق تمكنوا من تهريب 3 ملايين لتر من الوقود (البنزين والسولار) خلال الأيام الخمسة الماضية، بمعدل 600 ألف لتر يومياً، مبيناً أن كميات الوقود يتم توزيعها بشكل متوازن بين محطات الوقود والشركات والمؤسسات والدوائر الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص. وفي السياق، أكد مالك أحد أنفاق تهريب الوقود أن الجيش المصري دمر، الجمعة، أربع مضخات تضخ الوقود داخل أنفاق التهريب، ودمر خزان وقود يحتوي على 500 ألف لتر من السولار. وأوضح مالك النفق - الذي رفض الكشف عن هويته - أن 8 أنفاق لتهريب مواد البناء عادت للعمل من أصل 50 نفقا كانت مخصصة لمواد البناء. وأضاف أن ما يتم تهريبه يومياً من الأسمنت لا يزيد عن 400 طنا، بالإضافة إلى 400 طنا من حصى البناء الصغيرة، فيما كان في السابق يتم تهريب أكثر من 2000 طنا من الاسمنت يومياً. وقال إن «عمليات التهريب تسير ببطء وبمخاطرة كبيرة، بسبب التواجد الأمني الكبير لقوات الجيش خاصة قرب الحدود بين قطاع غزة ومصر». ولفت إلى أن نقل المواد المهربة إلى الأنفاق يتم بواسطة شاحنات صغيرة وبصعوبة بالغة، بينما كان في السابق يتم بواسطة شاحنات كبيرة. من ناحيته، قال مالك نفق لتهريب المواد الغذائية إن نفقه عاد إلى العمل منذ ثلاثة أيام وتمكن من تهريب كميات كبيرة من السكر، والأرز، والدقيق. وأكد كذلك أن التهريب يتم بصعوبة بالغة وبمخاطرة كبيرة على حياة العاملين خاصة المهربين في الجانب المصري، نتيجة الهجمات المتكررة للجيش على الأنفاق. وتسببت التشديدات الأمنية بإغلاق الأنفاق المنتشرة أسفل الحدود المصرية الفلسطينية بشكل كامل، منذ السبت 1 يوليو الجاري، ما أدى إلى دخول قطاع غزة بأزمة وقود حادة تسببت بتعطيل قطاعات الصحة، والبلديات، والمواصلات.