اليوم لابد أن يكون للجميع سعي واحد وهدف واحد، هو الحرص الكامل علي سلامة مصر وضمان أمنها واستقرارها والعمل بكل الأمانة والجدية والصدق لنجاتها من الأخطار المحدقة بها والمحيطة بها من كل جانب، بما تحمله في طياتها من موجات غضب عالية، وعواصف اضطرابات عاتية. اليوم لابد أن يكون خطابنا موجه إلي كل أبناء مصر، في كل المدن والقري والمحافظات، علي اختلاف أفكارهم، وتنوع انتماءاتهم ومعتقداتهم، انطلاقاً من إيماننا الكامل بأنهم جميعاً محبون لوطنهم عاشقون لترابه، مستعدون دائماً وأبداً لحمايته من كل مكروه، والتضحية بالغالي والنفيس في سبيل كرامته وعزته، واستمرار وجوده حراً مهاباً مرفوع الرأس بين كل الأمم والشعوب. ورهاننا اليوم بالذات علي شباب مصر الواعي بقيمة وطنه، والمدرك لقدر هذا الوطن بين الأمم، ودوره الحضاري والتنويري في المنطقة والعالم علي مر التاريخ وتعاقب الأزمان، ...، هذا الشباب المتطلع للديمقراطية والحرية والكرامة الإنسانية، والعدالة الاجتماعية، والمؤمن بجميع القيم الإنسانية والدينية الرفيعة والسامية، والساعي بكل الأمل والجد لدولة القانون والمساواة وحقوق الإنسان. ورهاننا علي الشباب، هو رهان علي قوة الحاضر، وقاطرة المستقبل، وأمل مصر في الغد الأفضل، الأكثر أمناً واستقراراً، ..، ونحن في ذلك لا نفرق بين الشباب ولا نميز بينهم علي أساس الفكر أو العقيدة، بل نخاطبهم جميعاً، ونعلق عليهم كل الأمل في إنقاذ مصر. وانطلاقاً من ذلك، فإننا لا نخاطب فئة دون فئة، ولا جماعة دون جماعة، لا شباب الإخوان فقط، ولا المعارضة فقط، ولا تمرد بالذات ولا تجرد بالذات، بل نخاطب الجميع، نخاطب كل أبناء مصر وقوتها الشابة لنبذ الخلافات والارتفاع فوق مستوي الرؤي الحزبية والفكرية المتعارضة والضيقة، وإعلاء المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار، وقبل كل المصالح مهما كانت، ..، فمصر أهم وأكبر من الكل، وهي الأبقي والكل إلي زوال.