فكم من ضحايا.. أزهقت ارواحهم لأن الحاكم لا يري سوي نفسه ومصلحته أشعر بأن ما يدور الان علي الساحة السياسية في مصر.. مسألة لف ودوران.. وتضييع للوقت.. ولكن لن يفلح الامر.. لان الشعب عندما يريد.. يملي ارادته بكل قوة وحزم.. ويجب ان يعترف الحكام في اي زمان ومكان.. ان الشعب هو مصدر الشرعية.. وليس الدستور.. فكثير من الدساتير بها مواد.. اهدرت حق الشعوب.. وخيبت آمالهم وسمحت بالاستيلاء علي حقوقهم وثروات بلادهم.. ولكن ارادة الشعب لا تخطيء ابدا.. في اختيار من يقود خطواته الي الامام.. من يحقق احلامه وآماله.. من يعي.. قدرة الشعوب علي فعل ما تريد.. ورفض ما لا تريد.. »اذا الشعب يوما.. اراد الحياة.. فلابد ان يستجيب القدر». واذا كان البعض يعول علي صناديق الانتخاب.. فالشعب ايضا من يقرر ان يعطي صوته لمن.. ويرفض اعطاءه لمن!! اذن هو ايضا مصدر الاختيار.. والقرار.. وان من يتحدي ارادة اي شعب فهو يضع حدا لنهايته.. والتاريخ يؤكد ذلك.. بدءا من فرعون وحتي محمد مرسي. فالفطنة والذكاء يجب ان يكون من الصفات الاساسية في فكر اي حاكم.. واختيار الوقت المناسب لاتخاذ القرار الحكيم.. وايثار مصلحة الوطن التي تعلو فوق اي اعتبار. فكم من ضحايا.. أزهقت ارواحهم وان الحاكم لا يري سوي نفسه ومصلحته.. وتكون نهايته في مزبله التاريخ.. فيجب ان يتعلم الحكام الدرس.. ويعوا فصوله.. فالنهاية واحدة. أجمل اللوحات الخميس: ذهبت الي ميدان التحرير.. لاشارك المصريين.. احسست وانا وسط الناس بمشاعر فياضة متدفقة صافية كنهر النيل.. اطفال.. وشيوخ.. نساء ورجال.. شباب.. الكل واحد.. لم يعد الشعب اثنين.. لا توجد اختلافات.. ولا انقسامات.. ولا مهاترات.. الكل مجتمع علي وطن واحد.. وارض واحدة.. مصر. ما احلي علم مصر.. وهو يتهادي علي كل الرؤوس.. يهز القلوب.. والمشاعر.. لا شيء.. قبلك يا مصر.. ولا شيء بعدك. ما اجملها من لوحة.. رسمها المصريون.. في تعانق الايدي.. ووحدة الصف.. لوحة اجمل من كل اللوحات.. واعظم ما شاهدته.. رسمها الشعب المصري.. بارادة حرة.. ووعي وفهم.. لما يريده.. وبداخله تصميم هائل.. علي تحقيقه.. يا بلدي يا مصر.. ما اعظم شعبها.. وناسها.. الله يحفظك يا مصر.. صورة لمن تسول له نفسه النيل من بلدي.. لن تستطيع.. لن يسمح لك شعبي.. فمصر باقية.. امد الزمان.. خالدة.. عظيمة.. وليفهم البعض ما هو واضح وضوح الشمس.. وكفي. «أطفال.. ولكن؟!!» الثلاثاء: رأيت وانا اسير في شارع التحرير بالدقي اطفالا في سن الخامسة او السادسة.. يحملون يافطات صغيرة يعبرون بها عن رفضهم لما نحن فيه مكتوبا عليها «لا لدماء المصريين.. ولتحيا مصر».. شعرت باحساس هائل من الطمأنينة.. فاذا كان اطفال يعلمون ما هي قيمة مصر واهميتها.. فلابد ان الشيوخ والشباب يعرفون قدر هذا البلد مصر وعظمته وتاريخه وحضارته.. ويفدونه بالدم والروح. لقد كان هذا نتاجا طبيعيا لقيام ثورة 52 يناير التي اشعلت روح الحماس والرفض لكل اشكال السلبيات التي عانينا منها لسنوات طويلة.. واستيقظ الوعي الوطني لدي كل مواطن مصري بعد سبات عميق.. فتحول كل مصري الي سياسي محنك.. يفهم ويستوعب ويحلل.. ويقيم الاحداث.. ويقرر.. ان النظام الظالم الفاسد لابد ان يزول.. وان مصر بلدنا جميعا ليست حكرا علي فئة دون الاخري.. ثرواتها وخيراتها ملكا لكل ابنائها. لقد افرزت ثورة يناير روحا جديدة لدي المصريين.. قفزت علي مشاعر الاستسلام والتواكل.. ونهضت وثابة تطالب بكل حق لها واولها.. الحرية.. ورفض الظلم والاستبداد.. في كل صورة. وانا علي يقين من ان المصريين لن يعودوا ابدا.. الي المربع صفر ولن يسمحوا لاحد بأن يملي عليهم ارادته.. وانهم سيحصلون علي كل ما يريدون تحقيقه.. وطن مستقل.. حرية.. كرامة.. ديمقراطية.. مصر ملك الجميع وليست ملكا لفصيل واحد.. بل وطن يشترك فيه الجميع المسلم والمسيحي.. شيعي وسني.. وطن نتقدم به ومعه الي الامام.. بوعي ويقظة بلا ضياع للوقت في مهاترات ومواقف عنترية زائفة.. وجهل وعدم فطنة.. لا طائل من ورائها. «عبدالحليم.. أحد الأسلحة السرية» الاثنين: مع قيام الثورات.. يرافقها دائما ظهور عدد من الاغاني الوطنية بعضها يعلق بالقلب.. والاخر يذهب ادراج الرياح.. فلا يبقي منه في الذاكرة شئ.. وان كانت الاغنية الوطنية خاصة عند قيام الثورات يصبح لها شأن كبير.. ولها تأثير شديد علي الشعب.. ويذكرني هذا بالاغنية الوطنية مع قيام ثورة 52 يناير التي لم تثبت احداها في ذاكرة الناس وعقولهم.. ولم يردد الناس كلمات هزت قلوبهم ووجدانهم من الاغاني.. بينما تحولت الاغنية الوطنية في عهد ثورة 2591 الي شرارة تحركت في كل اتجاه رهنا لاشارة رجال الثورة وقادتها.. ابتسمت وتفاءلت واشرقت.. بالغت في مدح الزعيم.. ثم انكسرت بعد هزيمة يونيو 7691.. وكساها الحزن والشجن ولكن تمسكت بالأمل.. ولو كانت ثورة يوليو قبل موعدها لما كان للغناء نفس الدور الذي قامت به.. فقد كانت الاغنية لها دور اعلامي ومهمتها اخبار المواطنين.. بنبأ قيام الثورة واهدافها.. فغني محمد قنديل «علي الدوار.. علي الدوار.. راديو بلدنا فيه اخبار».. وغني عبدالحليم «اني ملكت في يدي زمامي».. وغني عبدالوهاب «يا نسمة الحرية يا للي مليتي حياتنا». واستقبل المصريون الثورة كحلم طال انتظاره.. واعتبر الثوار الاغنية سلاحا.. فأبلغوا بها الشعب اوامرهم والالتزام بشعار «الاتحاد والنظام والعمل».. وظهر هذا الشعار في اغنيات ليلي مراد.. وتعدلت التوجيهات من اجل الالتفاف حول الثورة ولتعديل بعض السلوكيات الشعبية.. وطنية كانت او حضارية منها خلع الجلابية وارتداء البنطلون.. وغنت صباح مع فؤاد المهندس «الراجل ده هيجنني» عن هذا الموضوع. ولم يكن لثورة يوليو عند بدايتها نجوم مختارة او مقربة.. ولكن بعد شهور اصبح لها فرسانها واهداف توصل الاوامر للناس فأصبحت ام كلثوم واغنياتها احد جناحي الغناء الوطني المصري وواحدا من اسلحة الثورة لتبليغ اهدافها وربط الشعب بها.. اما الجناح الثاني فكان صوت عبدالحليم حافظ الذي تصادف نجاحه.. واصبح واحدا من اهم كوادر الثورة واكثرها تأثيرا في الجماهير.. وكتبت صحيفة «الصنداي تايمز» البريطانية سنة 3691 ان عبدالحليم اصبح سفيرا كبيرا بتقديمه اغنيات تلهب مشاعر الجماهير وكتبت جريدة «التايمز الانجليزية» في نفس الفترة ان عبدالحليم احد الاسلحة السرية التي يستخدمها عبدالناصر لنشر رسالة الثورة.. وتناولت الاغاني في ذلك الوقت اهداف الثورة المعلنة.. فغني عبدالوهاب «زود جيش اوطانك واتبرع لسلاحه».. وذلك لتحقيق هدف بناء جيش قوي.. وعندما تم جلاء الانجليز عن مصر غنت ام كلثوم «اليوم تم الجلاء» وغنت شادية «يا بنت بلدي زعيمنا قال قومي وجاهدي ويا الرجال».. وغنت نجاة الصغير «كانوا بيقولوا البنت هتفضل زي ماهية.. يجوا يشوفوا البنت اهي نجحت ميه لمية».. ولما وقع الاعتداء الثلاثي علي بورسعيد سجل المطربون عدد عظيما من الاغاني الحماسية المبتكرة في موضوعاتها ومنها «هنحارب»، «الله اكبر»، وعن بناء السد العالي غني عبدالحليم حافظ اغنية «هي حكاية شعب». وكانت احتفالات اعياد الثورة مهرجانا للاغنية الوطنية الانطباعية ولعل الثلاثي صلاح جاهين وكمال الطويل وعبدالحليم حافظ كانوا فرسان هذه الحفلات بلا منازع.. وقد افرز تعاونهم عددا كبيرا من الاغاني التي تمثل فن التأثير علي الجماهير ومنها اغنية «المسئولية» وايضا اغنية «يا اهلا بالمعارك» واغنية «صورة صورة» واغنية «احنا الشعب» و»بالاحضان». وهناك خيط رفيع يربط بين الاغنية التأثيرية والشعبية.. فالثانية لها دور ترفيهي.. اما الاولي فهي صاحبة رسالة تربوية.. والاغاني التأثيرية ينطبق عليها المبدأ القائل «ما طرح من القلب حل في القلب».. وما خرج من اللسان يقف عند الاذان.. ولهذا لم يبق من الاغاني السطحية التي خرجت للاسف مع ثورة عظيمة كثورة 52 يناير.. كثير في الاذهان ولم ترسخ في ذهن المستمع لانها لم تخرج من القلب. «عيني عليك.. يا نيل» السبت: في زيارتي لايران ضمن الوفد الاعلامي المصري خلال الاسبوعين الماضيين شاهدت بايران جبالا تسمي «جبال البرز» و»تعني الارتفاع» وهي جبال تشمل قارتين تأتي من اوروبا ثم تدخل آسيا.. وهي امتداد لجبال الالب.. ثم تدخل الي شمال ايران.. ثم الي شرق افغانستان.. وهي مراكز سياحية بها اماكن للاستشفاء وهي ذات قمم ثلجية تنساب الي اسفل ايران علي شكل مياه جوفية بمدن ايران.. تمثل مجري مائيا من المياه الصافية النقية يراها كل من يسير بشوارع ايران.. ومدنها.. وتمثل شكلا جماليا رائعا حيث انها مكشوفة للعين.. وتم بناء كباري صغيرة الحجم فوق هذه المجاري المائية يمر فوقها السائرون.. وينعم برؤيتها ويسعد اهل ايران فيقفون بجوارها بسيارتهم يتنفسون الهواء العليل الذي تجذبه اليهم هذه المجاري المائية الصافية الجميلة. وتطرق خيالي وقتئذ لأتذكر نيلنا العظيم الان.. وقد تكحل بالتراب فتحول لونه الي الاسود القاتم.. بديلا للون مياهه الرائعة الرقراقة.. الصافية.. وتكتل عليه اعداؤه.. فألقوا بالقاذورات وفضلات الطعام والمخلفات من البواخر العائمة القائمة علي جانبيه.. بلا رحمة او ادني احساس بقيمة هذا النيل.. هبة الله الذي يمثل جزءا من حضارة مصر ورقيها وتقدمها ونهضتها.. فهو منبع النماء والخير. وتساءلت: الي متي سيظل الاهمال وعدم الاحساس بالمسئولية يأتي علي كل شيء في مصر؟.. الي متي سنظل ننظر الي مشاكلنا المستعصية ونمصمص الشفاه؟ ولا نجرؤ علي الاقتراب من المشكلة لنواجهها ونوجد لها الحلول.. هذا النيل الذي حبا الله به مصر.. واختصها به.. يلاقي الكثير من الاهمال والاستهتار.. فأين الحكومة؟ واين المحافظات؟ واين المحليات؟ واين الاعداد الهائلة من موظفي تلك الجهات؟ الا يرون ما تعانيه مصر الان.. من اهمال واضح في كل مرافق الحياة؟ الازمة المرورية المستعصية التي تحولت الي عجيبة من عجائب الدنيا السبع في الاهمال والتقصير.. كفانا تقهقرا للوراء.. لابد من احياء الضمائر حتي تعود مصر ام الدنيا بحق!!!