ليس ما جري أمام مقر الحرس الجمهوري سوي عمل إجرامي مدبر من جانب قادة جماعة الإخوان المسلمين كُلف بتنفيذه الارهابيون المحترفون المنتمون لها ولرافدها جماعة حماس. إنه نفس سيناريو ما حدث يوم 28 يناير 1102 ابان الايام الأولي للثورة في ميدان التحرير حيث تولت فرقة من السفاحين جريمة قتل الشهداء المشاركين في مظاهرات اسقاط نظام الرئيس الاسبق مبارك. هذا السيناريو تكرر أمام مقر الحرس الجمهوري بزعم تحرير الرئيس المخلوع محمد مرسي.. ولأنهم تعودوا علي الكذب والتضليل فقد أوهموا المتظاهرين المغيبين انه موجود في استراحة الحرس الجمهوري. رغم أنه من المؤكد أن كل عاقل لابد أن يدرك أنه قد تم نقله بعد عزله الي مكان غير معلوم حتي يتم اتخاذ الاجراءات القانونية بشأنه. اعتمدوا علي هذه الاكذوبة لدفع المخدوعين إلي الهجوم علي دار الحرس الجمهوري الذين سبق لرجاله أن نصحوا وحذروا علنا من مغبة الاقدام علي مثل هذا العمل الجنوني باعتبار أن المنشآت العسكرية خط أحمر. جاءت ساعة الصفر المحددة في الرابعة من صباح أمس للقيام بالهجوم والذي تم التمهيد له بعمليات استفزاز ليتم بعد ذلك الدفع بالجموع المنقادة ومعهم فرق الارهاب لانجاز عملية الاقتحام بغض النظر عما اذا كان مرسي بالداخل أم لا. جري تنفيذ المخطط بنفس اسلوب مذبحة 82 يناير وبنفس أبطاله التابعين لجماعة الإخوان والذين ليسوا سوي الطرف الثالث إياه. أعتقدوا ان سفك الدماء سوف يتيح لهم النجاح في اعادة رئيسهم المخلوع بنفس المنوال الذي مهد لها طريق السطو علي ثورة 52 يناير وصولا الي الحكم. هذا الذي اقوله ليس افتئاتا ولا تحاملا ولا جنوحا الي الظلم ولكنها الحقيقة التي كشفت عنها الاحداث بملابساتها وتطوراتها وطريقة التفكير المحدودة الفاقدة للحكمة. في هذه المناسبة علينا أن نشير إلي ما جاء في الحوار المعلن والمسجل الذي دار بين اللواء الرويني القائد العسكري المسئول عن ميدان التحرير يوم 82 يناير وبين صفوت حجازي ومحمد البلتاجي قطبي جماعة الإخوان، لقد طالبهما بانزال اعضاء الجماعة الذين اعتلوا اسطح المنازل في ميدان التحرير وقاموا باطلاق النار علي المتظاهرين. هذا الذي دار لا يمكن فصله عن عمليات التحريض التي قام بها نفس الشخص وهو صفوت حجازي مبشراً من ميدان رابعة العدوية بقرب اقتحام منشآت الحرس الجمهوري الذي هو أحد فصائل قواتنا المسلحة. انطلاقاً من عملية مراجعة ما سبق من سيناريوهات المخططات الاخوانية فإن ما جري امام مقر الحرس الجمهوري وراح ضحيته العشرات ما هو إلا جريمة مدبرة يتحمل وزرها قادة جماعة الإخوان.