يعاني المجتمع المصرى من عدم وعى لفكرة إعادة تدوير المخلفات كما أن الدولة ليس لديها الثقافة البيئية التى يسهل معها حل مشكلة القمامة على الرغم من أن الاستثمار فى مشاريع اعادة التدوير مضمونة وتعد مصدر دخل قوى بالاضافة الى القدرة على استيعاب اعداد هائلة من العمالة التى تسهم فى القضاء على ظاهرة البطالة ولكن للأسف هذه المشاريع معروفة لرجال الأعمال فى مصر حتى أن بعضهم اتخذ من الشعارات تجارة وبوطنيته المزيفة واجهة لتحقيق مكاسب مادية من جمع القمامة . أما المسئولون فى الدولة ليس لديهم رؤية لحل أبسط المشاكل أو حتى بذل أدنى مجهود للتعرف على تجار دول أخرى . الدولة لا تتهاون فى تحصيل الضرائب أو أى رسوم من المواطنين وعليها أيضاً التزامات تجاه المواطنين يجب الوفاء بها ومنها توفير الخدمات واقامة المرافق لتساعدهم على المحافظة على البيئة . بزنيس قمامة الثورة ضمن حملة تنظيف مصر أطلق أحد كبار رجال الاعمال المصريين حملة لتنظيف شوارع مصر بعد الثورة وقام بتجميع قمامة ميدان التحريرمن أجل مصر ولكن الواقع يختلف تماماً . فوالدة رجل الأعمال تمتلك مصنعا لتدوير المخلفات البلاستيكية وفيه تم تنظيف ومعالجة وتكسير القمامة التى تم تجميعها وأرسلت إلى الصين لإدخال بعض الاضافات البسيطة فى التصنيع واعادتها لنا مرة أخرى فى صورة منتج وذلك بمقابل مادى . التجربة الألمانية فى الوقت الذى تملأ القمامة شوارع مصر المحروسة حتى أصبحت من أهم المظاهر التى اشتهرنا بها فى حين نجد دول أخرى تتبع وأساليب تحفز المواطنين للمحافظة على البيئة ونظافتها ففى ألمانيا تقوم الناس بتجميع العبوات البلاستيكية الفارغة ويتوجهون بها إلى السوبر ماركت حيث توجد فيه ماكينات تدوير العبوات البلاستيك وهى تشبه ماكينات الفيزا أو البيبسى وبوضع العبوات فى الماكينة لتدويرها يخرج بيان بعدد العبوات التى وضعت فى الماكينة وقيمتها بموجب هذا البيان يحصل من السوبر ماركت على المبلغ المقابل. كيف تتم إعادة تدوير المخلفات ؟ تنقسم مخلفات البلاستيك إلى 40 صنفاً فى مصر معروف منهم 5 أو 6 أصناف منها زجاجات المياه الغازية والزيوت أو المياه المعدنية والأكياس البلاستيك والمخلفات الزراعية. بالنسبة للزجاجات البلاستيك بعد تجميعها وغسلها وتنظيفها من أى شوائب يتم تكسيرها لتستوردها بعض الدول مثل تركيا وايطاليا والصين والهند مقابل 600 دولار للطن بما يعادل حوالى 4000 جنيه مصرى ليتم تصنيعه لمنتج من مادة البوليستر المعاد تصنيعها فى صورة جواكيت وتيشيرتات أو قمصان وبنطلونات أو ليدخل عليه عملية تصنيع بسيطة لتعيد تصديره الينا بسعر 1800 جنيه للطن فى صورة شعيرات بلاستيك ليصنع منه السجاد والموكيت والالحفة الفيبر. أما الأكياس البلاستيك يستخلص منها مادتين البولى ايثيلين المرتفع الكثافة والمنخفض الكثافة وتمر بنفس مراحل اعداد البوليستر وهاتين المادتين يتم تصنيعهما فى مصر حالياً بنسبة 10% فى عدد قليل من المصانع الخاصة لارتفاع قيمة الماكينة المصنعة حيث تبلغ تكلفتها ربع مليون جنيه . استخلاص خشب ال FDM أما المخلفات الزراعية يستخرج منها خشب ال FDM تستورد مصر بحوالى 186 مليار جنيه سنوياً و يصنع منه الموبليا والمنتجات الخشبية التى تحتاج لزخرفة كالمطابع بمختلف الألوان بطبقة الفرومايكا والرانق التى تحلى بها أسوار الفيلل وديكورات الأسقف . ما هى معوقات تصدير بودر الخشب للصين ؟ يقول خالد القطرى لا يتوافر قش الأرز وحطب القطن إلا خلال 15 يوماً فقط طوال العام وهو موعد جنى الأرز والقطن وهذا ما حال دون تصدير البودر بانتظام للمصنع الصينى. هذا المشروع سيحقق 3 مليون و600 ألف فرصة عمل على مستوى الجمهورية . كيف يمكن الاستفادة من تدوير المخلفات ؟ ويقول خالد القطرى نحتاج لمشروعات اعادة تدوير المخلفات على مستوى الجمهورية بإنشاء مصنع بكل مركز أو مدينة يستوعب حوالى 100 عامل وموظف ومهندس فى المركز الواحد ويقدر المشروع على مستوى الجمهورية من بداية تجميع المخلفات حتى انتاجه فى صورته النهائية بحوالى مليون و200 ألف ايد عاملة . توجيه موارد الدولة المهدرة صندوق الضمان الاجتماعى الذى أنشأته الحكومة لمساعدة الخريجيين يمنحهم قرضا بفائدة 7% مع احتمال تعثر الخريجين على سداد القرض أو عدم القدرة على تسويق منتجهم وارد ، ولكن إذا جمعت هذه المبالغ وتم اعادة توجيهها فى مشروع قومى تحت اشراف الحكومة أو أى جهة مسئولة سيحقق ربحاً مضموناً وسيستوعب عدداً من العمالة مما يساهم فى حل مشكلة البطالة .