كل يوم دم طاهر يسيل.. لا يمر يوم إلا ومصري أو مصرية يقتل دون ذنب جناه أو جنته.. مواطنون عاديون يعتنقون أفكارا عادية.. أسرة عادية في سيناء.. تلقي حتفها بصاروخ وقت الإفطار.. ثلاث نساء بالمنصورة خرجن في مظاهرة دفاعا عما يعتقدونه صح.. تأتيهم رصاصات غادرة من بلطجية.. فيقتلون في الحال.. دون أي ذنب إلا أنهم يتظاهرون سلميا في المدينة المجاهدة التي خرجت عن بكرة أبيها ذات يوم لتهزم الفرنسيين ويتم أسر قائدهم لويس التاسع عشر في دار ابن لقمان الشهيرة في المنصورة. من حقي أن اختلف في الرأي.. لكن ليس من حقي أن اعتدي عليك لمجرد هذا الاختلاف.. واذا هممت إلي لتقتلني لن أمد إليك يدي لأقتلك.. فأنا أفضل أن تبوء بذنبي وذنبك أمام حساب الله.. لكن إن كان القتال كما قال رسول الله صلي الله عليه وسلم بأنني أحرص علي قتلك مثلما تحرص أنت علي قتلي.. فالقاتل والمقتول في النار.. لهذا يجب أن نفرق بين المظاهرة السلمية.. والأخري غير السلمية.. أو التي يندس فيها البلطجية.. ولا تكون مظاهرة مأمونة.. فيجب أن نثق في أخوتنا بالجيش والشرطة.. والقانون يلزمهما بتأمين المظاهرة.. ويجب أن نتعلم كيف يكون الاعتراض علي الدولة ونظامها سلميا وآمنا وبطريقة لا تضر الآخرين ولا تعرقل أعمالهم ولا تعطل المرور ولا تضيق الخناق علي السكان بمنطقة المظاهرة أو الاعتصام. من حق أنصار الرئيس السابق محمد مرسي أن يعترضوا علي حجزه في مكان آمن أو إقالته أو إلغاء مجلس الشوري.. لكن ليس من حقهم أن يعطلوا مصالح الناس ويغلقون الشوارع والميادين العمومية.. أو يتبرزوا في مداخل وسلالم العمارات.. أو يناموا في الطرقات كل ذلك إيذاء لمشاعر السكان وغلق لأبواب الرزق للناس في المنطقة.. ودائما اسأل نفسي هل أبناء وأسر قيادات جماعة الإخوان معتصمون أيضا في رابعة.. هل يخرجون في مسيرات العنف والمظاهرات التحريضية التي تتم ضد الجيش والشرطة والشعب.. لم أسمع أن أحدا من أبناء القيادات الإخوانية اصيب.. لكن الأبرياء يسقطون ضحايا للخطب التحريضية التي يلقيها قيادات الإخوان! ارجو ألا نضحي بالبسطاء بينما يهرب القيادات إلي أماكن مجهولة.. وأفضل ما أرجو أن نضحي بالدنيا ونرضي بما كتبه الله علينا.. وأن نترك الشعب يعيش ويبني بلده بالطريقة التي يريدها. الإرادة الشعبية أقوي من تخيلات مريضة وأوهام تعشعش في عقول بعض الإخوان! دعاء: اللهم اني استغفرك لكل ذنب خطوت إليه برجلي أو مددت إليه يدي أو تأملته ببصري أو اصغيت إليه بأذني أو نطق به لساني أو اتلفت فيه ما رزقتني.. ثم استرزقتك علي عصياني فرزقتني.. ثم استعنت برزقك علي عصيانك فسترته.. علي وسألتك الزيادة فلم تحرمني.. ولا تزال عائدا علي بحلمك واحسانك يا أكرم الأكرمين. آمين