وددت لو أني لم أفصح بمشاعري نحوه، وهو يقتنص اللحظة من لُباب الزمن ومن ضميره، ما كان لأي وطني حر أمسك بالحقيقة وهي تتلاشي ثم تمتد أيد أثيمة لتزيفها وتحاول محوها ليحل محلها أكاذيب كبري تتآكل معها حدود الوطن، وتصبح مصر مجرد ذكري علي خريطة العالم. كانت هذه هي اللحظة الفارقة لو أفلتت من يده لانهار المعني وانشقت الارض وابتلعتنا جميعا، فلا نامت أعين الجبناء الذين يهربون اليوم من الحقيقة ويتخفون وراء خوفهم المعهود، يديرون ظهورهم للزمن ويتركون الرجل وحيدا في معركة مصيرية ليس دونها الا ضياع مصر، لذلك كان حقا علينا أن نقف معه وقفة الرجال كما فعل هو وقدم نفسه، مايزال علي عهده حتي هذه اللحظة، يدعونا وليس في قلبه الا الفداء الخالص، وفي يقينه إيمان أعمق، ادرك به الخطر المحدق بالبلاد، والحافة التي تندفع إليها يوما بعد يوم بفعل أحمق متهور، يريد ان يطمس علي هويتنا بأسرع ما يمكن. لقد كان الرجل أبعد نظرا هو والذين معه بما يعتمل في صدور الناس، وقد ضجروا وحل بهم السخط واليأس وبدا أن هناك كارثة محققة سوف تنزل بهذا الشعب، وان الوطن يضيع منا، لم تعد مصر هي.. من هؤلاء الاغراب الذين يشوهونها ويدسون أنفها في الرغام.. من هؤلاء الذين اختطفوها في غفلة من الزمن وجعلوا اهلها اذلة، في غمضة عين، تغرق مصر في اتون السلاح والمخدرات ويتخذها اباطرة الارهاب موطنا من اطرافها بل في قلبها، فهل تلومونه علي انه الرجل الذي جاء به القدر ليمسك باللحظة قبل ان تهوي مصر إلي قاع سحيق ويتخطفنا السفهاء والأشرة في كل مكان، انه لحق علينا وفي رقابنا ألا نترك هذا الرجل العظيم وحده.. يواجه اشرار العالم، وشذاذ الآفاق.. ابدا لا ندعك وحدك. ليرد المتحدث العسكري فورا فجر أمس بدأت المليشيات الالكترونية الموجهة في بث اخبار علي شبكة التواصل الاجتماعي توحي بوجود انقسامات داخل الجيش وان هناك مجموعة من الضباط تبعث برسائل ومنشورات تؤيد عودة مرسي إلي الحكم، والصمت علي مثل هذه الاراجيف يزيد من تأثيرها في هذا الجو المشحون بالشك والريبة، ولست أظن ان ملاحقة هذا الطوفان من الكذب يحتاج إلي وقت طويل من متخصصين اعتقد انهم موجودون بوفرة في جهاز الشئون المعنوية بالقوات المسلحة. هيفاء والسب العلني كان من الضروري ان يتم حذف حلقة هيفاء وهبي من هذا البرنامج وعدم تعريضنا لموجة السباب الوقحة التي فهمها الصغار قبل الكبار انها سب للدين. ان شعب مصر لا يرضي ابدا عن هذا الاسفاف باسم الفن، ولست أشك في ان كثيرا من الملاحقات القضائية سوف تبدأ لنعرف كيف ستعتذر هذه السيدة ومن معها عن سبها للدين الذي كان واضحا ومخزيا.