تتجسد مشاهد فيلم »الأرض» من جديد في العديد من قري محافظة الشرقية.. حيث يصرخ الفلاحون من قلة مياه الري وجفاف أراضيهم وتشققها ويرددون «الأرض عطشانة ونروح لمين يرويها» ويؤكدون ان منظر جفاف الترع وتساقط الزراعات وتلفها لم نشهده منذ أكثر من 05 عاما وان المسئولين عن تلك الكارثة سوف يحاسبهم الله عز وجل حسابا عسيرا.. ويتساءلون هو احنا نعيش في دولة غريبة عننا ولا ايه وهما المسئولين أعصابهم باردة ليه.. لا نعلم وعموما حسبنا الله ونعم الوكيل. ويقول أحمد صابر من قرية الطرادية مركز الإبراهيمية لقد تم تجهيز وزراعة أكثر من 05 ألف فدان بالأرز والأذرة والخضراوات بقري كفور نجم والطرادية والحبشي وكفر عوض سليمان والرباعيين والنجوم والهجارسة وعزب السلايم والشافعي منذ أكثر من 54 يوما.. ونظرا لعدم وصول المياه لنهايات ترع العرايقي والرادية وبحر الحصان والاصلاح الزراعي جفت السيقان الخضراء وتساقطت الثمار قبل أوانها وماتت ذابلة وتشققت الأراضي الأمر الذي ترتب عليه بوار الأراضي وخراب بيوت الفلاحين وقال ان مدير هندسة الري بالمنطقة يعتمد فتح حاجز قناطر الصفراء عن بحر مويس لمجاملة ذويه في منطقة أولاد صقر وكفر صقر الأمر الذي يترتب عليه انخفاض منسوب المياه في الترع التي تغذي أراضيها وبالتالي تلفها. ويقول أبومسلم جاد من قرية كفر المسلمين التابعة لمركز صان الحجر لقد تم زراعة 8 آلاف بدار بمحصول الأرز و01 آلاف فدان بالقطن منذ أكثر من 05 يوما.. وانقطعت المياه منذ 33 يوما متصلة وترتب علي ذلك حرق زراعات الأرز وعطش نباتات القطن والمهددة أيضا بالشلل إذا تم توفير المياه وريها حاليا. وقال اننا لم نشهد هذا المنظر منذ 05 عاما الذي يمثل خرابا لبيوتنا.. حيث ان بعض المزارعين عليهم مديونيات للبنوك وبعضهم محدد موعد زفاف أبنائهم عقب حصاد الأرز وحتي القطن ولكن بعد هذا الدمار لم يعد أمامهم أمل. وقال المصيبة الكبري اننا كنا نستعين بمياه الصرف الزراعي والصحي في الري ولكن تلك المياه اختفت. ويقول الحاج محمد حسن متولي من قرية قصاصين الأزهار بمركز أولاد صقر ان المياه لا تصل لأراضينا منذ أكثر من 01 أيام.. وطبقا لجدول المناوبات كان من المفترض ان تصلنا المياه خلال تلك الساعات الماضية إلا ان هذا الحلم لم يتحقق وظلت ترع البطيخ والعجوز والجنانين خالية من المياه وقال لقد احترق محصول الأرز واللب وتم حرثهما في الأرض وتزايدت الشقوق الناتجة عن الظمأ حيث بلغت المسافة بين كل شق والآخر 01 سم وبعمق 52سم. ويقول الحاج ثابت محمد احنا مش عارفين اللي بيدور حوالينا احنا مش لاقيين مياه عذبة أو صرف زراعي أو صناعي أو صحي لنروي بها أراضينا. وقال لقد احترق محصول الأرز ولا نجد أمامنا سوي حرثه في الأرض وقال ان أراضينا هي مصدر رزقنا الوحيد ولكن ماذا نفعل والأرض بتموت عطشانة. واضاف بقوله لقد تقدمنا بشكاوي عديدة للمسئولين عن الري والمحافظة ويقولوا ان شاء الله سيتم توفير المياه ولكن كلمات جميعها في الهواء.. وقال لابد من محاسبة المسئولين عن تشريد أسرنا وموت أراضينا. اما الحاج إبراهيم حسن أحمد من قرية دوايده مركز صان الحجر فبدأ حديثه بقوله لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.. فقد احترق أكثر من 02 ألف فدان مزروعة بالأرز والقطن بسبب قلة مياه الري وانعدامها بصورة كلية عند ترعة الصوفية وقال اننا لا نجد مياها عذبة أو ارتوازية أو مصارف لنستخدمها للري.. ونضطر لشراء جراكن لتوفير المياه لنا كآدميين ولثروتنا الحيوانية وتساءل أين العدالة الاجتماعية التي طالبت بها الثورة منذ كنا في الأعوام الماضية نشتكي من قلة المياه ولكنها كانت موجودة اما الآن فهي تكاد تكون معدومة.. واضاف بقوله ان هذا الوضع ينذر بكارثة لا نعرف عواقبها ونتائجها ويقول المستشار حسن النجار محافظ الشرقية ان السبب الرئيسي لتلك المشكلة هو عدم الالتزام بالمساحات المحدد زراعتها بالأرز وهي 671 ألف فدان وزيادتها حتي الآن لتصل إلي 003 ألف فدان وبالتالي زيادة استهلاك المياه.. ولمواجهة تلك المشكلة تم الاتصال بوزير الري وتم الاتفاق علي دعم المحافظة بحصة اضافية من المياه مقدارها مليون و005 ألف متر مكعب من المياه بفتح مليون منها في بحر مولس والباقي في ترعة الإسماعيلية كما تقرر تشغيل محطات الطوارئ في صان الحجر وحانون وكذلك تشغيل المحطة المتحركة علي ترعة تمرازة باطراف صان الحجر، كما تم تطهير فتحات الترع وازالة كل المعوقات خاصة القمامة التي يقوم المواطن بالقائها بها، كما تقرر تكليف لجان من المهندسين والفنيين بالري للمرور الدوري ومتابعة مشاكل المياه علي الطبيعة واعداد جداول المناوبات لتغذية الترع بالمياه ويتم اعلانها لجميع المزارعين واشار المحافظ انه سيتم حل مشكلة نقص مياه الري خلال الساعات القليلة القادمة.