لم يكن مؤلف قصة الخيال العلمي »جوارسيك بارك» "الحديقة الجوراسية" يتوقع ان تتحول فكرته في يوم من الايام الي حقيقة.. وعندما عرض الفيلم قبل 20 عاما اهتزت الاوساط العلمية في العالم وخاصة المتخصصين في اخلاق العلم.. تدور فكرة الفيلم حول رجل ثري عثر علي بعوضة في صماغ احدي الاشجار القديمة وعندما عرضها علي فريق من العلماء تمكنوا من استخلاص الحمض النووي لديناصور ثم دمجوه مع الحمض النووي لضفدعة وتمكنوا في نهاية الامر من تخليق ديناصور حي. كان رجل الاعمال الثري يهدف الي اقامة معرض للديناصورات وتحقيق الارباح وجني المكاسب.. لكن الديناصورات تضخمت وحطمت الاسوار وبدأت تهاجم البشر. لم تكن القصة اكثر من خيال في ذلك الوقت.. لكن مع تقدم ابحاث الاستنساخ وغيره اصبح العالم قاب قوسين او ادني من اعادة الحيوانات المنقرضة الي الحياة. ويقول المراقبون انه في غضون 15 عاما فقط سيتمكن العلماء من اعادة الحيوانات المنقرضة الي الحياة وربما ينجحون ايضا في اعادة ما يطلقون عليه الانسان البدائي. وأكد فريق من العلماء انهم خلال حوالي عقد ونصف سيعلنون للعالم اعادة نوع من الحمام يسمي "الدودو" كان قد انقرض منذ عام 1850 مرة اخري. ويستخدم العلماء حاليا ثلاثة أساليب لاستعادة النباتات والحيوانات المنقرضة ابرزها واشهرها هي الاستنساخ. ويقوم العلماء باستخلاص المادة الجينية من الكائنات المنقرضة لصنع نسخة حديثة منها. وهناك ابحاث اخري بطريقة ثانية يطلق عليها التنشئة الانتقائية لأنواع حديثة قريبة الشبه من الكائنات المنقرضة. وتعتمد التكنولوجيا الثالثة علي الهندسة الجينية عبر ادخال تعديلات علي الحامض النووي لكائنات حديثة حتي تصبح قريبة الشبه بشدة بالكائنات المنقرضة. وسوف تؤدي كل هذه التقنيات الي اعادة الحيوانات او النباتات المنقرضة الي الوجود وهو ما يثير المخاوف لدي الكثير من الخبراء والمحللين. السبب في هذا الفزع ليس الرعب الذي اثارته مشاهد فيلم الحديقة الجوراسية ولكنها تحذيرات العلماء والمتخصصين الذين يؤكدون ان هذا النهج ينافي الطبيعة وسوف تترتب عليه مشاكل لا يمكن التكهن بحجمها او مخاطرها. ويقول هانك جريسلي الاستاذ في جامعة سانفورد ان الكثير من الكائنات التي سيعاد انتاجها يمكن ان تتسبب في مشاكل غير متوقعة ويمكن علي سبيل المثال ان تحمل امراضا قاتلة او تهديدات للبيئة. وسيكون اعادة تخليق حمام الدودو هو مجرد بداية لاعادة كائنات اخري انقرضت في ازمنة سحيقة ربما يكون من بينها الديناصورات التي كانت اسياد الحياة علي الارض قبل اكثر من 66 مليون سنة. وتبدي الكثير من مراكز الابحاث في العالم اهتماما كبيرا باعادة تخليق الديناصورات لانها اضخم الكائنات المعروفة لنا علي سطح الارض.