ان تدرك معني الاشياء ... تعدى الشارع ذ تسقى الزرع ذ تلبس الحذاء ذ تهرش ذ تسقى حيوان ذ تقراء الوجوه دون اى حوار بينك وبين من بجانبك فى الميدان ...رغم الضغط النفسى الشديد ، سمة الوشوش سمحة ،تعكس عليك احساس الطمأنينة ذ لم انسى يوم 30 -6 الرجل الذى جلب لى كرسى كى استريح والآخر الذى أراد أن يسقينى شاى وقهوة ، وهو كان من الواضح انه نام وقام بنفس هندامه على مدار أيام ، والغريب أننى لم أتقزز ولو للحظة من الطين أو الغبار وآثاره وهو يقول لى ويمد يده بكوباية الشاي، دا أنا غسلها كويس ، ما تقرفيش ، ورغم حساسيتى الشديدة تجاه رائحة العرق عموما لم يضايقنى منظره على الإطلاق ولا حتى شميت الرائحة ... وهنا ، احسست بينى وبينى نفسى وأنا اخد رشفة من الشاى ما أحلى إحساس التوحد معا رغم الحر والزحام ، الكل واحد ذ غنى وفقير ذ ست وراجل ذ جاهل او متعلم ، فى قلب ونفس واحد يقول ،، يارب أدركت أننى فى حالة وقفة مع النفس وتذكرت السؤال الذى يسألنى عنه أقربائى فى المهجر ( قاعد ليه ؟ ...البلد راحت خلاص ) ، لم أعلم أننى أعشق بلدى من أعماقى إلى هذا الحد إلا حينما واجهت نفسى نفس السؤال ، هنا أيقنت إننى كما شجر الكافور جذورى ضاربة فى الأرض ، أموت لو خلعت منها ... نعم أعشق تراب بلدى . أن تدرك وتحس فأنت على قيد الحياة وما أحلى الحياة وما أحلى أن تكون ذاتك مثلما كتبها لى الراحل مجدى كامل كى اتغنى بها ... ما تكونش فى يوم غير ذاتك باديك ارسمها حياتك وان كسروا جناح عصفورك او كنت سجين ورا سورك واخرج من ذل سكاتك ما تكونش فى يوم غير ذاتك افتح بابك للشمس المس الحلامك لمس كون نفسك من اللحظة دى كونها بصدق وحرية يا حتقدر على الدنيا يادى يا عليك راح تقدر هى لو كان الحلن بعيد وطريقك صعب وعنيد اسبح على الموج العالى امسك باديك الكون مهما حتستنى ليالى حتقدر بكره تكون ... يا قلبى ماهذا الاحساس الدفين داخلى ... مزيج من الخوف والاصرار والامل زيا خوفى من بكره واللى مخبيه ز مثلما كانت تردد أمى الاصرار على المبدأ الاصرار على الحق والحرية والإنطلاق للامام مثلما علمنى والدى والامل فى ربنا الذى ز له حكمة فى كل ما يدور من حولنا ز مثلما كانت تقول لى جدتى ... ياليتهم كانوا معى فى الميدان ... ترحمت عليهم ، وشكرت ربى انه عافاهم من احساس القلق والخوف من بكره ...كم تمنيت ان يسمعانى كم تمنيت ان يسمعانى وان اقول زان ينصركم الله فلا غالب لكم ا... انا متاكدة انهم يسمعوننى ... كان يوم جميل ذ احساس رهيب بداخلى وبعدها بدأت أدمن نزولى للميدان كثيرا وأسعد اكثر بالتعرف على ناس من غير سابق معرفة ذ وما أحلى الصدف التى تصنع صداقة بريئة ذ كنا نبحث عن بعضنا البعض دون ميعاد ذ الكل توحد على إحساس حب هذا الوطن . أدركت أن لصمتى صوتا عالى ولغة عميقة وأن خير الكلام ما قل ودل ،،الفعل ،، ونحن جالسين جانب الى جنب دون حوار نحمى بعضنا البعض ونصرخ فى وجه الشر ،، لم ولن تفرقوننا وأكبر دليل على هذا كان صوت أجراس الكنائس التى دقت فى نفس وقت انطلاق مدفع الافطار والتى كانت خير تعبيرا عن هذه الوشوش السمحة ذ مسلم ذ مسيحى معا ذ مصر التى كانت وحشانى ... رجعت ... تحيا مصر .