لأتفه الاسباب يرتكب البعض جرائمهم ، و ما كان يمكن تفاديه و حله بكلمة صار سببا لجريمة قتل ،و الغريب أن البعض لا يكظمون غضبهم فى مثل هذه الايام المفترجة ، هذه الجريمة التى راح ضحيتها شاب فى مقتبل العمر وشقيقه الآخر يواجه الموت بإحدى المستشفيات، الشقيقان قررا ألا يقفا صامتين امام عدد من الشباب الذين ظلوا يلعبون كرة القدم بعد انطلاق مدفع الامساك و تتصاعد اصواتهم ، وعندما عاتب احدهما هؤلاء الشباب حدث ما لم يتوقعه احد .. عقارب الساعة تقترب من الرابعة فجرا حيث موعد مغادرة المقدم عمرو السعودى رئيس مباحث الوراق مكتبه متجها إلى منزله بعد عناء يوم مليء بالمشاكل والجرائم فجأة يصل بلاغ يخبره بنشوب مشاجرة كبيرة بشارع الصلاح المتفرع من عبدالمنعم رياض بالوراق بين عدد من الشباب بسبب لعب الكرة . على الفور ذهب رئيس المباحث ومعه النقيب حسن مدني معاون مباحث وقوة من مباحث القسم لمكان المشاجرة وهناك كان المشهد اشبه بساحة الحرب فى البداية قام رئيس المباحث بإطلاق اعيرة نارية من سلاحه الميرى فى محاولة لتفرقة طرفى المشاجرة لكن لم يستجب احد وعلى الفور امر القوة المرافقة له بالتعامل مع المشاجرة وبعد ساعة كاملة من تبادل اطلاق النار بين الطرفين وضباط الشرطة تمكن المقدم عمرو السعودى من السيطرة على الموقف لكن اسفر ذلك عن مصرع شاب واصابة شقيقه . دورة رمضانية وبإجراء التحريات وسماع شهود العيان تبين أن سبب المشاجرة قيام مجموعة من شباب المنطقة بتنظيم دورة رمضانية لكرة القدم على أن تبدأ بعد العشاء حتى موعد آذان الفجر ويكون مكان اللعب فى الشارع ومر اليوم الاول والثانى والثالث حتى بدأ استياء سكان المنطقة من الصوت العالى لهؤلاء الشباب بالإضافة إلى انهم يشغلون الشارع بأكمله بمعنى ممنوع ركن السيارات والسير فقط كل هذه الامور اثارت استياء وغضب السكان الذين قرروا عدم السكوت وقاموا بمواجهة هؤلاء الشباب وطلبوا منهم اللعب فى المكان المخصص لكرة القدم لكن هذا الطلب تم رفضه وقام شاب من المنظمين للدورة يدعى مصطفى السيد بالمشاجرة مع اهالى المنطقة وقام باستخراج مطواة من بين ملابسه وظل يلوح بها يمينا ويسارا وانتهى الامر عند هذا الحد والجميع التزم الصمت من سكان المنطقة وذلك منعا للمشاكل . دماء فى الشقة وتوضح سطور المحضر أن بعد ساعات من فض المشاجرة تجددت الخلافات مرة اخرى بين احد السكان ويدعى ميلاد وبين الشاب الذي يدعى مصطفى منظم الدورة وسرعان ما تطور المشهد وقام ميلاد بسكب مياه على هؤلاء الشباب من شباك منزله هذا الامر اثار استياء الطرف الآخر وقاموا بالصعود إلى منزل الشاب واخرج مصطفى مطواة من بين ملابسه وقام بطعن ميلاد عدة طعنات ولم يتركه إلا وهو جثة هامدة وعندما حاول شقيقه ميشيل التدخل قام الشاب بمعاونة صديق له يدعى عبدالله بطعن شقيق المجنى عليه وتناثرت الدماء فى ارجاء الشقة ، وفر المتهمان هاربين من اعلى سطح العقار خوفا من بطش الاهالى بهم . على الفور امر رئيس المباحث بنقل الجثة وشقيقه المصاب إلى مستشفى امبابة العام واخطار اللواء محمد الشرقاوى مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة الذى امر بتشكيل فريق بحث بقيادة العميد عرفة حمزة رئيس مباحث قطاع شمال الجيزة والعقيد درويش حسين مفتش المباحث لكشف غموض الحادث وسرعة القبض على المتهمين. قام رئيس المباحث بتتبع خط سير المتهمين من خلال المخبرين السريين الذين رصدا خطواتهما وتبين انهما منذ وقوع الحادث لم يدخلا المنطقة ومقيمان عند احد اصدقائهما بمنطقة المنيرة الغربية بامبابة واثناء خروجهما فى ساعة متأخرة من الليل تم وضع عدد من الاكمنة وملاحقتهما امنيا وفى اقل من 24 ساعة من ارتكاب الجريمة تم القبض عليهما وبمواجهتهما بالواقعة اعترفا بارتكاب جريمة القتل من مطواة كانت بحوزة المتهم الاول مصطفى السيد . لحظة ندم داخل قسم شرطة الوراق كانت اعترافات المتهمين كالآتى حيث تحدث المتهم الاول قائلا : اسمى مصطفي السيد 20 عاما اعمل فى ورشة رخام وظل يبكى بشكل هستيرى قائلا : انا مش مجرم ولا بلطجى انا كل الحكاية اني بحب الكرة وكنت بدافع عن حبى لها فالمتهم الحقيقى هو المجنى عليه لانه هو اللى بدأ بالشر وقام بسبي انا وزملائى وقام برش المياه اثناء لعب الكرة يعنى هو اللى ابتدي ولم يكتف بذلك بل حرض الجيران على . ويستكمل المتهم قائلا : هذه ليست المرة الاولى اللى ننظم دورة لكرة القدم فهى تقام فى رمضان فقط من كل عام . والآن انا اعترف أننى قتلت ميلاد لكن صدقونى غصب عنى انا كنت بدافع عن نفسى وكرامتى قدام الجيران وشباب المنطقة بعد ما قام ميلاد بسبي بأبشع الشتائم وإلقاء المياه عليّ من شباك منزله وقتها جن جنونى واقسمت أننى لن اتركه وبالفعل قمت بالتوجه إلى منزله بدأت بسبه مثلما فعل معى لكنه حاول التعدى عليه هو وشقيقه ميشيل وعندما بدأ يعلو صوتى قام صديقى عبدالله بالتشاجر معهما وفجأة تحولت الى شيطان وقمت بطعن ميلاد عدة طعنات تعدت ال30 طعنة ولم افق لنفسى إلا وهو غارق فى دمائه وجثة هامدة ، وطعنت شقيقه ميشيل هو الآخر حوالى 8 طعنات حتى فقد الوعى وسقط على الارض بجوار شقيقه المتوفى . وقتها طلب منى عبدالله الهروب وقام بإطلاق عدة اعيرة نارية من فرد خرطوش كان بحوزته حتى يفرق السكان وتمكنا من الهروب خوفا من بطش اهالى المنطقة بنا . وفى النهاية تحدث المتهم قائلا : انا نادم على ما فعلت لانى فى النهاية ميلاد جارى ومكنش ينفع اعمل فيه كده خاصة انه يتمتع هو واسرته بحسن الخلق والسير والسلوك لكن اعمل ايه في الشيطان الذى جعلني متهما وفى مثل هذه الظروف . بينما حاولنا التحدث مع المتهم الثانى لكنه رفض وكان فى حالة صحية سيئة وظل يتمتم بكلمات غير مفهومة . والآن يرقد المجنى عليه الثانى فى المستشفي بين الحياة والموت حيث مصاب بعدة جروح قطعية في جميع انحاء جسده . وبعرضهما على اللواء حسين القاضي مساعد وزير الداخلية مدير امن الجيزة أمر بإحالة المتهمين إلى النيابة التى امرت بحبسهما 4 ايام على ذمة التحقيقات بعد أن وجهت لهما تهمة القتل العمد وحيازة سلاح ابيض للمتهم الاول وللثاني حيازة سلاح ناري بدون ترخيص .