كنت بين الصحو والمنام عندما شعرت بزغدة كوع مصحوبة بصوت زوجتي تقول:قوم ياراجل فيه فار في المطبخ..فقلت وأنا مازلت مغمضا عيني معتقداً أني في حلم أو في كابوس إن شئت الدقة: ياستي بلاش بقي الشك ده اللي هايوديكي في داهية واطردي أرجوكي الفار إللي بيلعب في عبك وانسي قصة إني ممكن أتجوز عليكي دي أنا راجل قنوع وعيني مليانة وبلاش بقي المسلسلات والأفلام إللي بتتفرجي عليها دي وإللي لحست دماغك وخلتك متأكدة إني هاتجوز عليكي في يوم..فقالت وهي تواليني بمجموعة زغدات متتالية:ياراجل باقولك قوم بقي الفار المرة دي مش في عبي لا ده موجود بشحمه ولحمه في المطبخ..فقلت وقد بدأت أشعر بأن الموضوع جد:وإيه المطلوب مني؟ فقالت:قوم ياراجل عشان تصطاده فقلت وأنا أفرك عيني:هو فين الراجل ده؟ فإذا بها تصعد من أسلحتها وتقول وهي تزغدني وتسحب الملاية من فوقي:وبعدين معاك بقي ماهو مش معقول تفضل انت نايم وأنا والعيال إللي نصطاد الفار..ده حتي عيبة في حقك ياراجل..فقلت بسرعة:بالعكس طبعا..ماهو أنا عشان راجل مش معقول أعمل عقلي بعقل فار..الفار ده يصطاده العيال والستات إللي زيك لكن أنا خليني للتقيلة أنا أواجه فيل مثلا..أسد أو نمر علي الأقل لكن عيبة في حقي إني أقوم أهز طولي وأجري ورا فار وبعدين الفار حيوان ذكي جدا وعارف مصلحته وزمانه جري من البيت بمجرد ماسمع صوتي..فقالت وقد بدأ صبرها ينفد:ماهو ياتقوم دلوقتي حالاً تشوفلك حل مع الفار ياما هاخد بناتي وأروح بيهم علي بيت أهلي ونسيبك بقي ياسبع البرمبة تعيش مع الفار وابقي ورينا ساعتها هتعمل إيه. كان من الصعب أن أستمر في النوم بعد هذا التهديد العلني فقمت إلي المطبخ وسط تهليل البنات وصيحاتهن وهن يسلمني الاسلحة الفتاكة للقضاء علي الفأر من مقشات وشباشب وهتافاتهن تعلو:الله أكبر..أيوه كده..اقتلوا يابابا مترحمهوش..فأشرت للجميع طالبا الصمت التام قائلا:معقولة يابنات؟ دي أسلحة غير آدمية للتعامل مع الحيوان مهما كان هذا الحيوان حقيراً في تصرفاته..إحنا ناس متحضرين ولازم نعالج الموضوع بحكمة..فيه أساليب حديثة للتعامل مع مثل هذا الحيوان..لايموني علي المصيدة فضحكت يثرب قائلة:يابابا نصبنا المصيدة من الصبح وحطينا فيها جبنة رومي ولانشون قام الفار دخل أكل الجبنة واللانشون ومشي في أمان الله..فصرخت:ياولاد الإيه أنا مش لسه سائلكم من يومين عن جبنة ولانشون قولتولي مفيش؟ فقالت لقاء:يابابا أحنا اشتريناها مخصوص عشان الفار وياريتها نفعت..فقلت طيب انزلي يا أسرار اشتري لزق نحطه علي كرتونة عشان لما الفار يعدي عليه يلزق فقالت وعود:يووووه يابابا ياحبيبي حطينا اللزق من الصبح وكل اللي اصطاده كام نملاية علي ماقسم وفضل الفار يبرطع قدام عينينا وبيطلعلنا لسانه كمان..فقلت: خلاص نجيب قطة الجيران تخلصنا منه فقالت المفعوصة وعود التي كانت آخر عنقود البنات قبل تشريف الآنسة كلمات:جبناها يابابا وطلعت هي والفار أصحاب ومعملتلوش أي حاجة ولا هو عملها أي حساب فقلت:ماهو بصراحة أنا مش ممكن ألوث إيدي بقتل حيوان لازم نفكر في طريقة مبتكرة وعصرية..ايه رأيكم مثلا نجيب نحاصر الفار نفسياً لغاية لما يزهق من نفسه ويطفش من البيت فضربت كلمات كفاً بكف وهي تقول:ناقص يابابا تقول نخاصمه ومنكلموش ونتجاهله عشان يكتئب ويطفش..يابابا ده فار سافل حقير وممكن لو سبناه ياكل الهدوم والعفش كمان يابابا لازم من المواجهة..فقلت:خلاص سيبوني أستشير صديقي الأنتيم سيد الغول فاتصلت به فقال إنه لن يستطيع أن يفتيني إلا إذا عاين الفأر بنفسه وبالفعل جاء يجري بشهامته المعتادة وبعد مطاردة شاهد فيها الفأر وهو يفر من أمامنا قال :ياصديقي أصدقك القول..هذا الفأر مش من النوع إللي بسرعة يزول..فهو مع الأسف ينتمي لطائفة الفئران الفلول!